تدشين نسخة عن قوس النصر التدمري في لندن

أنشأ خبراء من معهد الآثار الرقمي في اكسفورد وجامعة هارفارد نسخة مطابقة لقوس النصر الذي اشتهرت به مدينة تدمر الأثرية في سوريا باستخدام طباعة ثلاثية الأبعاد.

وتم نصب هذه النسخة في ساحة "Trafalgar Square" في العاصمة البريطانية برعاية رسمية من عمدة لندن الاثنين الماضي.

واستُخلص الشكل المنفذ من صور سابقة للقوس الذي قيل إن عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" دمروه عام 2015، ويزن الشكل المقلد لقوس النصر 11 طنا ويبلغ ارتفاعه 6 أمتار، وقد صنع في إيطاليا باستخدام رخام مصري.

الدليل السياحي "محمد يوسف" الذي رافق مئات الأفواج السياحية إلى تدمر قبل الحرب أعرب عن اعتقاده أن الهدف من تقليد قوس النصر ونصبه في وسط أحد أهم المدن البريطانية إما إظهار "المسلمين" بأنهم مدمرو حضارات لأن صورة المسلم للأسف غالباً ما تقفز إلى ذهن الغربي لدى الحديث عن التنظيم.

وربما كان الهدف -كما يقول لـ"زمان الوصل"، "تحسين صورة النظام السوري وجذب انتباه الغربي عبر بوابة الآثار والتاريخ، والقول بأن داعش دمرته وبأن الأسد استعاد المدينة وبالتالي فإنه يقاتل داعش".

وتابع "يوسف":"هنا في الغرب ما إن يحقق الأسد مكاسب على حساب داعش حتى يستغلها اليمين المتطرف ويؤيد الأسد طبعاً باستثناء من لديهم معرفة عميقة عن الوضع الجيوسياسي للمنطقة". 

وأشار إلى أن التقنية اليوم تساعد في إعادة أي معلم إلى ما كان عليه وخصوصاً إن كانت قياساته محفوظة كما في قوس النصر.

وأعرب الدليل السياحي عن أمله في إعادة قدس أقداس (معبد بل) كما كان فالحجر الكلسي موجود وكل تفاصيل المعبد بتقنية 3D موجودة في نيويورك. 

وأشيد قوس النصر الأصلي في تدمر منذ ألفي عام على مدخل الشارع الرئيسي (المستقيم) وكانت تعلوه تتويجة حجرية على شكل شبه منحرف استخدمها المعمار لتحقيق فكرته في المحافظة على استقامة الشارع الرئيسي بعد ربطه بمعبد بل الضخم، كما زين المعمار القوس بحليات زخرفية رائعة من أوراق الخرشوف والكرمة جعلت منه قطعة معمارية وفنية تتوج الشارع وتخلق الإحساس بجمال الشارع وروعته.