بعبوة ماء ووردة جورية رسم الناشط "غياث مطر" وأصدقاؤه لوحة غاية في الجمال للسلمية والتواصل الإنساني، حتى لو كان بين الضحية والجلاد، لكن النظام ومنظومته القمعية لم يلبثوا أن مزقوا هذه اللوحة برصاصهم كما مزقوا جسد غياث بالتعذيب.
هي نفسها عبوة الماء والوردة الجورية، التي اختارها فيلم " غاندي الصغير" ليروي قصة "غياث مطر" الذي اعتقلته مخابراته النظام ثم سلمته جثة هامدة لذويه، انتقاما من سلميته وإنسانيته التي جهد النظام لقتل روحها في السوريين طوال عقود، وكان يحارب بشراسة لتبقى مدفونة تحت الركام.
واليوم وبعد نحو 5 سنوات من حادثة اغتيال غياث، وجد فيلم "غاندي الصغير" لمخرجه "سام القاضي" طريقه إلى النور، ليطوف حول العالم، حيث من المقرر أن يعرض في العاصمة الأمريكية واشنطن، كما سيعرض في الكونغرس الأمريكي عرضا خاصا بتاريخ 15 الشهر الجاري.
ولأن "القاضي" والعاملين الأساسيين على فكرة الفيلم لم يكن باستطاعتهم بلوغ "داريا" مسقط رأس غياث، وهي المشتعلة بالقصف والمحاصرة منذ سنوات، فقد تم تأهيل وتدريب عدد من النشطاء الموجودين في داريا نفسها لتصوير المقابلات، وسط مشاهد الدمار وأصوات الرصاص والقذائف، وهي مشاهد تجهد الكاميرا في نقل تفاصيلها، حسب ما يوضح العرض التشويقي للفيلم (مرفق).
وسبق لـ"غاندي الصغير" أن عرض في الدوحة عرضا خاصا قبل نحو شهرين، كما تم عرضه في الإمارات العربية المتحدة.
وأطلقت "واشنطن بوست" على غياث مطر لقب "غاندي الصغير"، حيث كان الناشط في عمر 26 سنة عندما قضى وهو يحارب عن طموحات السوريين في الحرية والكرامة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية