أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الجيش السوري على الحدود اللبنانية ... وفرنسا تضمن السوريين .

منذ تحركت الوحدات السوريّة العسكريّة الخاصّة باتجاه حدود سوريا الجنوبيّة، تحوّل الشمال اللبناني محط أنظار من نوع آخر، وخصوصاً أن التحركات السوريّة ترافقت مع تكثيف مسؤولين لبنانيين زياراتهم إلى سوريا.

لولا صخب الإعلام لصعب جداً معرفة كون الجيش السوري يعيد انتشاره على أرضه.

فمعظم القوات السوريّة التي تحركت كانت في محافظات قريبة أصلاً من الحدود وخصوصاً في طرطوس وحمص.

 

تمركزت معظم هذه الوحدات على بعد يراوح بين 3 و10 كلم من الحدود اللبنانيّة، وكانت في اليومين الماضيين في حالة هدوء بعد استنفار لمدة أسبوع، عمد خلاله السوريون إلى نصب مخيمات عسكريّة يدلّ شكلها على أنها نصبت لتبقى لا لتُرفع غداة تحرك هجومي سريع.

وقد أعطي عدد كبير من السوريين العشرة آلاف (وعددهم الحقيقي بحسب معلومات سورية لا يتجاوز ثمانية آلاف) إجازاتهم الأسبوعية المعتادة، الأمر الذي يصبّ أيضاً في خانة ترجيح استقرار الوحدات في النقاط التي تحركت باتجاهها.

وهو ما أكده أيضاً بعض الجنود الذين خرجوا عن المعلومات الصارمة المعطاة لهم بعدم الكلام لا مع الصحافيين فقط بل مع كل من يلتقونهم .


في موازاة ذلك، في الجهة اللبنانيّة من الحدود، تحافظ الوحدات المشتركة التي تضم عسكريين من الجيش، والأمن الداخلي والجمارك، على هدوئها، ولم يعزز عديد هؤلاء أو تعدل نقاط تمركزهم بعد التحركات السوريّة، وسط إجماع معظم الأمنيين اللبنانيين على عدم امتلاكهم أيّة معطيات عن نيّة سورية باقتحام الحدود، أو بطلب زيادة التنسيق الأمني، في ظل ترجيح أحد عمداء الجيش أن تكون الحركة السوريّة قد حققت 5 أهداف، تعتبر كافية اليوم، وهي:
1- محاصرة المجموعات المخلّة بأمن السوريين الموجودة داخل الأراضي السوريّة، والتي أثبتت قدرتها على تهديد الاستقرار السوري، الأمر الذي يدفع القيادة السورية إلى محاولة استئصالها.
2- تأكيد جدية الالتزام السوري أمام المجتمع الدولي بشأن مكافحة الإرهاب، ومنع وصول المقاتلين إلى العراق.
3- تذكير اللبنانيين والعالم بأن سوريا، الدولة الكبيرة عسكرياً في الشرق الأوسط، موجودة هنا، وخلق جو عام ضاغط في عكار والشمال نتيجة قلق اللبنانيين من تدخل محتمل، وخصوصاً أن أبناء الشمال اختبروا «الحنكة السورية» ويعرفون كيف «يعاقب» السوريون أخصامهم.


4- رفع معنويات الجيش السوري بعد الخروج من لبنان، وإشعاره أنه حامي الوطن فعلاً لا قولاً.


5- فرض أمر واقع جديد بالنسبة للقوى الأمنيّة اللبنانيّة يدفع باتجاه التنسيق الأمني اللبناني ـــــ السوري، والذي يفترض أن يسمح للسوريين آجلاً أو عاجلاً بالتنسيق مع فرع المعلومات بصفته أكثر المجموعات اللبنانيّة اهتماماً بملاحقة الإرهاب.


نعود إلى الحدود: يسود الاستقرار المنطقة اللبنانيّة من أعالي جبل أكروم إلى العريضة، ويحافظ الناس على نمط حياتهم البسيطة.

من جهة أخرى، يكاد أهل وادي خالد يجمعون على استبعاد الدخول السوري إلى لبنان، على الأقل من منطقتهم، وإن كان البعض، مثل المسؤول في جبهة العمل الإسلامي طلال الأسعد، يفاخر بـ«حلفه» مع سوريا، واطمئنانه إلى تقديم سوريا ما بوسعها «لدعم حلفائها كي يتعادلوا بالفرص مع الذين تصلهم مساعدات غير محدودة من السعودية وغيرها».


ويشرح الأسعد اعتقاد السوريين أن شرارة النار التي تحرق طرابلس قد تحرق دمشق، وخصوصاً أن «التكفيريين» يضعون نظام الشام في رأس أولوياتهم العدائيّة.

وإذ يُحرَج الأسعد بالسؤال عن المهمة الأساسية للقوات السورية، يقول: «من حق السوريين أن يحموا حدودهم، وقد تطلّبت حماية الأتراك لحدودهم مع العراق بعض العمليات الجراحية داخل العراق نفسه».

بعيداً عن الحدود، يُحكى في عكار عن لجوء مئات المقاتلين من أحياء طرابلس الفقيرة إلى بعض البلدات الجرديّة في عكار التي يحظى الإسلاميون المتشددون بنفوذ كبير فيها.


كلام لا يمكن التأكد من صحته بالعين المجردة مهما تنقّل المرء بين هذه البلدات وحتى لو كانت ضالّته أمامه.

الحقيقة الأخيرة تفاقمُ قلق العكاريين، وخلفهم السوريين المتيقّنين من أن تحريك الجيش لا يكفي وحده لوقف تضخّم هذه الحالة في شمال لبنان أياّ يكن من وقف أو من يقف وراءها.

من جهة اخرى أكد النائب مروان حمادة أن «زيارة وفد قوى 14 آذار إلى فرنسا لم تكن للمعاتبة، بل للاستفسار عن جملة أمور بعدما تعكّر جوّ التواصل مع باريس، لكن هذا لم يقطع قنوات الاتصال معها».
وقال خلال مؤتمر صحافي عقده في باريس إنه جرى خلال الزيارة «الاستماع من الفرنسيين إلى طبيعة علاقتهم مع سوريا راهناً، وضرورة أن تبقى فرنسا ساهرة على حسن تنفيذ الوعود السورية للبنان».   وأضاف حمادة: «أبلَغَنا المسؤولون الفرنسيون عن وجود خريطة طريق بين فرنسا وسوريا، وأكدوا أنها مطمئنة جداً للبنان»، كاشفاً عن طلب الوفد «مساعدة المجتمع الدولي، عبر إيفاد مراقبين خلال الانتخابات النيابية».

الأخبار - زمان الوصل
(83)    هل أعجبتك المقالة (95)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي