حصلت "زمان الوصل" من مصادر خاصة على لائحة غير متاحة للتداول، تعرض 9 أسماء لعناصر يحملون الجنسية الدنماركية انضموا إلى تنظيم "الدولة"، تم اعتقالهم من قبل السلطات الدنماركية على هذه الخلفية.
ووفقا للائحة بالغة الخصوصية فإن 6 من أصل التسعة المعتقلين، هم ممن وردت أسماؤهم في وثائق التنظيم التي تمتلكها "زمان الوصل"، حيث ظهر تطابق إلى حد كبير بين ما تحويه تلك الوثائق من بيانات وما تضمنته اللائحة نفسها.
وتحققت "زمان الوصل" بطريقتها الخاصة من أن أهم العناصر المعتقلين، والذي كان سببا بالقبض على 3 آخرين معه قبل نحو أسبوعين، مذكور في الأرشيف الذي تملكه الجريدة.
وفي 7 نيسان/أبريل الجاري أعلنت الشرطة الدنماركية، عن اعتقال 4 أشخاص في ضواحي العاصمة "كوبنهاجن"، متورطين بالانضمام إلى تنظيم "الدولة".
وقالت الشرطة أنها قبضت على المشتبهين الأربعة خلال عملية أمنية، منوهة بالعثور في حوزتهم على ذخائر وأسلحة، دون أن تفصح عن اسم أي من هؤلاء المعتقلين، فيما اكتفت الداخلية الدنماركية بالقول إن أحد المقبوض عليهم لديه علاقات بعصابة إجرامية سيئة السمعة في "كوبنهاجن".
*أخطر الدنماركيين
وعلمت "زمان الوصل" أن الأمن الدنماركي يحاول الوصول إلى وثائق تخص اثنين من أخطر حملة الجنسية الدنماركية في التنظيم، أحدهما سوري الأصل، التحق هو وشقيقه بالتنظيم، وقد قتل شقيقه بعد عودته إلى الدنمارك في ظروف ملتبسة، خلال شجار تم طعنه فيه حتى الموت.
أما الشخص الآخر، فيتحدر من أصول صينية على الأرجح، وهو مشتبه به في هجوم "إرهابي" سبق أن تعرضت له الدنمارك.
ويعتقد بقوة أن الشخص الأخير ذا الأصول الصينية، هو الشخص الذي خطط لهجوم بعبوة ناسفة على مدرسة في الدنمارك، وقد تم الكشف عن خطته وإبطالها عبر معلومات نقلها ضابط أمريكي يدعى "برادلي جريم"، خلال خدمته في العراق.
وبتاريخ 20 نيسان/إبريل الجاري، كافأت الدنمارك الضابط "جريم" ومنحته "ميدالية الدفاع الدنماركية" تكريما لما سمتها "جهوده المميزة" التي ساهمت في إنقاذ أرواح مواطنين دنماركيين.
وتقول تقديرات رسمية إن عدد الدنماركيين (سواء المجنسين أو ذوي الأصول الدنماركية) الذين التحقوا بتنظيم "الدولة" يناهز 125 شخصا، قتل منهم حوالي 27 بينما عاد إلى البلاد (الدنمارك) نحو 62 آخرين.
*مزيد من الانخراط
وتعد الدنمارك نفسها من بين الدول المستهدفة بهجمات التنظيم وأنصاره، ففي شباط/فبراير 2015، شهدت "كوبنهاجن" هجوما "إرهابيا" أوقع قتيلين وعددا من الجرحى، وبعد ذلك بنحو 9 أشهر تقريبا عمدت السلطات إلى إخلاء مبنى في مطار" كاستروب" الرئيس في العاصمة، لاشتباه الأمن بإحدى الحقائب.
وارتفع مستوى الحذر والتأهب الأمني لدى السلطات الدنماركية بشكل لافت، بعيد وقوع هجمات باريس في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، والتي أسفرت عن مقتل ما يناهز 130 شخصا، وضربت نواقيس الإنذار في معظم العواصم الأوروبية، ومنها كوبنهاجن.
وجاء التأهب الدنماركي ليعكس وجوها متعددة للمخاوف، أبرزها تسلل بعض مخططي هجمات باريس إلى الدنمارك، مع احتمال وجود خلايا نائمة ربما تعد لهجمات مماثلة، وارتفعت حدة هذه المخاوف، بعد هجمات بروكسل التي وقعت في آذار/مارس من العام الجاري، وقالت التحقيقات إن بعض منفذيها هم متورطون حقيقيون في هجمات باريس؛ ما جعل أجهزة الأمن والمخابرات الأوروبية تبدو مقصرة وربما عاجزة عن كبح جماح تنظيم قادر على بلوغ أهدافه رغم كل العوائق والإجراءات المشددة.
ولم ينحصر تهديد الدنماركيين داخل الحدود، ففي أواخر 2014، قامت مجموعة مناصرة للتنظيم بنشر تسجيل مصور يوثق ما قالت إنه عملية إطلاق نار على مواطن دنمركي مقيم في السعودية.
ويبدو أن تسارع الأحداث وتعاظم ما تراه كوبنهاجن "تهديدات إرهابية" بحقها، أسهما بشكل ما في زيادة انخراط الدنمارك ضمن جهود "التحالف الدولي" لمحاربة التنظيم، وقد أثمر هذا التوجه عن تأييد البرلمان الدنماركي بأكثرية ساحقة لخطة تقضي بإرسال 400 جندي و8 طائرات حربية للمشاركة في العمليات العسكرية ضد التنظيم في معاقله داخل سوريا والعراق.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية