على دراجة هوائية تتنقل "ميسون بيرقدار" أو الثائرة "وسام الحرة" -كما يعرفها الكثير من الناشطين- في شوارع برلين بألمانيا متوشحة بعلم الثورة، غير آبهة بتهديدات الشبيحة لها بالقتل انتقاماً من نشاطها السلمي الذي أقض مضجع النظام، وآخرها سيل من التهديدات إثر اتصالها بالمطرب المؤيد للنظام "جورج وسوف" مما دفعها للتوجه إلى أقرب مخفر للبوليس وتقديم بلاغ بشأن هذه التهديدات.
وإحداها كما تروي لـ"زمان الوصل" من رقم "وسوف" ذاته وبعضها من أرقام أوكرانية وأخرى وهمية دون اتصال، وتضمنت التهديدات عبارات وألفاظ بذيئة مما دعاها لتقديم بلاغ إلى البوليس الألماني الذي لم يكتف بتحرير ضبط رسمي بل استعان بالمخابرات الألمانية التي استخرجت المكالمات الواردة على هاتفها وإحداها حمل تهديداً مباشراً بالقتل.
كانت بداية "وسام الحرة" في النشاط الثوري منذ الأسابيع الأولى للثورة وآنذاك كانت تدخل إلى غرفة " البالتوك" وتعبر بجرأة عن موقفها من النظام وتأييدها لثورات الربيع العربي.
ولم تكشف عن اسمها ولكنها كانت تدخل إلى هذه الغرفة بصوتها وتعلن عن وجودها في ألمانيا، وكشفت محدثتنا أن الصحفي المدعو "رفيق لطف" كان يسجل كل مداخلاتها ومداخلات غيرها من المعارضين آنذاك ويبثها في برنامج "كشف المستور" على قناة "الدنيا" واصفاً غرف "البالتوك" بأنها "جزء من المؤامرة الكونية على سوريا".
منذ ذلك الحين دخلت "وسام الحرة" على خط الصدام المباشر مع النظام وإزعاج رموزه وأبواقه الإعلامية والفنية ومن هؤلاء "طالب ابراهيم" وسفير النظام السابق في الأردن "بهجت سليمان" الذي أعلن عن استعداده لدفع مبلغ 5 مليون ليرة سورية مقابل إحضارها حية أو ميتة عام 2012.
دفعت "ميسون بيرقدار" ثمن معارضتها لنظام الأسد غالياً إذ قتل الشبيحة شقيقها "مازن بيرقدار" في منزله رغم أنه لم يكن معارضاً لهذا النظام، وروت أن عدداً من عناصر أحد فروع الأمن طرقوا باب منزله بحي المهاجرين- شمسية بدمشق بتاريخ في 28 /9 / 2014 وفتح لهم الباب معتقداً أن الطارق هو ابنه الذي كان على موعد وصوله.

وتردف محدثتنا أن الشبيحة "دخلوا إلى المنزل عنوة وأطلقوا النار على رأس شقيقي من الخلف، وبعد دقائق حضر ابنه فوجد باب المنزل مفتوحاً ووالده مضرجاً بدمائه".
وكشفت الناشطة السورية أن شقيقها "لم يكن ناشطاً سياسياً، ولم يمارس أي نشاط في الثورة"، مشيرة إلى أن "مخابرات النظام استدعته في العام 2011 وأجبرته على التبرؤ منها بعد أن أسمعوه سيلاً من الكلام البذيء بحقها.
وتتابع "بيرقدار" أن شقيقها "كان يضع علم النظام على صدره لدى نزوله من المنزل لخوفه من الشبيحة وتحاشي انتقامهم منه على خلفية صلته بي".
ولدى سؤالها عن كيفية الحصول على أرقام التلفونات التي تتصل بها وخصوصاً أن الكثير من هذه الأرقام لرموز في النظام أجابت "ميسون بيرقدار" بأن حصولها على هذه الأرقام ليس سراً، ولكنها لا تستطيع البوح بوسائلها في الحصول على تلك الأرقام فهناك-كما تقول- طرق عدة و"لكن الهدف واحد".
ولفتت بيرقدار إلى أنها تبذل مجهوداً لا يُستهان به قبل وأثناء الاتصال بالشبيحة" مشيرة إلى أنها اتصلت مع "جورج وسوف" مثلاً 3 مرات واستطاع ابنه وديع أن يكشفها ولكنها في المرة الرابعة استطاعت خداعهم.
وكذلك الأمر بالنسبة لـ"دريد لحام" الذي تمكنت من خداعه 7 مرات، و"بسام كوسا" الذي تمكن من اكتشافها في إحدى المرات ولكنها خدعته بتغيير لهجتها إلى المصرية، وبشار الجعفري الذي خدعته 5 مرات بلهجات عدة.
تعيش "ميسون بيرقدار" وهي من مواليد دمشق 1966 في ألمانيا منذ 22 عاماً ورفضت سفارة النظام هناك تجديد جواز سفرها مرتين بناء على إيعاز من سلطة النظام في الداخل. وتوضح "بيرقدار" أن موظفة السفارة قالت لها إن الرفض من سوريا دون ذكر الأسباب"، ولدى اتصالها بدائرة الهجرة والجوازات في دمشق فوجئت كما تقول- بالموظف يقول إن عليها أن تعود إلى سوريا لتسوية وضعها ودراسة احتمال تجديد جوازها من عدمه".
وعبّرت "وسام الحرة" عن استمرارها بدعم الثورة السورية لأن هذه الأمر بمثابة مبدأ ولن تتنازل عنه، مشيرة إلى أن لكل إنسان دورا في الحياة وهذا النشاط الذي تفتخر فيه هو كل ما تستطيع القيام به اليوم، وإذا حصل السوريون على حريتهم وتطلب الأمر أن تكون مسؤولة عن تربية الأيتام وأبناء الشهداء -كما تقول- فلن تتوانى عن التطوع للقيام بهذا الدور.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية