أكدت وثيقة استثنائية ضمن الأرشيف الخاص بتنظيم "الدولة" التحاق أحد حراس الرئيس الأذري "إلهام علييف" بالتنظيم، ووجوده ضمن دفعة من نحو 400 مقاتل انضموا إلى التنظيم عام 2014، وتم إلحاقهم بمعسكر للتدريب والتأهيل العسكري.
وجاء اسم الحارس الشخصي للرئيس الأذري ضمن وثيقة إلكترونية (ملف إكسل)، حصلت عليه "زمان الوصل" حصريا، وتولت مراجعة بياناته وتحقيقها.
الوثيقة الإلكترونية جاءت تحت عنوان "قاعدة بيانات المعسكر"، في ملف يتحدث عن "تخصصات الإخوة الموجودين في المعسكر- دفعة (شهر) رمضان".
وتضم الوثيقة بيانات 368 شخصا التحقوا بالتنظيم، وتركز خصوصا على ما تسميه "المؤهل أو المهنة"، و"الخبرات العامة واللغات"، إلى جانب حقل يعنى بذكر "الخبرات العسكرية" للعنصر إن وجدت.
وفضلا عن هذه البيانات، هناك بيانات اعتيادية، مثل الاسم الحركي للعنصر (أبو جندل، أبو زيد...)، وحالته الاجتماعية، وبلده، وعمره.. وبيانات أخرى استثنائية وغير موجودة في وثائق أخرى، ومنها الحالة الصحية للعنصر وما يعانيه من أمراض وإصابات إن وجدت.
وتلقي الوثيقة الضوء على ما سبق أن ذكرناه في تقارير سابقة حول عناية التنظيم بعمليات الفرز والانتقاء المتقدمة، التي توثق القدرات والمهارات والخبرات لدى العنصر الجديد، تمهيدا لإلحاقه بالاختصاص المناسب، سواء كان إداريا أم ماليا أم إعلاميا أم نفطيا أم... إلى آخره..
وستكتفي "زمان الوصل" في تقريرها هذا بذكر بيانات الحارس الشخصي للرئيس الأذري كما وردت في الوثيقة، على أن تعرض في وقت لاحق تقريرا مفصلا عن محتوى الوثيقة الإلكترونية، التي تعد من الوثائق النادرة، لما تحويه من معلومات ذات قيمة مضافة، حول عناصر ينتمون إلى عشرات البلدان والجنسيات من مختلف أنحاء العالم.
*ضابط
تقول الوثيقة إن العنصر المكنى "أبو محمد" يتحدر من "أذربيجان"، وإن عمره 26 عاما، وهو متزوج ولديه ولد واحد، وحالته الصحية "جيدة".
وتصل الوثيقة إلى خانة "المؤهل أو المهنة"، لتدرج فيها عبارة "حارس شخصي للرئيس"، موضحة أنه يتكلم قليلا من الإنجليزية، بحسب ما دون في خانة "الخبرات العامة واللغات".
وفي حقل "الخبرات العسكرية" تكشف الوثيقة عن أن الحارس الشخصي للرئيس الأذري، لديه خدمة عسكرية في جيش بلاده برتبة ضابط ولمدة سنة ونصف.
وتخلو خانة "الملاحظات" الخاصة بـ"أبو محمد" من أي كلمة تشير إلى الاختصاص المقترح له أن يخدم فيه.
وتركز خانة "ملاحظات" في الغالب على وضع إشارة تشير إلى الاختصاص الأنسب للعناصر المدرجين في الوثيقة، سواء بناء على خبراتهم أو رغباتهم.

*مقاطعة مع "بيانات مجاهد"
ولأن الوثيقة الإلكترونية لا تحوي الاسم الصريح للمقاتل، بل تكتفي بكنيته، فقد رجعت "زمان الوصل" إلى وثائق "بيانات مجاهد" التي تمتلك الجريدة الآلاف منها، وبحثت عن بيانات يمكن أن تتقاطع مع بيانات "أبو محمد"، فعثرت بالفعل على وثيقة تؤكد أن الرجل دخل إلى سوريا وسجل بياناته لدى الإدارة العامة للحدود الخاضعة لتنظيم الدولة، وهي إدارة توازي مديرية الهجرة والجوازات، وتعنى باستقبال الأشخاص الراغبين بالانضمام إلى التنظيم وتدوين بياناتهم الأولية، عبر نموذج موحد تحت عنوان "بيانات مجاهد" يضم 23 خانة.
واللافت أن الوثيقة تذكر عبارة "لا" (أي لايوجد) في خانة المهنة ضمن وثيقة بيانات مجاهد الخاصة بـ "أبو محمد"، ولا يعرف ما سبب عدم تصريح "أبو محمد" بأنه "حارس شخصي" لرئيس أذربيجان أثناء أخذ بياناته الأولية لدى إدارة الحدود، مقابل تصريحه بهذه "المهمة" أو "المهنة" عند أخذ بياناته في المعسكر.
ويبدو أن روح التحفظ والتكتم الأمني كانت ما تزال حاضرة بقوة في بداية الأمر لدى "أبو محمد"، الذي لاتحوي وثيقة "بيانات مجاهد" كثيرا من المعلومات عنه، فهي لا تذكر إن كان عازبا أو متزوجا، وتخلو من أي عنوان للتواصل (ذكرت الوثيقة أن أبو محمد لايرغب بالتواصل مع أحد).
وجل ما تستعرضه وثيقة "بيانات مجاهد" معلومات من قبيل، الاسم الحقيقي (حجبته زمان الوصل)، الكنية، اسم الأم (حجبته زمان الوصل)، عنوان ومكان الإقامة، المنفذ الذي دخل منه وواسطته (جرابلس، عن طريق أبو محمد الشمالي)، الشخص الذي زكاه (خالد الأذري)، وتاريخ الدخول (بتاريخ 10 رمضان 1435، الموافق 8 تموز 2014).
*زكاه أمير الراعي
لابد من ملاحظة أن وثيقة "بيانات مجاهد" تقول إن "أبو محمد" من مواليد 1985، أي إن سنه عند التحاقه هو 29 سنة، فيما ذكرت الوثيقة الإلكترونية أن سنه 26 سنة، وربما يعود ذلك إلى خطأ طباعي.. والأخطاء الطباعية واردة وموجودة بشكل ملحوظ في وثائق التنظيم.
كما لابد من الإشارة إلى أن الأرشيف يظهر وجود شخصين آخرين يحملان لقب "أبو محمد الأذري" لكن بياناتهما لا تتقاطع بنفس الدرجة مع بيانات الوثيقة الإلكترونية، حول "أبو محمد" الذي أشير له بوصفه "حارسا شخصيا" للرئيس الأذري.
ويكشف أرشيف الوثائق الضخم لدى "زمان الوصل" أن هناك العشرات من المقاتلين التحقوا بتنظيم "الدولة" قادمين من "أذربيجان" إحدى جمهوريات القوقاز، التي كانت تابعة لما كان يسمى "الاتحاد السوفيتي"، قبل أن تستقل عنه ويتولى رئاستها حيدر علييف، ويخلفه ابنه "إلهام علييف" ابتداء من عام 2003 بعد وفاة أبيه.
ويحجز الأذريون حيزا ملحوظا بين عناصر التنظيم، ولبعضهم مناصب قيادية (أمراء) مثل "خالد الأذري" الذي يشغل منصب أمير "الراعي" وهي إحدى البلدات شديدة الأهمية في ريف حلب الشمالي، وهو نفس الأمير الذي تولى تزكية "حارس" الرئيس الأذري.
وهناك " الأمير محمد الأذري" الذي يتكرر اسمه ضمن نماذج "أذونات الخروج" الصادرة عن التنظيم، والتي تملك "زمان الوصل" المئات منها، وهي جزء مما تعمل الجريدة على تصنيفه وتحقيقه تمهيدا لنشر مزيد من التقارير عنه.
إيثار عبدالحق - زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية