أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بمذكرة هي الأضخم منذ حرب فيتنام.. عشرات الدبلوماسيين الأمريكيين يطالبون بوضع حد للصراع في سوريا

حلب - أرشيف

وجه عشرات من الدبلوماسيين الأمريكيين انتقادات حادة لرئيس بلادهم "باراك أوباما" بخصوص سياسته التخاذلية تجاه سوريا، مطالبين إياه باتخاذ قرار يتيح قصف النظام ويوقف انتهاكاته المستمرة بحق السوريين.

فقد وقع 51 دبلوماسيا أمريكيا مذكرة داخلية تنتقد سياسة إدارة أوباما في سوريا، وتدعو إلى ضربات عسكرية ضد نظام بشار الأسد، بحسب ما نقلت اليوم الجمعة صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير تولت "زمان الوصل" ترجمة أهم ما جاء فيه.

ونوهت الصحيفة بأن عدد التواقيع التي وضعت على المذكرة "كبير للغاية"، بل إنه "غير مسبوق"، منذ أن أنشأت الخارجية الأمريكية قناة يمرر فيها الموظفون الرسميون آراءهم المعارضة لسياسة إدارتهم أو وزارتهم، تزامنا مع حرب فيتنام (من 1955 إلى 1975)، التي شهدت ظهور تيار مناوئ لها في أوساط السياسيين والعسكريين الأمريكان.

ولفتت الصحيفة إلى أن معظم من وقع المذكرة هم دبلوماسيون انخرطوا في سياسة الإدارة الأمريكية بخصوص سوريا على مدى السنوات الخمس الماضية، سواء في الداخل أو في الخارج، وأن أعلاهم رتبة هو نائب السابق السفير الأمريكي في دمشق.

وذكّرت "نيويورك تايمز" بمعارضة "أوباما" المستمرة لأي اقتراح يقضي بشن عمليات عسكرية ضد نظام بشار الأسد؛ يمكن أن تشكل بداية النهاية للكارثة السورية.

وفيما رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية، جون كيربي التعليق على المذكرة، منوها باحترام الوزارة "للتعبير عن وجهات النظر السياسية بصراحة"، فقد قال السفير السابق في سوريا "روبرت فورد" إن كثيرا من الدبلوماسيين الأمريكيين المنخرطين الشأن السوري يطالبون منذ فترة بسياسة أكثر صرامة مع نظام الأسد يمكن أن تسهل الوصول إلى صفقة سياسية تمهد لإقامة حكومة سورية جديدة.

واستقال "فورد" من وزارة الخارجية عام 2014، عطفا على إحباطه من سياسة النأي بالنفس التي اتبعتها إدارة أوباما تجاه نظام بشار الأسد وجرائمه.

خبير الشؤون السورية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى "أندرو تابلر" قال بأن هناك إحباطا هائلا بخصوص السياسة تجاه سوريا، بلغ ذروته مع تراجع وتيرة المفاوضات، ليس فقط بين الولايات المتحدة وروسيا، ولكن بين الأسد والمعارضة.

*المبرر واضح
ومما جاء في المذكرة قولها إن الخروقات المستمرة من قبل النظام لوقف إطلاق النار، من شأنها القضاء على جهود التوصل إلى تسوية سياسية، لأن الأسد لن يشعر بأي ضغط للتفاوض مع المعارضة المعتدلة أو غيرها من الفصائل التي تحاربه.

واعتبرت المذكرة أن البراميل المتفجرة التي يلقيها النظام على المدنيين تمثل "السبب الرئيس لحالة عدم الاستقرار التي لا تزال تهيمن على سوريا والمنطقة على نطاق أوسع".

وأضافت المذكرة: "المبرر الأخلاقي لاتخاذ خطوات تنهي الموت والمعاناة في سوريا.. مبرر واضح ولا يرقى إليه الشك.. الوضع الراهن في سوريا سيصبح وخيما أكثر وأكثر، هذا إن لم يتحول ليكون وضعا كارثيا على المستوى الإنساني والدبلوماسي، وعلى مستوى التحديات المتعلقة بالإرهاب".

وأقرت المذكرة بأن العمل العسكري ضد النظام سيحمل في طياته مخاطر، ليس أقلها المزيد من التوتر مع روسيا، ولهذا شدد الموقعون على الانجرار إلى مواجهة عسكرية مع موسكو، بل مجرد إطلاق تهديد جدي بعمل عسكري ضد النظام يجعله يلتزم بالخط (نهج التفاوض).

وبالتزامن مع التلويح بالعمل العسكري، يمكن لوزير الخارجية "جون كيري" أن يطلق مساع دبلوماسية تفضي لحل تفاوضي، كالذي تم الوصول إليه في الملف الإيراني، حسب فحوى المذكرة.

وخلصت "نيويورك تايمز" إلى التشديد على نهج الخيار العسكري، الذي كان ومايزال خيار جون كيري وخيار كثير من الدبلوماسيين الأمريكيين، ممن قالوا في مذكرتهم، "لقد حان الوقت للولايات المتحدة، أن تسترشد بمصالحنا الاستراتيجية وقيمنا الأخلاقية، وتقود الجهود العالمية لوضع حد لهذا الصراع مرة واحدة وإلى الأبد".

زمان الوصل - ترجمة
(97)    هل أعجبتك المقالة (96)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي