أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رسالة إلى بشار الأسد .. أنصحك برصاصة واحدة*

أرشيف

كم مرّة وقفت أمام المرآة في خمس سنوات مضت، كم مرّة قلت في نفسك إنك تستطيع أن تواجه أمّاً لطفل قتلته .. أن تكون أنت وهي في غرفة واحدة، دون حراسة، ودون بنادق، وكم مرّة ساورك الشكّ بأن الضحايا لا 

يموتون دون قاتلهم، هل ينام معك على نفس الوسادة كل ليلة خيال 300 ألف قتيل.. بكاء 300 ألف أمّ، حزن الحبيبات... أو حتى صمت الذين رحلوا وهم نيامٌ، هكذا دون صراخ .. فقط بجرعة هواء سامٍّ وبعض زفرات.

بشار الأسد .. هل نمت جيداً عندما جاءتك صور 600 ضحيّة في داريا .. في جديدة الفضل .. في القبير .. تلدو .. هل تنبأت بنوع وجنس كل قتيلٍ وأنت تسمع صوت البراميل على داريا الواقعة "جنب أذنك".. هل شعرت بالفشل وأنت عاجز عن الوصول إلى حيّ جوبر على مسافة خمسة كيلومترات من قصرك فيما تشعر بحكّة السيادة تهرش بدنك في كل ثرثرة إعلامية، أو أمام وفود نقابية من الدرجة الردئية.

بشار الأسد .. هل أنت راض عن نفسك وأنت وزوجتك تعِدانِ مقاتليك المعطوبين بساعات ناطقة وعكاكيز، وتحدثانهم عن تأخرها بسبب الحصار الغربي، فيما تكشف وثائق "بنما" عن عشرات المليارات التي اقتطعتها من لحم السوريين، وأودعتها بنوكاً ومشاريع تمتد من فنزويلا إلى الصين.

هل قالوا لك إن 13 مليون سوري ينامون على حلم العودة حتّى إلى ردمِ بيوت دمّرتها، وخرّبتها "وقعدت على تلتها".. وإن كل واحد من بين هؤلاء الملايين يحلم فقط بأن يعاين شجرة زيتون في باحة داره، أو حتى قبر لأخ أو ابن أو أمّ حرمتهم من أن يمسحوا على عينيهم في إغماضتهم الأخيرة.

بشار الأسد .. لو كان عندك شجرة زيتون أو ذكريات في كرمٍ صغير، وحارة فقيرة مثل السوريين، إذن لعرفت سرّ الذبحات القلبية التي تجتاح أبناء حمص والدير وحوران والغوطة في المهاجر.

بشار الأسد .. لو أنّك تعرف كيف تجمع غلّة خمس سنوات من شقاء فلاح ليزوج ابنه، ويدعو كل أبناء القرية ليأكلوا زاد فرحه، إذن لعرفت معنى حنين الأيامى، وشوق الناس إلى الناس.

بشار الأسد .. لو أنك تعرف معنى الملح .. لشكمت نفسك، هل أخبرك والدك ومن تربيت معهم أن الملح يظهر في البدن.. إذن لماذا لم يظهر فيك يا رجل ؟!.

بشار الأسد .. جرّب غداً صباحاً أن تجلس على طاولتك وتترك كرسيّاً فارغاً، وتتخيل أن أحد أطفالك قُتل.. ثم فكّر مثلي كبدويّ، ماذا سيخطر ببالك؟.

بعد أن تنتهي من معالجة الفكرة السابقة .. تخيّل وأنت الذي قتلت مئات الآلاف أنّك ستستعيد كل سوريا .. لكنك لا تستطيع أن تقتل ذاكرة أبنائها، هل تعلم "ماذا تكسب غداً" أو بأي يدٍ أو أرض ستموت.
أعرف أنك خائف ومنهك .. لكنك أصبحت مثل فأر صغير دخل من ثقب حبة "القرع" وأكل بداخلها وتضخّم حتى أصبح عاجزاً عن الخروج من ذات الثقب.

بشار الأسد ... أنصحك برصاصة تضعها أنت برأسك .. لأنك إن لم تفعل فإن من حولك سيبيعونك ولو بعد حين .. وقد "ينحروك" بثلاث رصاصات بدل واحدة .. وأنت وأسرتك من علمهم الطريقة.

*علي عيد - من كتاب "زمان الوصل"
(198)    هل أعجبتك المقالة (226)

@@علي الازرقي العراقي@@

2016-04-14

لا ... لا ... لا... ورب درعا ... لا ورب حمص ... لا ورب سوريا ... لن تكون رصاصة ... بل قفص تحرق فيه يابشار أنت وكل آل الأسد على نار هادئة ... هادئة ... هادئة أيها السافل.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي