• لدى التنظيم مروحة اختصاصات واسعة توحي بأننا أمام "نواة دولة".
• الإجازات تكشف عن مقاتلين من مختلف الجنسيات والبلدان
• الوثائق الجديدة تكشف عن أسماء أمراء في التنظيم ستنشر لاحقا.
• التنظيم أعطى لبعض عناصره إذن خروج بشرط أن لايعودوا إليه، وهددهم بالطرد أو السجن إن رجعوا!
تكشف "زمان الوصل" في هذا الجزء من سلسلتها الخاصة #خرق_النواة عن فحوى مئات الوثائق الجديدة الصادرة عن تنظيم الدولة، والتي تختلف عما سبق وطرحته الجريدة من وثائق تحت عنوان "بيانات مجاهد".
أهم ما في الوثائق الجديدة التي تعد بمثابة نموذج إجازة أو إذن مغادرة وخروج، هي أنها تؤكد بما لايدع للشك مصداقية نماذج "بيانات مجاهد"، حيث تتطابق أسماء ومعلومات مذكورة في نماذج الإجازة مع تلك المعطيات المذكورة في "بيانات مجاهد"، وفق ما تحققت "زمان الوصل"، التي تملك كلا المجموعتين (بيانات مجاهد، نموذج إجازة).
الوثائق الجديدة، تميط اللثام عن معلومات مختلفة نوعا ما، مثل الاختصاصات المتنوعة وأسماء الأمراء المباشرين المسؤولين عن طالبي الإجازات، كما تساعد هذه الوثائق في المجمل على فهم طريقة تنظيم الدولة في إدارة ملف "الإجازات"، وتوثيقه وتنظيمه بشكل رسمي.
الوثائق الجديدة هي عبارة عن نموذج موحد مكون 10 حقول تستعرض تباعا: الاسم، الكنية (الاسم الحركي)، البلد (بلد المقاتل)، مكان العمل، الاختصاص، اسم الأمير، تاريخ الدخول، تاريخ الخروج، سبب الخروج، المعبر، ملاحظة، وهناك في وثائق أخرى خانة إضافية تذكر فيها (الأمانات) التي تركها المقاتل لدى مغادرته.
ويوثق حقل "البلد" وجود مقاتلين من جنسيات شتى ينتمون إلى مختلف البلدان، مثل: كندا، تونس، تركيا، مقدونيا، ليبيا، فرنسا، أذربيجان، مصر، قرغيزيا، ألمانيا، بلجيكا، بريطانيا فنلندا، جورجيا، هولندا، السودان، السعودية... إلخ.
وفي حين أن حقل الاختصاص في نموذج "بيانات مجاهد" لم يكن يحتوي سوى 3 خيارات (مقاتل، انغماسي، استشهادي)، فإن حقل الاختصاص في الوثائق الجديدة يكشف عن مروحة واسعة من الاختصاصات، منها على سبيل المثال: غنائم، بترول، تصنيع مترجم، إداري، قوات خاصة، إعلامي، مشرف آليات، ممرض، مقاتل...
ومثل هذا التقسيم يظهر قدرة التنظيم على "فرز" من ينضمون إليه، و"غربلتهم" ونقلهم من المرحلة الأولى التي تقتصر على الاختصاصات العامة، إلى الاختصاصات والمهام المحددة بدقة، كما يظهر حقل الاختصاص عناية التنظيم ببناء "هيكل" تتكامل فيه الوظائف العسكرية مع الإدارية والتصنيعية والتمويلية والإعلامية وغيرها، تمهيدا لتأسيس نواة "دولة" يمكن أن تنهض بأعباء إدارة مناطق واسعة تقع تحت سيطرة التنظيم في كل من سوريا والعراق.
أما التمعن في حقل "الأمانات"، فيؤكد حرص التنظيم على أن يترك العنصر خلفه ما يشير إلى نيته في العودة، وغالبا ما تكون الأمانة "جواز سفر"، وربما تكون أحيانا أكثر من جواز لشخص واحد!، وفي بعض الحالات يترك العنصر صاحب الإجازة وثائق إضافية مع جوازه مثل رخصة القيادة والبطاقة الشخصية، وربما يترك جهاز هاتفه النقال (جوال).
وبالمقابل هناك حالات تشير إلى أن العنصر لم يترك خلفه أي "أمانات" أو أن "جوازه معه"، وربما يعود هذا الأمر إلى ثقة الرئيس المباشر بعنصره حامل الإجازة وتزكيته العالية له بما يتيح خروج العنصر دون ترك "أمانة".
وتعنى خانة "المعبر" بذكر المنفذ الذي خرج منه العنصر، وهو يقتصر هنا على المنافذ بين تركيا وسوريا، مثل: تل أبيض، جرابلس، كلس.. أما في حالة كتابة نموذج إجازة لعنصر من الجنسية السورية، فيترك حقل "المعبر" فارغا، لكون العنصر ذاهبا في الغالب إلى منطقة أخرى داخل سوريا، حيث يتم الإشارة في خانة "تاريخ الدخول" إلى أنه "أنصاري"، أي من داخل سوريا.
وتحيل المقارنة بين تاريخي الدخول والخروج في الوثائق، إلى مدد زمنية مختلفة، ففي حين يقارب الفرق بين تاريخ الدخول والخروج في بعض الوثائق مدة سنة وربما يزيد عنها، فإن هناك قسما آخر من نماذج الإجازات يصل الفارق الزمني بين دخول العنصر وخروجه إلى فترة شهر وربما أقل، وهؤلاء هم العناصر المستجدون، الذين التحقوا قريبا بالتنظيم، وقرروا العدول عن قرارهم والانسحاب منه بحجة واضحة أو بحجة مزيفة - ربما عادوا إلى بلدانهم -، كما يشمل عناصر يرغبون في إحضار عائلاتهم او استكمال بعض الأمور بعدما حزموا أمرهم بالبقاء في سوريا.
ويدون التنظيم في إجازات عناصره المستجدين عبارة "متدرب" ضمن حقلي "مكان العمل" و"الاختصاص".
وفي خانة "سبب الخروج" يذكر الموظف الذي ملأ النموذج الحجة التي طرحها العنصر للحصول على إجازة أو إذن خروج، وهي غالبا أسباب شائعة، مثل: إحضار الأهل (الزوجة)، إحضار نقود، استشفاء، ظروف أو مشاكل عائلية، راحة، زواج، عمل... علما أن هناك عناصر لم تعد أبدا من إجازاتها.
وهناك أحيانا أسباب غير شائعة، وقد تبدو غريبة نوعا ما، مثل (وفق ما ورد في بعض الوثائق): يريد يرجع لينضم للدولة في ليبيا، لا يريد الحياة العسكرية والجهاد، لم يستطيع الصبر، لا يوجد سبب، لا يريد دخول معسكر، الالتحاق بالإخوة في لبنان، لا يريد الفرز على العراق (تكرر عدة مرات)، وأغلب هؤولاء عادوا إلى بلدانهم الأصلية.
ويأتي حقل "ملاحظة" أخيرا ليدون فيه الموظف المكلف بكتابة النموذج رؤيته أو مقترحه، وقد يخلو الحقل من أي ملحوظة، وربما ترد فيه ملحوظات مثيرة للانتباه، مثل: إذا عاد مرة أخرى يسجن، كان في الجبهة (النصرة) وانضم للدولة، كان مع جنود الشام (فصيل يقوده أبو مسلم الشيشاني) ثم انضم للدولة، أسباب شخصية، أعطاني معلومات كاذبة، رجع لبلاده بشرط من أميره أن لا يرجع مرة أخرى للدولة، لا يقبل إذا عاد مرة ثانية، احضر ابنه للدولة ورجع، يوجد عنده خلل في العقيدة (تكرر عدة مرات).
"زمان الوصل" ستنشر تباعا معلومات إضافية عن هذه الوثائق، بما في ذلك أسماء أمراء في التنظيم (قياديين)، وفق ما ورد في تلك الوثائق.
إيثار عبدالحق ـ زمان الوصل ـ خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية