بين تقشف الموائد الرمضانية وقلة السحور يعيش اللاجئون السوريون في إيطاليا معاناة تتكرر كل عام، محاولين الاستعاضة عن ذلك بخلق جو روحاني ينسيهم ما حُرموا منه طوال سنوات ست بعيداً عن أهلهم وأقاربهم وأحبائهم.
وقبل موعد شهر الصيام بأسابيع توزع المؤسسات القائمة على خدمة الكامبات في إيطاليا ورقة على اللاجئين لمعرفة من سيصوم الشهر لإحصاء الإعداد وإعداد الوجبات بحسب عددهم ويضيفون التمر والحليب للوجبات، إذ إن التمر لا يُقدم عادة داخل الكامبات إلا في رمضان، وتعدّل هذه المؤسسات مواعيد الأكل حيث يخصص الإفطار والسحور للصائم– كما تقول مسؤولة الرابطة السرية لحقوق اللاجئين الناشطة "ريما عبود" لـ"زمان الوصل" مشيرة إلى أن "الهيئات الإسلامية تجهز موائد الإفطار وإعداد البرامج الدينية الخاصة بهذا الشهر، وطبع إمساكية شهر رمضان قبل قدوم الشهر وتقوم بتوزيعها على اللاجئين داخل المخيمات.
وأردفت محدثتنا أن مخيمات اللاجئين في إيطاليا تفتقر إلى الموائد الرمضانية المعتادة في بعض بلدان اللجوء وما يُقدّم فيها من طعام هو ذاته ما يُقدم طوال شهور السنة، ولكن يتم تعديل موعد تقديمه، والأمر ذاته بالنسبة للسحور إذ يضبط اللاجئون منبهات جوالاهم بأنفسهم ويذهبون لتناول السحور في صالة الأكل في موعده بينما يلجأ آخرون إلى إعداد موائد متواضعة بإمكانات بسيطة في خيمهم، ضمن ظروف المخيم الصعبة.
وأشارت الناشطة ريما عبود إلى أن "أكثر ما يعانيه اللاجئون في إيطاليا نوعية الأكل السيئة غالباً وخصوصاً أن اللاجئ السوري اعتاد –كما تقول– على الطبخ المنزلي وتعدد الأطباق وخاصة في سفرة رمضان، ويلجأ بعضهم إلى الطبخ في غرفهم بإمكانيات بسيطة ومن رواتبهم الشهرية مع العلم–كما تؤكد-أن الطبخ في الغرف ممنوع منعاً باتاً" إلى جانب قلة المواد الغذائية في السحور.
ولفتت محدثتنا إلى افتقار مخيمات اللاجئين في إيطاليا إلى مساجد فيضطرون–كما تقول– للذهاب إلى مساجد العاصمة لأداء صلاة التراويح، أما قراءة القرآن والتهجد وغيرها فهي تتم بشكل منفرد وكل شخص حر بما يفعله في غرفته.
ويكنّ الإيطاليون احتراماً شديداً للصائمين داخل الكامبات -حسب محدثتنا- ويحاولون التقرب أكثر من الثقافة الإسلامية خلال هذا الشهر، مبدين استغرابهم الشديد من كيفية صيام هؤلاء اللاجئين وتجديد علاقتهم بخالقهم رغم ظروف اللجوء الصعبة.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية