منذ بداية الثورة قام النظام وأجهزة المخابرات بتأسيس صفحات على "فيسبوك" مهمتها قهر الشعب السوري الثائر وقيادة الرأي العام الموالي، عبر إظهار بطولات "الجيش العربي السوري"، ومتانة "الاقتصاد الوطني"، والرد على "المؤامرة الكونية" التي يتعرض لها النظام..
غير أن القائمين على هذه الصفحات ورغم كل القسوة التي يتمتعون بها، فإنهم بين الفترة والأخرى يكشفون عن جوانب إنسانية "رائعة" في شخصياتهم.. دون إرادتهم بكل تأكيد.. وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بالحديث عن الحياة المعيشية والغلاء في الأسعار وفقدان السلع..
لذلك، بدأنا نقرأ في الآونة الأخيرة، ما يشبه الكوميديا السوداء التي تدين النظام في النهاية، وتظهر مدى هشاشة بطانته الداخلية، وأن هذا التماسك الذي يحاول أن يبدو عليه، مغلف بقشرة رقيقة جداً قد تتمزق في أي لحظة..
فمثلاً، من الأخبار الملفتة، هو هذه المقارنات بين أسعار الأمس وأسعار اليوم، أو الحديث عن سعر صرف الدولار والأثر الذي تركه على الأسعار مقارنة بالدخل.. كأن تكتب هذه الصفحات بأن راتب الموظف لم يعد قادر على شراء مروحة سقفية.. أو أن شراء مكيف هواء قد يكلف راتب الموظف لمدة ثمانية أشهر.. أو أن راتب الموظف أصبح يشتري غرام ذهب واحد فقط.. إلخ
باختصار، القائمين على هذه الصفحات هم في النهاية بشر، وأحسن واحد فيهم لا يتقاضى أكثر من 50 ألف ليرة في الشهر، أي أقل من 100 دولار.. وهو مبلغ لا يكفي لتغطية مصاريف مراهق.. فكيف الحال لمن لديه أسرة من أربعة أفراد.؟، كيف سيرد هذا الشخص على المؤامرة الكونية..؟!
"اقتصاد" أحد مشاريع "زمان الوصل"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية