القت مصادر دبلوماسية عربية مساء الجمعة باللائمة على انسحاب ترشيح سورية لعضوية مجلس المحافظين لصالح أفغانستان بدون إجراء مشاورات شاملة ومستفيضة مع مجموعة الدول العربية، ووصفه بـ "الإجراء الأحادي الجانب"، على حد تعبيرها
وأوضح مصدر دبلوماسي عربي الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن الولايات المتحدة وحلفائها من الدول الغربية والأوروبية في الوكالة الذرية أبدت اعتراضها على ترشيح سورية نظراً لعدة اعتبارات منها ما يتعلق بعدم تعاونها الكامل والشفاف مع الوكالة الذرية وعدم السماح لمفتشي الوكالة القيام بزيارة ميدانية ثانية إلى موقع الكبار في الصحراء السورية، بالإضافة إلى مواقع أخرى.
وأشار نفس المصدر على أنه سبق للوكالات المتحدة أن أيدت ترشيح أفغانستان أو أي بلد عربي آخر مثل الأردن
وأشار المصدر الدبلوماسي إلى أن مندوب سورية إبراهيم عثمان فاجأ العديد من المندوبين العرب بإعلان سحب ترشيح بلاده حرصاً منه على التضامن بين دول المجموعة وحفاظاَ على العرف القائم في الوكالة الذرية، والذي يؤكد على ضرورة الحل التوافقي في تعيين الدول الأعضاء للمقاعد المؤقتة في المجلس
وكان المندوب أكد أن بلاده تتعاون بشكل شفاف مع الوكالة الذرية، وأنها ستواصل هذا النهج في المستقبل على الرغم من عدم حصول سورية على عضويتها في مجلس المحافظين.
وتابع عثمان مستدركا ليقول "ولكن ينبغي الأخذ في الاعتبار أن تعاون سورية مع الوكالة الذرية لا يمكن أن يكون على أساس الكشف عن المواقع العسكرية السورية أو تهديد الامن القومي السوري".
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها المندوب السوري أمام المؤتمر العام للوكالة الذرية الذي استأنف اعماله اليوم بعد عطلة عيد الفطر أمس، وعبّر فيها عن الأسف الشديد لما ورد في كلمات بعض الدول الغربية والأوروبية التي طالبت سورية بابداء المزيد من التعاون والشفافية مع الوكالة الذرية.
وفي هذا السياق، أشار عثمان إلى أهمية الكلمة التي ألقاها المدير العام للوكالة الذرية محمد البرادعي أمام مجلس المحافظين في الأسبوع الماضي وأكد فيها مجدداً أن سورية تتعاون مع الوكالة وتلتزم بالإجراءات المتفق عليها بين الجانبين
وتناول المندوب السوري البند المتعلق بالقدرات النووية الإسرائيلية معربا عن "خيبة الامل" لأن المؤتمر العام لم يتمكن من دراسة البند بشكل مستفيض خلال السنتين الماضيتين، حيث فشل في إصدار قرار دولي بهذا الشان الأمر، وهو ما اعتبره أنه سيبعث مجددا بـ"رسالة سلبية" لشعوب منطقة الشرق الاوسط نظرا لـ"منهجية استخدام المعايير المزدوجة التي يمارسها المجتمع الدولي ازاء الخطر الكامن من وجود هذه القدرات النووية غير السلمية".
ولاحظ أنه "على الرغم من القرارات العديدة التي صدرت في السابق حول خطر قدرات التسلح النووي الاسرائيلي التي ظلت خارج منظومة منع انتشار الاسلحة النووية، إلا أنها لا تزال تشكل ترسانة نووية عسكرية، وهي تتطور متزايد وبدعم تقني ومالي من بعض الدول الكبرى التي تمارس في الوقت نفسه حظرا على الاستخدامات السلمية للطاقة النووية في دول اخرى، على حد وصفه
وأوضح عثمان أن ما تطلب به المجموعة العربية والدول الصديقة هو تحفيز الارادة الدولية للتصدي إلى الخطر الكامن من استمرار وجود قدرات نووية اسرائيلية غير سلمية في منطقة الشرق الاوسط خارج إطار الرقابة الدولية ونظام الوكالة الذرية للضمانات الشاملة.
وحذر قائلاً إن"القدرات النووية الإسرائيلية تشكل خطرا ليس فقط على السلم والامن الاقليمين وانما كذلك على السلم والامن الدوليين".
وخلص المندوب السوري إلى التعبير عن الاسف كذلك لـ"استمرار الشرق الأوسط بعيدة عن أي مبادرة دولية جادة لإخلائها من الأسلحة النووية، الأمر الذي بات ينذر بسباق محموم للتسلح" في المنطقة
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية