أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حينما تبوح صور جنيف.. مرسيدس النظام وميكروباص المعارضة

تتحدث الصور من داخل جنيف، ساخرة من كل من يحاولون إخفاء ما يدور بتسويق عبارات دبلوماسية - زمان الوصل

تبوح الصورة دون أن تتكلم.. تفصح وأحيانا كثيرة تجرح، لكن لا أحد يعترض عليها أو يكترث بها، لأن البعض يتهيب قراءتها والكثيرون يتعاملون معها على أنها لقطة للذكرى، ولا يدركون أنها "نص" يعلو على "النص" الذي يسهل تزييفه أو الالتفاف عليه.

تتحدث الصور من داخل جنيف، ساخرة من كل من يحاولون إخفاء ما يدور بتسويق عبارات دبلوماسية جاهزة.. وأنى لأحد أن يختبئ وراء الكلمات بوجود الصورة؟!.. فإلى بوح الصور:

*قدري جميل
اللقطات المختلفة له توحي بإصراره على أن يكون "المندوب الأحمر" في سوريا.. "لفحته" حمراء والملف الذي أمامه مائل للأحمر وضعه فوق طاولة حمراء، حتى مُجَالِسته وابنة فريقه (مجموعة موسكو القاهرة) صبغت شعرها بلون مشتق من الأحمر واختارت تلوين شفاهها بالأحمر، مع حقيبة يد بطانتها شبه حمراء.


قدري "أبق" من "سيده" في دمشق، وترك كرسي الوزارة دون "إذن"، فأشاع النظام في إعلامه إنه بات من المغضوب عليهم، ومع ذلك فلا بأس أن يكون أقرب ميكروفون إلى فم هذا "الآبق" هو ميكروفون تلفزيون النظام.. لوحة لايدانيها في سورياليتها سوى حضور "أحمد مصطفى كوسا" (منصة دمشق) صاحب المدائح المطولة في "الجيش العربي السوري"، وحضور "ديانا جبور" و"منى غانم" (المجلس الاستشاري النسائي).


*"الـمَخْرج" و"الـمُخْرج"
وفد النظام واحد و"منظم"، رئيسه واحد، لايسمح لأحد غيره بالتصريح ولا الوقوف أمام الميكرفون، بينما وفود المعارضات بأشكالها الحقيقية والمفبركة "تائهة" في دهاليز من يصعد على المنصة ويكون الأقرب للميكرفون.




يتحدث الجميع (نظاما ومعارضة وشبه معارضة) من فوق منصة واحدة، تعلوهم لوحة خضراء تشير إلى "مَخْرج".. ربما اختارها "الـمُخرِْج" عمدا، زيادة في السخرية من "أزمة" تبدو بلا "مَخْرج".

وحده وفد النظام يحظى بـ"شرف" وضع علم الأمم المتحدة خلفه عندما يصعد على منصة الحديث، أما البقية فيبدون ضيوف شرف لايحق لهم هذا الشرف!

يستأثر وفد النظام بتماسكه وبالعمل تحت يافطة "الجمهورية العربية السورية"، التي تمثل "شرعية" لم تسقطها كل الجرائم والمجازر ولا "هزتها" مئات الدعوات إلى التنحي.. بينما وفود المعارضة وأشباه المعارضة -على أنواعها- لاشيء يوحي برسميتها ولا سوريتها.. مشتتة، تتوزع أسماؤها بين: "العليا للتفاوض"، و"مجموعة موسكو-القاهرة"، و"المجلس الاستشاري النسائي" و"منصة دمشق". 

"أبو شهرزاد" سميّ "بشار" والموصوف بلقب "أسد الدبلوماسية" يحظى باستقبال رسمي ودافئ من "دي ميستورا".. تكاد إحدى الصور تنطق بأنها شقيقان في شيبهما، وأخرى ترصد تطابق "ذوقهما" حتى في اختيار لون ربطة العنق!


يصر "الجعفري" على القدوم بسيارة مرسيدس السوداء الفارهة.. طقس لايمكن له أن يتنازل عنه، كما لايتنازل في أي ملف آخر بداية من مناقشة مصير بشار الأسد وانتهاء بالإفراج عن بضعة معتقلين من بين مئات الآلاف.. أما "العليا للمفاوضات" فتقدم إلى المكان –حسب ما تيسر- مرة بمرسيدس وأخرى بـ"ميكروباص".. فيما يبدو كل من له يد في سوريا من "أصدقاء" وأعداء متفقين على "إركاب" المعارضة في هذه الواسطة (الميكروباص) ولو إلى حين.



*الاستشاري النسائي 
في المجلس الاستشاري النسائي، يبدو حضور "أسماء كفتارو" حفيدة أشهر مفت في سوريا وزوجة الداعية "المعارض" محمد حبش.. يبدو حضورها شبيها بلافتة اسمها التي كتبت على عجل بخط اليد و"رميت" أمامها بعشوائية، فيما طُبعت بقية اللافتات لـ"منى غانم" و"ديانا جبور" و"منيرة حويجة" وغيرهن بعناية ووضعت بشكل مرتب.

كشف "المنظمون" ما كان "الـمُخرج" يحاول إخفاءه وهو يبني "المجلس الاستشاري النسائي"، فظهر حجم تقديرهم لـ"المكون السني" -حتى ولو كان شكليا- على حقيقته.. قبعت "أسماء" خلف يافطة اسمها المكتوب بشكل مرتجل، وليس على ملامح حفيدة المفتي الذي قبع في كرسي الإفتاء 40 عاما أي علامات امتعاض.. ربما لأن تربيتها تعلي قيمة "التسامح" وتبالغ فيه، حتى ولو كلف "التسامح" شطب صاحبه ومحو ما يدعو إليه من "تسامح".



*"آلا" يتفوق على "غروميكو"
تدور جولة جديدة من محادثات جنيف، ويعقد بالتزامن معها اجتماع عادي جديد لـ"مجلس حقوق الإنسان"، يحضر "باولو بينهيرو"، رئيس لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا، وتحضر تعابير تذمره وربما يأسه من جهود القبض على الجناة الذين يسعى خلفهم منذ سنوات.. يفتح ذراعيه وعينيه مستفهما: أين وصلت جهودي، ولماذا يتم تجاهل كل ما أجمعه من شهادات ووثائق؟!.. ثم يعود ليطوي قبضتيه ويشد عليهما بقوة: أطالبكم بالحزم أكثر في التعامل مع ملف الانتهاكات الضخم بحق السوريين.


لاشيء يمنع "حسام الدين آلا" محامي النظام ومندوبه في مجلس حقوق الإنسان من حضور الجلسات، فقد اختفت وإلى الأبد آثار أي حمرة للخجل أو للتأثر من التقارير المتوالية حول "بقايا الإنسان" في سوريا، حتى تفوق "آلا" في تعابيره على سيد "الملامح الخشبية" وأسطورة الدبلوماسية السوفياتية "أندريه غروميكو".


يبدو "آلا" أكثر "ثباتا" من صديقيه مندوبي إيران وكوريا الشمالية، فالأخير يترك كرسيه للريح بمجرد الشروع في تلاوة التقرير الخاص بانتهاكات نظامه، فيما يفغر مندوب إيران "كاظم غريب" فمه، وكأنه يتلقى معلومات "غريبة" حول انتهاكات ملاليه.



*أخيرا

لقطة لـ"وقفة حزينة" من المبعوث الأممي الخاص وفريقه.. حارت كل آليات تحليل الصور في تفسيرها واستبطان كنهها.. أهي دقيقة صمت طالت حتى تجاوزت 5 سنوات وما زالت تتطاول؟، أم هي تعبير عن خيبة أمل مستقرة في الوجدان؟، أم هي وقفة لتقبل التعازي في غياب أهل "المغدورة" وذويها؟.

إيثار عبدالحق - زمان الوصل
(118)    هل أعجبتك المقالة (133)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي