أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تسبب بوفاتها أم قتلها عمداً

تسود الدنيا أحياناً وتغلق الأبواب بوجه المرء امتحان من اللّه لمعرفة قدرته على الصبر وبقدر ماهو مؤمن باللّه يتضح مدى صبره.

 

وكيف لشابة في ربيع عمرها أن لاتصبر على المحن وصبرها قادها لطلب العمل لأن شرفها أسمى ماعندها وها هو من يمد لها يد العون إنه طبيب بشري بدأت العمل عنده واستمرت عنده سنوات .‏

وبدأ الاستغلال والتلاعب بالعواطف والمشاعر فأشعرها بتقربه وحبه لها واشترطت عليه أن يكون ذلك بحلال اللّه وشرعه وتزوجها بكتاب خارج المحكمة.‏

وعندما طلبت منه بعد مدة من الزمن أن تعلن زواجها وتخبر أهلها بذلك وأهله رفض وبدأ ذاك الطبيب يفكر بطريقة للخلاص فإلى أين قاده تفكيره وذكاؤه .‏

في إحدى الليالي خرج مع زوجته (سكرتيرته) بسيارته للذهاب إلى أحد المطاعم لتناول العشاء .‏

وفي منطقة مظلمة بعيدة عن البشر تلاسن معها وبدأت المشادة الكلامية التي تطورت للضرب وطلب منها النزول من السيارة رغماً عنها.‏

وبدأ ينظر إلى الطريق فما وجد أي سيارة قادمة وماكان منه إلا أن رجع بسيارته على زوجته وأرداها أرضاً وكرر ذلك مرات وانصرف هارباً ظناً منه أنها ماتت.‏

طمأن نفسه بأنه تخلص منها على أهون الأسباب وباعتبار أنها ماتت سوف يعتبر الجرم تسبباً بالوفاة دون معرفة الفاعل وينتهي الأمر .‏

وهنا تظهر مشيئة الله سبحانه وتعالى إذ بقيت تلك الشابة على قيد الحياة ريثما جاء من أسعفها .‏

وفي المشفى أفادت أن فلاناً الذي هو زوجها ذاك الطبيب هو من دهسني وشرحت ماحصل وانتقلت روحها لبارئها بعد ذلك فوراً .‏

وماهي إلا أيام حتى ألقي القبض على الجاني واعترف بجرمه ولم تذهب روح تلك الشابة هدراً .‏

واتهم ذاك الطبيب بجرم القتل القصدعمداً.‏

وشتان بين جرم التسبب بالوفاة الذي اعتبره القانون جرماً جنحوي الوصف لاتتعدى العقوبة فيه ثلاث السنوات حسب نص المادة 550 من قانون العقوبات.‏

إذ نصت تلك المادة: (على أنه من سبب موت أحد عن إهمال أوقلة احتراز أو عدم مراعاة القوانين والأنظمة عوقب بالحبس من ستة أشهر الى ثلاث سنوات).‏

وبين جرم القتل القصد عمداً والذي يعاقب فيه الجاني بالإعدام حسب نص المادة 535 من قانون العقوبات .‏

إذ نصت تلك المادة: على أنه يعاقب بالإعدام على القتل قصداً إذا ارتكب :‏

1- عمداً .‏

2- تمهيداً لجناية أو تسهيلاً أو تنفيذاً لها أو لفرار المحرضين على تلك الجناية أو فاعليها أو المتدخلين فيها أو للحيلولة بينهم وبين العقاب .‏

- لماذا يفقد الإنسان أخيه حياته بلاذنب ارتكبه.‏

وهكذا يكون جزاء من يقدم للآخرين ويعطي أغلى ما عنده وليس جزاء الإحسان إلا الإحسان.

المحامي عيسى محمد زهوة
(154)    هل أعجبتك المقالة (165)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي