علمت "زمان الوصل" من مصدر خاص أن مليشيا المقاومة السورية فقدت –منذ أيام- الاتصال مع قائدها "معراج أورال" الملقب "علي كيالي"، وأن هذا الانقطاع وضع المليشيا في حالة تخبط وبلبلة، قادتها لعدم الإفصاح عن مصير "كيالي" وفيما إذا كان حيا أو مقتولا.
"كيالي" الذي عرف بلقب "جزار بانياس" لتورطه في ارتكاب مجزرة "البيضا" على أساس طائفي، تبنت "حركة أحرار الشام الإسلامية" تصفيته، بواسطة "عملية نوعية" لم تكشف عن تفاصيلها، بينما صمت النظام وامتنعت مليشيا "المقاومة السورية" عن إصدار أي بيان يؤكد أو ينفي رواية مقتله.
وفي ظل هذا الارتباك من قبل المليشيا بخصوص مصير قائدها ومؤسسها، لم تجد الصفحات الرسمية التابعة لـ"المقاومة السورية" وسيلة أفضل لصرف أنظار جمهورها عن قضية "كيالي" سوى إدراج المنشورات التي تمجده وتستعرض تاريخه "الحافل"، بالقتال إلى جانب بشار ومن قبله حافظ، وخدمة مصالحهما داخل سوريا وخارجها.
ووفقا لبيان مفصل أصدرته المليشيا فقد درس "كيالي" الفلسفة في جامعة اسطنبول، و"شكل جبهة مشتركة ضمن الجبهة الشعبية لتحرير تركيا.. مع رفاقه العرب في الجبهة الشعبية لتحرير لواء اسكندرون وحزب العمال الكردستاني والقوى اليسارية بتركيا، حيث قاموا بالكفاح المسلح ضد الحكم الفاشي التركي".
واعتقل "كيالي" عام 1978، وتم نقله بين 12 سجنا داخل تركيا، حتى وصل إلى سجن أضنة، حيث تمكن من الفرار برفقة 30 شخصا، عبر نفق بطول 150 مترا، وكان ذلك صيف 1980.
وسارع "كيالي" لدخول سوريا، والالتحاق بركب النظام الذي كان محكوما بقبضة حافظ الأسد، فحارب إلى جانبه في "الساحل وإدلب وخارج الحدود"، وفق بيان مليشيا "المقاومة السورية".
- وفي سنة 1982، وبرعاية حافظ الأسد شكل "كيالي" مع 14 كيانا من ضمنهم حزب العمال الكردستاني، ما سمي "الجبهة الموحدة" لمحاربة الحكومة التركية، وبعيد ذلك بقليل انتقل إلى لبنان تحت مظلة مقاومة العدو الصهيوني، ليتمركز في مقرات معسكرات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة جورج حبش.
وبقي "كيالي" رهن إشارة حافظ الأسد، لاسيما فيما يخص تدريب وتسليح فئة من علويي لواء اسكندرون وتحريكهم ضد تركيا، إلى أن تم تجميد "كيالي" كما جمد غيره (لاسيما أوجلان زعيم العمال الكردستاني)، بعد صفقة ضخمة عقدها حافظ مع الأتراك.
ومع انطلاق الثورة السورية، عاد نجم "كيالي" للظهور، باعتباره مليشياويا محترفا، وصاحب خلفية طائفية فاقعة وتوجه استئصالي واضح، وهي الشروط التي كانت مطلوبة بشدة لدى بشار الأسد وأركان نظامه، لاسيما بعدما تأكدوا من اشتداد عود الثورة وتوسع نطاقها.
وخلال الثورة السورية، مارس "كيالي" الدور المفضل لديه، فحرض وساهم في التطهير الطائفي لاسيما في منطقة الساحل، وتنقل بمجازره بين عدة مناطق، لكن مجرزة "البيضا" بريف بانياس بقيت اللصق بصورته، حتى عرف بلقب "جزار بانياس".
وقد أقر بيان مليشيا "المقاومة السورية" أن على "كيالي" أحكاما من القضاء التركي تصل إلى الإعدام، وأنه جرى توقيفه في سجن "فلوري ماروجيز" الفرنسي عام 1988، وهو أكبر سجن في أوروبا، وسبق ذلك توقيفه في سجن "شتوتغارت" الألماني عام 1982.
ولم يوضح البيان مدة حبس كيالي في فرنسا وألمانيا، ولا كيفية خروجه، وهل تم هذا الخروج بحكم براءة، أو فرارا كما سبق أن فعل عندما كان في سجن أضنة بتركيا.
وعلى خط كثير من الأحزاب التي تصنف نفسها في خانة اليسار، ختمت المليشيا بيانها راسمة "كيالي" في صورة الزعيم الملهم الأوحد، فهو الشخص الذي "انتخب" ومنذ عام 1986 (أي منذ 30 عاما) ليقود ما يسمى "الجبهة الشعبية لتحرير لواء اسكندرون"، وهو نفس الشخص الفذ الذي ألف 60 كتابا تتحدث عن شؤون المنطقة والعالم من النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفلسفية والفنية، فضلا عن 9 آلاف مقالة، حسب نص البيان.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية