أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

زيارة مؤجلة لمفتي الأسد إلى "وارسو" ونظامه يضرب عدة عصافير بحجر واحد

خبر الزيارة طُرح على نطاق محدود في الإعلام البولندي - زمان الوصل

علمت "زمان الوصل" أن زيارة لمفتي النظام "أحمد بدر الدين حسون" إلى بولندا كانت مقررة في 27 الجاري بدعوة من "النادي السوري لرابطة المغتربين العرب السوريين" تم تأجيلها لأسابيع قادمة ولأسباب غير معروفة.

وتهدف الزيارة التي كان مقرراً أن تُقام في مبنى البرلمان البولندي في العاصمة "وارسو" إلى تنظيم مؤتمر بعنوان "النتائج الثقافية والسياسية لما يُسمى بالدولة الإسلامية".

وأبدى ناشطون استغرابهم من هذه الدعوة لواحد من رموز النظام الموغل في دماء السوريين، ومن دولة عضو في الاتحاد الأوروبي مهتمة بملف حقوق الإنسان وخصوصاً أن حسون سبق أن توعد بإرسال الانتحاريين إلى أوروبا وهدّد بإشعالها إذا لم تصمت عن جرائم نظامه بحق السوريين.

ورداً على هذه الدعوة نظّم ناشطون وإعلاميون حملة لكشف تبعات هذه الدعوة والمؤتمر المزمع عقده أمام وسائل الإعلام البولندية.

وأشار الناشط "محمد الشامي" أحد منظمي الحملة لـ"زمان الوصل" إلى أن زيارة حسون التي كانت مقررة منذ يومين أحيطت بالتكتم الشديد من مؤيدي النظام في بولندا تحسباً لعرقلتها من ناشطي الثورة.

ولفت إلى أن خبر الزيارة طُرح على نطاق محدود في الإعلام البولندي ومن خلال صحف ضيقة الانتشار.
 
ومن المقرر أن تثير مجموعة من الناشطين مع "منظمة سوريا حرة" و"البيت السوري" موضوع الزيارة والمؤتمر على نطاق واسع، سواء من خلال الإعلام أو أمام الرأي العام في بولندا.

ومن المتوقع -كما يشير محدثنا- أن تطرح فكرة تنظيم تظاهرة أمام البرلمان البولندي للضغط على الحكومة، ولكن ما يعيق ذلك الآن –كما يقول- أن هناك حكومة تشكلت منذ شهرين وفاز بها اليمين في بولندا، وهي مع نظام الأسد للأسف ولذلك استغل الأخير وصول الحكومة اليمينية الجديدة لتنظيم هذا المؤتمر". 

وأشار "الشامي" إلى أن "سفارة النظام لازالت مفتوحة في بولندا والسفارة البولندية بسوريا انتقلت إلى لبنان لأسباب أمنية فقط، وتُعرف هناك باسم السفارة البولندية في سوريا"، مشيراً إلى أن "موقف الحكومة الجديدة وتوجهها فيما يتعلق بسوريا ليس واضحاً". 

ونوّه محدثنا إلى أن "الهدف من التحرك تجاه محاولة منع الزيارة المزمعة لمفتي النظام ليس معاداة الحكومة البولندية ولكن لإيصال رسالة بأن هذه الخطوة من شأنها أن تضر بالعلاقة مع الشعب السوري ومع دول أصدقاء سوريا". 

وحول تفسيره لاختيار النظام بولندا من أجل تلميع صورته أوضح محدثنا أن "بولندا هي الدولة الوحيدة التي توافق على هذا النوع من الزيارات، إضافة الى أن الجالية السورية في بولندا صغيرة جداً، مما يجعل من الصعب أن يكون هناك تأثير على منعها كالتظاهر وغير ذلك". 

ويرافق حسون في الزيارة المؤجلة المطران "لوقا الخوري" وهو اختيار ليس عشوائياً، كما يؤكد الشامي، فبولندا دولة متدينة بنسبة كبيرة جداً، وأسهل طريقة لإثارة مشاعر البولنديين هي الحديث عن الموضوع الديني وما "يعانيه" المسيحيون في سوريا بسبب "الإرهاب"، إضافة الى أن برنامج المؤتمر يتضمن أيضاً -حسب محدثنا- مداخلات عن تأثير الإرهاب على المجتمع المدني والأطفال".

وأعرب "الشامي" عن اعتقاده بأن وفد النظام سيحاول أن يمرر أفكاراً تدعمه من بين المواضيع المطروحة ضمن جدول المؤتمر كما هي عادته في التعمية على الحقائق وتشويه الوقائع والنقطة المهمة أيضاً -كما يبين الشامي- أن المؤتمر سيُعقد ضمن قاعة البرلمان البولندي وسيتم تنظيم لقاءات مع بعض النواب البولنديين للنقاش حول الوضع في سوريا".

وتعمل سفارة النظام في بولندا كنقطة تنظيمية لنشاط الموالين له في أوروبا كون هذه السفارة في بولندا لا تزال تحظى بكامل المزايا الدبلوماسية إضافة الى "نبيل الملاذي" "رئيس الجالية السورية في بولندا" المدعوم بشكل كبير من النظام، وسبق له أن نظم خلال العام الماضي زيارة لرجال أعمال بولنديين إلى سوريا، وزيارة مماثلة لرجال أعمال سوريين إلى بولندا".

وبحسب معلومات مسربة من الجهة المنظمة للمؤتمر فإن "وفد النظام سيضم شخصيات كبيرة من قيادات النظام كضيوف وليسوا كمحاضرين، وسيكون المؤتمر –حسب المصدر- فرصة ذهبية للاستفادة على المستويين السياسي والإعلامي، ولكن قبل كل شيء ستكون هذه إشارة قوية إلى مؤيدي النظام، أن بولندا مكان آمن لهم".

وبدوره قال مدير منظمة سوريا حرة "سامر المصري" لـ"زمان الوصل" إن بولندا تضم سياسيين من تجمعات وطنية مختلفة يريدون التعاون مع النظام وروسيا وهم يفتحون لهم الأبواب.

ودورالناشطين في دعم الثورة هو محاولة لفت نظر الإعلام البولندي والسياسيين الآخرين لهذه المشكلة وعلى خطورة هذا التعاون (الأحزاب الوطنية والسفارة السورية).

وأشار المصري إلى أن بولندا أصبحت ملجأ آمناً للشخصيات الداعمة للنظام وأملاك الصف الثاني من ممثليه والأن يريدون- كما يقول- توسيع نشاطهم في بولندا، وذلك بدؤوا –كما يقول- بالتعاون مع بعض السياسيين في بولندا وتنسيق نشاط ممثلي النظام في الدول المجاورة.

وتمثل الزيارة المرتقبة فرصة ثمينة لحشد طاقاتهم ونشاطاتهم في ظل ضعف تأثير الجالية المعارضة للنظام في بولندا. 

وكان رئيس ما يُعرف بـ"النادي السوري" المؤيد للنظام "نبيل ملاذي" قد اتهم "سامر المصري" بتمويل الإرهاب عبر منظمته (سوريا الحرة) من أموال دافعي الضرائب البولنديين، متهماً إياه بتمويل المظاهرات أمام السفارة السورية في وارسو". 

وزعم الملاذي أن "حسون لم يهدد أوروبا بالانتحاريين بل حذّر من أن الشعب السوري سيدافع عن نفسه في حال تعرضه للعدوان".

وأضاف في منشور على صفحته في "فيسبوك" أن "حسون لا يمكن أن يدعم الإرهابيين في الوقت الذي فقد فيه ابنه على أيديهم"، وهو بحسب وصفه -الممثل الحقيقي للإسلام- وادعى "الملاذي" في منشوره المذكور أن مفتي النظام "رفض عروضاً قطرية وسعودية للانضمام إلى الإرهابيين مقابل جبال من المال".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(143)    هل أعجبتك المقالة (136)

أبو أحمد

2016-02-29

أرجو أن يكون هناك عدد كافي من الأحذية لاستقبال هذا الغراب بما يليق به.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي