بالصور.. طهران "تستثمر" الخراب السوري خلال معرض الكتاب

لم يكتف النظام الإيراني بالمشاركة في قتل السوريين وتدمير بلادهم، بل امتد تورطه في الحرب السورية إلى "استثمار" مشاهد الدمار الفظيعة، لتكون بمثابة معالم يلتقط أمامها الإيرانيون صورهم، بكل زهو وربما بكل سرور.

فقد أتاحت السلطات الإيرانية لزوار معرض الكتاب في طهران، التقاط الصور أمام مشاهد الخراب التي عمت معظم المدن والبلدات السورية، وكان لإيران يد طولى فيها، بدءا من رسم سياسة نظام بشار الأسد وطرق تعاطيه مع الثورة، وانتهاء بتدريب وتسليح وتمويل المليشيات الطائفية، مرورا بتقديم الدعم المالي والسياسي والعسكري للنظام.

وشهد المعرض الذي يمتد بين يومي 2 و14 أيار/مايو الحالي، إقبالا من الإيرانيين ذكورا وإناثا، كبار وصغارا، على التقاط صورهم أمام مشاهد الدمار في سوريا، التي يسوق لها النظام الإيراني باعتبارها مشاهد ناجمة عن حرب "التكفيريين" و"الإرهابيين" على سوريا؛ ما استدعى تدخل طهران لحماية "المراقد المقدسة" ومنع انهيار "محور المقاومة"، حسب خطاب الملالي.

وكان لافتا حرص السلطات منظمة المعرض على صبغ الصور بالطابع الحربي الذي يجيش الناس في إيران باعتبارهم يدافعون عن "المراقد"، حيث وضعت تلك السلطات دراجة بلون حربي ومعها تجهيزات عسكرية (خوذة، جعبة، قنبلة..) ليقوم الراغبون في التقاط الصور بالتزي والتزين بها، تجسيدا لحقيقة التدخل الإيراني في سوريا.

ولم ينج من التزي بالمظاهر العسكرية طفل ولا امرأة إيرانية، حتى إن إحداهن حملت بيدها قنبلة، وكأن هؤلاء يقولون إنهم سائرون حتى الرمق الأخير وراء ملاليهم في تدمير سوريا وقتل وتهجير سكانها.