رمضان اللجوء.. صيام السوريين في "السويد" أكل وملل ونوم

يصوم اللاجئون السوريون في السويد هذا العام أطول رمضان من حيث عدد ساعات الصيام في هذا البلد منذ 33 عاماً، إذا يتوافق شهر الصوم هذا العام مع ما يُعرف بـالانقلاب الصيفي للشمس ما يعني زيادة عدد ساعات النهار لتصل إلى 20 ساعة أي أن ثلاث ساعات هي التي تفصل بين فترات الصيام في منطقة تعتبر الأطول نهاراً والأقصر ليلاً خلال فصل الصيف بل تكاد الشمس لا تغيب سوى دقائق معدودة فيما يُسميه علماء الفلك بـ "شمس منتصف الليل". 

مع بدء شهر رمضان كل عام يلجأ مسؤولو بعض مخيمات اللاجئين في السويد إلى تأخير أوقات العشاء المعتادة من الساعة السابعة مساء إلى الساعة العاشرة والنصف لُيتاح للصائمين تناول الأكل في موعد الإفطار، ويخبّئ أغلب الصائمين جزءاً من وجبات إفطارهم إلى فترة السحور لعدم تخصيصه بوجبات.

وفي ظل انعدام المساعدات من قبل المنظمات الإغاثية أو الجمعيات الخيرية كما في باقي بلدان اللجوء يجد اللاجئون الصائمون صعوبة في الطبخ داخل غرفهم أو في إحضار وجبات من خارج المخيمات. 

وتخلو حياة اللاجئين السوريين في هذه المخيمات من أي نشاطات أو فعاليات رمضانية بل "مجرد أكل وملل ونوم وشوية مشاكل" -كما يقول اللاجئ "زياد شمس الدين"- القادم من مدينة حمص لـ"زمان الوصل" مضيفاً أن "أغلب الشبان يسهرون داخل غرفهم إلى وقت متأخر لأن اليوم طويل في السويد ويحاولون النوم في فترة ما بعد الظهر انتظاراً لوقت الإفطار". 

ويفتقد "شمس الدين" الذي يعيش في مدينة "كريستيناهامن" -كما يقول- إلى مظاهر الاجتماع على مائدة الإفطار وإلى تنوع أصناف الطعام التي كانت تُعدها والدته وما يُعرف بـ"السكبة" وهي الأطباق التي كان الجيران يتهادونها قبل موعد الإفطار– إلى جانب الافتقاد للأجواء الدينية وأصوات المساجد التي كانت تُشعر المرء بأنه صائم بينما في السويد –كما يقول محدثنا- لا يجرؤ أحد على الخروج بسبب حرارة الجو نهاراً وبسبب مظاهر التخفف من اللباس للرجال والنساء التي لا تناسب الصائمين. 

وتمنع القوانين السويدية اللاجئين من إصدار أدنى صوت حتى ولو كان أثناء جلي الصحون بعد الساعة العاشرة مساءً، وكل ذلك -حسب شمس الدين- يحدّ من حرية الصائمين ويُفقدهم بهجة رمضان الذي لا يشعرون فيه إلا بالجوع والعطش".