• "أبو لطيفة" و"أبو أنور" قطعا آلاف الأميال وانضما للتنظيم معتمدين على "تويتر"
• "العصفور الأزرق" أوصل التنظيم إلى مجموعة أمن الطائرات في الداخلية السعودية
• "أبو حمزة" الحاصل على شهادة ماجستير علوم سياسية، زكاه "تويتر"!
• بقاء التنظيم وتمدده اعتمد في جانب مهم منه على وسائل التواصل الحديثة
يومض اسما موقعي التواصل الاجتماعي "تويتر" و"فيسبوك" في وثائق تنظيم "الدولة" بشكل واضح وصريح لاتخطئه العين، لتكون هذه الوثائق بمثابة أول دليل رسمي على اهتمام التنظيم بهذين الموقعين، واستثمارهما في عدة أوجه.
صحيح أن استخدام رجال البغدادي ومناصريه لوسائل التواصل ليس خافيا، وهو يجسد "سرا معلنا" وأمرا بديهيا إلى حد ما، لكن وثائق التنظيم تؤكد هذا الاستخدام، وتكشف عن بعض أشكاله، التي تساعد النظام على البقاء والتمدد وهما الكلمتان المفتاحيتان في شعار "باقية وتتمدد"، المعتمد لدى أصحاب "الدولة" عناصر ومتعاطفين.
*من الولايات المتحدة وأستراليا
فلدى قيامها بتمحيص آلاف وثائق التنظيم التي بحوزتها، استخرجت "زمان الوصل" كماً كبيرا من الملحوظات التي دونت في هذه الوثائق، منها ما يتعلق باعتماد التنظيم على "تويتر" و"فيسبوك" في تجنيد مناصريه والتواصل معهم، بل وتزكيتهم (منحهم شهادة شفيهة أو خطية تسهل قبولهم في التنظيم).
ويبدو من شبه المؤكد أن التنظيم لم يكن ليتمدد بهذا الشكل، لو كانت ساحة العالم خالية من وسائل التواصل المعروفة اليوم، باعتبارها الوسائل الأسرع والأكثر انتشارا والأرخص (مجازيا، لأن هذه الوسائل غالبا ما تكون مجانية) وربما الأقل عرضة لخطر الاختراق والتتبع، بفضل ميزة إنشاء حسابات لامتناهية لشخص واحد.
ففي إحدى الوثائق يحصل الملتحق الجديد بالتنظيم "أبو العباس الجنوبي" على تزكية من "أبو وقاص التونسي" عبر تويتر، ويدون موظف التنظيم في إدارة الحدود هذه المعلومة في سجل "الجنوبي" دون حرج، ما يشير إلى أن هذه الطريقة في التزكية مقبولة وربما تكون معتمدة رسميا في التنظيم.
ويلعب "تويتر" دورا مهما في تأمين انضمام "أبو قدامة الدوسي" إلى التنظيم، حيث يقوم "تركي البنعلي" وهو أحد أبرز قياديي التنظيم بتزكية "الدوسي" عبر موقع التغريد الأشهر في العالم.
ومن مسافة تبعد آلاف الكيلومترات يقدم "أبو لطيفة الكمبودي" من الولايات المتحدة إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم البغدادي، معتمدا على تزكية من "أبو دجانة" الذي تعرف إليه في العالم الافتراضي عبر "تويتر".
ويبدو موقع "العصفور الأزرق" حيويا بالنسبة لمهندس كومبيوتر مثل "أبو لطيفة"، حيث وجد فيه ضالة التواصل مع التنظيم، ضمن بلد يضرب المثل بنشاط استخباراته وضبطها العالي لما يمر في وسائل الاتصال والتواصل.
وليس "أبو لطيفة" القادم الوحيد من أقاصي الأرض على جناح "تويتر"، فهناك أيضا مثيل له في الطرف المقابل من الكرة الأرضية.. "أبو أنور الأسترالي" القادم من "سيدني"، والبالغ 19 سنة.
ويبدو أن "أبو أنور" استنجد بموقع التغريد الأوسع انتشارا، فوجد من يسمع صوته ويشجعه على الالتحاق بالتنظيم، بل ويضمن له شهادة التزكية، متمثلا في شخص كل من "أبو المثنى" و"تيم الله الصومالي".
"أبو حمزة" السيرلانكي الأصل والمقيم في "تنزانيا"، والحاصل على درجة ماجستير في العلوم السياسية، لايتحرج من إخبار موظف إملاء البيانات في التنظيم، بأنه "سأل" أحدهم عبر "تويتر" عن طريقة الالتحاق بالتنظيم، وحصل على أرقام للتواصل، تمكن بفضلها من الوصول إلى أراضي "الدولة".
وهناك "أبو حمزة" آخر قدم من الهند إلى سوريا للالتحاق بالدولة، وعند سؤاله إن كان لديه تزكية، أجاب الرجل معددا أسماء 3 شخصيات عبر "تويتر"، ورابعة حصل على تزكيتها شخصيا.
*الأول بين القناصين
ولا يشكل "أبو داود البريطاني" الباكستاني المقيم في "بيرمنغهام"، استثناء في هذا الباب، فالشاب البالغ 21 عاما، لايجد على ما يبدو أفضل من "تويتر" لتأمين التحاقه بالتنظيم وحصوله على شهادة تسهل له هذا الالتحاق من شخص يدعى "علي الفارسي".
ويبدي "البريطاني" المنتسب بفضل "تويتر" ميلاً لتعليم اللغة الإنجليزية وممارسة العمل الإعلامي في رحاب التنظيم، الذي ما لبث أن أصبح "دولة خلافة" بأمر من البغدادي نفسه.
وتولى "أبو حمزة" تمهيد الطريق أمام الباكستاني الملقب "محمد الملحمة الثانية" للانضمام إلى صفوف التنظيم، حيث استغل "أبو حمزة" موقع "تويتر" لتمرير أرقام التواصل للشاب البالغ 19 عاما، في عقر إقامته في بريطانيا.
ومرة أخرى ينجح "تويتر" في إيصال التنظيم إلى أماكن ما كان له أن يتخطاها بسبب الحواجز المخابراتية والأمنية المشددة، ليكون واسطة تجنيد "أبو ناصر الجزراوي"، هذا العنصر الذي يعرف عن نفسه بأنه يعمل في "أمن الطائرات التابع لوزارة الداخلية"،مؤكدا أن لديه مهارات استثنائية جعلته "الأول في القنص بين 900 جندي" من جنود الأمن السعودي.
حيث يقول "أبو ناصر" أنه حصل على أرقام التواصل من حساب اسمه "باقية" ينشط على تويتر.
أما "شامل أبو أسامة" القادم من السعودية فيترك عنوانين لصفحتي تويتر يقول إنه يفضل التواصل معهما حين الضرورة، وقد تم تسجيل اسمي الحسابين في حقل "العنوان الذي نتواصل معه"، وهو حقل غالبا ما يختار الملتحقون الجدد أملاءه بأرقام هواتف للتواصل مع ذويهم (أب، أم، زوجة..) في حال وقوع أمر مهم (إصابة، مقتل...).
ومثل "شامل أبو أسامة" يفعل "أبو ناصر المكي" الذي يستعيض عن أي رقم للتواصل، بوضع اسم حساب خاص بزوجته في "سكايب"، وآخر في تويتر تأكدت "زمان الوصل" من وجوده، ومن تطابق اسم المستخدم واسم الحساب.
ويبدو "تويتر" الموقع المفضل لدى رجال التنظيم والمتعاطفين معه، في حين تضيق مساحة منافسه "فيسبوك" كثيرا، لكنها تبقى حاضرة كما في نموذج "أبو أمير الكريملي" الأذري القادم من جزيرة القرم التي احتلتها روسيا، حيث يصرح بأنه استدل إلى طريق التنظيم عبر موقعي "فيسبوك" و"كونتاكتف"، مع وجود رسالة تضع أرقام تواصل للراغب في الالتحاق.
ولم يكذّب "أبو أمير" الخبر فاتصل وتواصل مع تلك الأرقام، وقدم إلى سوريا عبر اسطنبول التي قال إنه بات ليلتين في شوارعها.
*إغلاقات بالجملة
قبل نحو شهرين أعلن موقع "تويتر" أنه أغلق اكثر من 125 ألف حساب منذ أواسط عام 2015 "لتضمنها تهديدات أو ترويجها لأعمال "إرهابية"، موضحا أن حملة الإغلاق استهدفت بشكل رئيس حسابات تروج لتنظيم الدولة.
وقال موقع التغريد الأشهر في بيان رسمي حينها إنه يدين "استغلال تويتر لترويج إلإرهاب"، موضحا أنه وسع قاعدة الطواقم المختصة بتعقب التغريدات، لضمان سرعة تصديها لأي تغريدات منافية لسياسة الموقع.
ويقول تويتر إن عدد مستخدميه يناهز نصف مليار شخص حول العالم.
وتشجع عدة عواصم عالمية -وعلى رأسها واشنطن- مواقع التواصل الاجتماعي على فرض إجراءات مشددة تحد من النشاطات الإلكترونية المروجة للعنف.
وسبق لنواب أمريكيين طرح مشروع قانون يلزم مواقع التواصل -بما فيها تويتر وفيسبوك- بالتبليغ عن نشاطات إرهابية قد يتم العثور عليها في ثنايا منشورات وتغريدات وتعليقات روادها.






إيثار عبدالحق - زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية