لبنان سيقاضي اسرائيل في المحافل الدولية قريبا لأنها تقوم منذ سنوات بتصدير مواد غذائية معلبة معروفة عالميا بأنها "ماركة مسجلة" للمطبخ اللبناني من الوجهة الزمنية والتقليدية، حتى واللغوية، كالتبولة والفتوش والكبة والفلافل والبابا غنوج، وغيرها الكثير، مما يتم تصديره الى الخارج بالاسم نفسه وبالتركيبة نفسها التي اعتاد اللبنانيون على إعدادها حتى قبل وجود اسرائيل بمئات السنين.
هذا ما لخصه رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين، فادي عبود، عبر الهاتف اليوم مع "االعربية.نت" حين شرح بأن قيام اسرائيل بتصدير مأكولاته التقليدية بالأسماء والتركيبات نفسها يتسبب بخسائر "لا نعرف حجمها تماما، لكنها بعشرات ملايين الدولارات سنويا" كما قال.
وأعاد عبود الذاكرة إلى ما حدث قبل 6سنوات حول جبنة "الفيتا" اليونانية الشهيرة، المصنوعة من ألبان النعاج والماعز، حيث احتدمت معركة حول الاسم في المحاكم العادية والأوروبية، لاثبات الأبوة اليونانية لهذه الجبنة بعد أن اختلفت دول أوروبية مع اليونان على مشاركتها في الاسم للتصدير، لكن اليونان كسبت الدعوى المرفوعة من فرنسا والدنمارك وألمانيا بعد توصية من النائب العام الأوروبي وقتذاك إلى المحكمة الأوروبية برفض الدعوى الهادفة إانهاء الاحتكار اليوناني لجبنة كانت الدول الثلاث تنتج منها بالعام أكثر من 12 ألف طن، معظمها كان للتصدير.
واستندت المحكمة الأوروبية في قرارها إلى أن مصطلح "فيتا" لا يمكن استعماله كاسم مشاع، ولا بد من التعامل معه كمصطلح تقليدي لانتاج يوناني "فهو يرتبط الى درجة كبيرة بتاريخ اليونان، وانتاجها لجبنة باسم (فيتا) مستمر منذ 6 آلاف عام"، طبقا لما ورد في توصية النائب العام الأوروبي، لذلك اتخذت اللجنة الاقتصادية بالبرلمان الأوروبي قرارا بمنح اليونان وحدها الحق الحصري باستخدام تسمية "فيتا" وتركيبتها للانتاج والتصدير.
ويقول فادي عبود إن إسرائيل لا تقوم بتصدير المأكولات اللبنانية إلى الخارج بأسمائها اللبنانية فقط، أي حمص وفلافل وبابا غنوج وكبة (أقراص الكبة المقلية) وتبولة وفتوش، وكلها في علب صغيرة بلاستيكية يشتريها المستهلك من المحلات والسوبرماركات في أوروبا والولايات المتحدة، ظنا منه بأنها مأكولات تقليدية للإسرائيليين، بل إنها تستخدم التركيبة نفسها التي يستخدمها لبنان في إعداد هذه المأكلولات معلبة وجاهزة للاستهلاك.
ومع أن لبنان لم يقم بتسجيل أسماء وتركيبات هذه المأكولات عالميا "إلا أنه يستطيع اعتماد الأسلوب نفسه الذي اعتمدته اليونان، وهو أن هذه المواد الغذائية معروفة تاريخيا وتقليديا من انها مأكولات شعبية لينانية" على حد تعبيره.
وقال إن جمعية الصناعيين اللبنانيين تعمل منذ الآن على إعداد ملف كبير بتضمن كل هذه الحيثيات والموجبات لرفعه إلى الحكومة التي يحق لها وحدها مقاضاة المصدرين لما هو معروف باسم "المازات" اللبنانية إلى الخارج، في مقدمتهم إسرائيل التي يتفاءل بهزيمتها في المحاكم الدولية القادرة على منعها من سرقة ما ينتجه الآخرون وتصنيفه على أنه من انتاجها.
|
العربية
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية