روى معتقل سابق في سجن "صيدنايا" رحلة معاناته مع طلب العلاج في المعتقل التي بدأت بسوقه مع عدد من المرضى الآخرين في سيارة براد بلا مقاعد انطلقت من "صيدنايا" إلى برزة -مكان المستشفى.
وقال المعتقل الذي رفض ذكر اسمه لـ"زمان الوصل" إن سائق السيارة كان يتعمد النزول في الحفر وعدم التمهل عند المطبات ويُكثر من دعس الفرامل بقصد إيذاء المعتقلين الذين كانوا يتدحرجون داخل السيارة ذات اليمين وذات الشمال.
ويرافق سيارة المرضى سيارتان تابعتان للشرطة العسكرية واحدة أمام السيارة وواحدة خلفها وعادة ما تكون هاتان السيارتان مدججتين بالعناصر.
ويضيف "عند الوصول للمستشفى يتم إنزال المعتقلين في مفرزة الشرطة العسكرية التابعة للمشفى ويتم نقلهم بحسب جهوزية الأطباء وكفاية العناصر للمرافقة، ولكل سجين 5 عناصر مرافقة رغم أنه مكبّل اليدين ومطمش العينين، ويسير أمام المعتقلين مسلح لفتح الطريق وإبعاد المدنيين أو العسكريين وعنصر مسلح على اليمين من المريض وعنصر على شماله وعنصر دعم في الخلف إلى جانب رئيس المجموعة الذي يكون عادة برتبة مساعد أول".
يتم التجول في المستشفى على هذا الشكل دائماً ويُمنع انفراد المريض مع الأطباء، وإذا تم قبوله في المستشفى فهنا الطامة الكبرى –كما يؤكد المعتقل- موضحاً أن إدارة المستشفى تفرغ غرفة خاصة لكل معتقل مريض، وبعد إدخاله إليها يأتي رئيس الدورية ويجلسه على السرير ويبدأ بلف رأسه بالشاش حتى يصبح غير قادر على الرؤية ويبدو المعتقل حينها وكأنه خضع لعملية جراحة في الجمجمة أو العيون.
ويتابع المعتقل "لا تنتهي رحلة العذاب عند هذا الحد بل يأتي عناصر المستشفى بجنزير طويل وأقفال ويعد خمس حلقات فقط يقفل الجنزير على الرسغ ثم يلفه حول حديد السرير ويقفله ثانية، ومن الطرف الثاني يتم قفل الجنزير على ساق المعتقل المريض مهما كان مرضه أو حالته الصحية، ورغم ذلك يبقى عنصران لحراسته في الغرفة.
بقي محدثنا على هذه الحالة لمدة خمسة أيام –كما يقول- مضيفاً أن المريض إذا لم تكن حالته تستدعي الرعاية الدائمة من تحاليل وصور وكشوف يتم إنزاله إلى زنزانة مفرزة الشرطة العسكرية.
وكشف محدثنا عن حالات تعذيب مرعبة للمعتقلين المرضى عايشها داخل المستشفى المذكور، وفي إحدى هذه الحالات–كما يروي محدثنا- أحضر ممرض أنبوباً مطاطياً كالذي يستخدم في ربط اليد عند سحب الدم، وربط بع العضو الذكري للمريض وبقي على هذه الحالة حتى بدأ بحبس البول وبعد انتهاء العقوبة كان المريض قد بدأ يتبول دماً وأصيب بعد عودته إلى سجن "صيدنايا" بفشل كلوي وفساد في وظيفة الكليتين والخصيتين.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية