أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ويسجل التاريخ أن الصحفيين حملوا العصيّ على أبواب المساجد

موقع سانا باللغة العبرية - جيتي

من أهم مآثر الصحفيين السوريين، قصة تجميعهم أمام أبواب المساجد والجوامع أيام الجمعة، ليساهموا في عصيّهم بسحق المندسين وحماية الوطن!.

كنت شاهداً منذ بداية الثورة في آذار 2011 وحتى منتصف 2012 على تلك المآثر، أعرف كما يعرف آخرون أسماء زملاء لنا اختاروا أن يدافعوا عن النظام في وجه المتظاهرين عبر حمل الهراوات من مختلف الأحجام والوقوف على أبواب جوامع دمشق وضمن مهمة منسّقة، حيث كانوا يجتمعون يوم الخميس في الفرقة الحزبية بالمزة ويقسمون العمل على شكل مجموعات، واحدة مهمتها أمام جامع الرفاعي، والأخرى أمام الحسن، وثالثة عند مسجد زيد في شارع ابن الوليد وهكذا...

فرضت عليّ إدارة وكالة "سانا" الرسمية للأنباء أن أداوم يوم الجمعة لظنهم أنني عنصر فاعل في تنسيق المظاهرات، وهو شرف لا أدعيه، فكانت فرصة ثمينة بأن أحظى بمتابعة صحفيي "سانا" وهم يدخلون الوكالة بعد أداء المهمة، بعضهم من يحمل عصاه بيديه وبعضهم من يخفيها تحت ثيابه، أقف أنا في مدخل البهو المطل على الباب الرئيسي وأنتظر تقاطر الزملاء.

كنت أجهر بالقول كلما دخل صحفي بعبارة "يعطيكم العافية"، كانت علامات الحنق والغضب تسيطر على ملامحي، وكنت أفعل ذلك لأسجل عليهم الموقف وجها لوجه، ولطالما حاول بعضهم الاستفراد بي ليحدثني عن أنه يقوم بمهمة لا يريدها، وأن عدم استجابته تعني المحاسبة ووضعه في خانة المناصرين للثورة والخونة، قالها لي يوما أحد الإداريين من مرتبة "أمين تحرير".. و"أمين التحرير" هذا كان بعد أداء مهمته "الوطنية" يعود إلى مكتبه لينسق أخبارا رسمية، كثير منها بالترتيب المباشر مع المكتب الصحفي في القصر الجمهوري.

كان الصحفيون الموالون للنظام في "سانا" وصحف الثورة وتشرين والبعث، يكتبون بالعصا والقلم، وكانت العصا ـ ربما ـ الأقل إيلاماً، لأن قلمهم كان يقطر فتنة وهم يفبركون أخباراً حول المندسّين والإرهابيين في دمشق ودرعا وحمص وباقي المحافظات... وبعض الصحفيين ذهبوا أبعد من ذلك، فقد حملوا البنادق داخل المؤسسات الإعلامية.

قال أحد فرسان العصى وهو من أقليات البلد "الكريمة" الله يكرمكم .. إن المتظاهرين من السلفيين، قلت له إنني أعرف من طائفتك خمسة على الأقل منخرطون في المظاهرات السلمية، وإن المتظاهرين لو أتيح لهم التجمع في "الحانات" لما قصّروا بالخروج منها للتظاهر، لكنه لم يكن يريد سماع هذا، فقد كان عبداً للاستكتاب وللخوف من أن تكلفه مطالب الحرية وظيفته.

بعد خمس سنوات بعض حملة العصى أصبحوا لاجئين في أوروبا وليس في الزعتري أو الرويشد أو حتى عينتاب، وكثيرون مازالوا ينتظرون الاستكتاب ويصيغون أخبار النظام، لقد أصبحت عندهم قضيّة، وهي ليست الوطن، ليست كرامتهم، وليست شرف المهنة بطبيعة الحال، قضيتهم هي أن رحيل الأسد يفتح على بوابة المجهول، فرفاقهم سيسألونهم بعد ذاك عن "العصى" وأين ذهبوا بها.. وعن أخبار صاغوها بأقلام يقطر منها دم الأبرياء.

علي عيد - من كتاب "زمان الوصل"
(184)    هل أعجبتك المقالة (172)

talk

2016-04-29

يا جماعة بدنا اسماء .... مشان نصيدهم صيد عطونا اسماء انشرو اسماء بدنا اسماء اخوات .....


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي