أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

صحوة السكارى بقوة الرئيس جورج بوش وإدارته...العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم

 وأخيرا تبددت سكرة المخمورين بقوة الرئيس بوش ليستفيقوا على حجم هزيمته في العراق. 

وكأني بهؤلاء نسوا الله فأنساهم أنفسهم.وظنوا أن قوة إدارة الرئيس جورج بوش فوق أية قوة. وباتوا في حيرة من أمرهم, حين راحوا يتخبطون في تصريحاتهم ومواقفهم خبط عشواء. وخاصة حين صدمتهم سياسات وتصرفات وسلوك رموز إدارة الرئيس جورج بوش.

وتبين لهم أن أول ما تهتم به رموز هذه الإدارة الضالة والمجرمة والإرهابية,إنما الصهيونية وكيانها المسمى إسرائيل في المقام الأول ,ومن بعدهم شركات النفط والسلاح ودولة فرسان مالطا.وفي المقام الثاني اهتمامهم بكلابهم ( وربما  لهذا السبب لم يجدوا ما يكرموا فيه طوني بللير على دعمه لحروبهم سوى تسميته بجرو بوش المدلل).ومن بعد كلابهم يأتي اهتمامهم بالخونة والعملاء وحلفائهم في المقام الثالث( وليتصور المرء قيمة هذا الاحترام). وآخر اهتماماتهم أبناء الشعب الأميركي, الذين يزجونهم في حروب عبثية وخاسرة.والمؤسف أن البعض مازال يتزاحم كالذباب على أبواب الإدارة الأميركية,ليظفروا ولو بوكالة لإحدى الشركات الاحتكارية,أو شركات المرتزقة,أو شركة شيفرون التي تقدم الإمدادات اللوجستية لقوات الاحتلال في العراق, دون خجل أو حياء من هذه التصرفات المشبوهة والتآمرية والخيانية, ليجنوا الأرباح والمكاسب على حساب الدم العراقي والأمريكي النازف في العراق. ومن يدري فربما ترتيب هذه الاهتمامات حسب الأولويات هو ما دفع بإحدى رؤساء تحرير أحدى المجلات  الصادرة باللغة العربية,ليكتب مقالا يقول فيه: أن الشركاء الإقليميين لإدارة الرئيس جورج بوش باتوا يتوجسون ريبة من إدارة الرئيس جورج بوش.التي تمارس ضغوطا كبيرة ضدهم. بحيث عطلتهم,وراحت تهاجمهم. بحيث باتوا يتحركون في اتجاه التفاعل مع إدارة الرئيس بوش بنوع من القلق. فهم يرفضون أي خداع , ولا يقبلون بما يهز مصداقيتهم. وأن الوزيرة رايس سمعت الكثير من شركائها الإقليمين العرب. وأن عددا منهم قال لها: أننا لن ننخدع مرة أخرى. وأن رايس حصلت منهم على ما تريد. لقاء أن يعلن الرئيس جورج بوش,أنه لم يكن يقصد شركائه الإقليميين من الدول العربية حين قال أنها لا تفهم.

 وذلك في خطابه بشان إستراتيجيته الجديدة في العراق. وهذا التصريح للرئيس جورج بوش ربما هو الذي أثار حفيظة وزير خارجية عربي. حين صرح لوسائط الإعلام قائلا: نعم نحن حلفاء للولايات المتحدة الأمريكية, ولكننا لسنا أجراء لديها. ومصلحتنا تقضي أن نكون أمناء في نقل همومنا, ونكون صريحين معها, ونتعاون معها في المواقع التي تحتاج إلى تعاون فقط. ونسأل الذين على ما يبدوا ذهبت سكرتهم بالقوة الأميركية التي لا تقهر, واستفاقوا على أصوات الهزيمة المدوية, وعلى الحقيقة بان الانسحاب الأمريكي حتمي,نتيجة تعثر الاحتلال الإسرائيلي والأمريكي وحلفائه.

إن كان في فلسطين أو لبنان أو العراق.

والذي بدأ على ما يبدوا يثير موجات متنامية من الذعر والخوف والقلق في الشارع الإسرائيلي.وأوساط الصهيونية  وحلفائها, الذين ربطوا مصيرهم بمصيرها:

·         هل صحيح ما يتردد في إسرائيل من أن إسرائيل تدفع ثمن لعنة الهزيمة الأمريكية في العراق؟ والتي أثارت تصريحات نانسي بيلوسي غضب وسخط حكومة إسرائيل. حين أدلت بتصريح مفاده: أن حرب العراق لم تجعل الولايات المتحدة الأمريكية أكثر أمنا, ولم تؤدي  إلى استقرار المنطقة. مما دفع بيهود أولمرت إلى الحنق والغضب, والخروج عن طوره ,ليصرح بكل صلف وقلة أدب قائلا: أولئك الذين يخشون على امن إسرائيل , وأمن دول الخليج( يقصد دول النفط ليهيج الشارع الأمريكي) واستقرار الشرق الأوسط بأكمله.يجب أن يعترفوا بالحاجة إلى نجاح الاحتلال الأمريكي في العراق.ولكي يثير ويخيف  ويرهب المؤيدين لإسرائيل من الساسة الأمريكيين والأوروبيين وبعض الأنظمة العربية الحليفة لإدارة بوش, يعود ويصرح ثانية قائلا: إن إخفاق الولايات المتحدة الأمريكية في العراق سيعتبر تآكلا في القدرة الأمريكية على مواجهة إيران. وسيترجم هذا التآكل إلى المس بإسرائيل.

·         وهل أن حلفاء الإدارة الأمريكية من الأنظمة التي دعمت العدوان على العراق سرا وجهرا. وقدموا كل مساعدة للاحتلال,ووضعوا بتصرف قوات الاحتلال كل شيء. ويظهرون حاليا الحزن على ما حل ويحل بالعراق. ويتخوفون من تقسيم العراق, نسوا جواب أحد السفراء الأمريكيين في إحدى عواصمهم حين سأل في السبعينات من القرن الماضي:هل تريدون تقسيم لبنان؟ فأجاب على الفور: ليس قبل تقسيم العراق. ولماذا لم ينتبهوا حينها لحجم المؤامرة التي كانت تحاك ضد الأمتين العربية والإسلامية.ويسارعوا ليقفوا مع سوريا التي كانت تواجه بمفردها جميع المؤامرات.

·         ثم أليس من السخرية أن تصبح القوات الأمريكية حكما بين جلال الطالباني وإبراهيم الجعفري. لتحسم خلافهم وشجارهم على محاولتهم السطو على قصر رئاسي في المنطقة الخضراء,كل واحد منهم يدعي  أحقيته في السطو عليه, ثم تحكم القوات الأمريكية بأحقية الطالباني وعدم أحقية إبراهيم الجعفري؟ وكيف يقبلون أن تنصب إدارة بوش من نفسها حكما على السنة والشيعة والقوميات والمذاهب, وتصدر أحكامها المفبركة والكاذبة بحق كل من لا ينصاع لرغباتها الإرهابية والإجرامية والاستعمارية؟

·         ثم كيف يسمح لأنفسهم هؤلاء المتحالفين مع الإدارة الأمريكية, بإنجاح جولات رايس ووزير الدفاع الأمريكي من أجل تشكيل محور إقليمي لمساعدتها  في القيام بعملية عسكرية ضد إيران, وتفعيل خطط بوش القديمة والجديدة, من خلال حشد تأييد عربي وإسلامي  للعمل العسكري ضد الدول والأنظمة التي تتصدى للمشروع الصهيوني الأمريكي الجديد في الشرق الأوسط, وتصفية القضية الفلسطينية وهدر حقوق الشعب العربي الفلسطيني بما فيها حق العودة؟ وهل ينسى هؤلاء أن مجرد  موافقتهم على أطروحات وزيري الدفاع والخارجية الأمريكيين  يعتبر عمل إرهابي هدفه إسكات وإرهاب الكونغرس,والمعارضة الأمريكية,وبعض وسائط الإعلام الأمريكي بهدف إحباط مساعيهم لإنقاذ الولايات المتحدة الأمريكية وسحب جنودها من المستنقع العراقي ومناطق التوتر والنزاع, التي تهدر فيها دماء الأمريكيين ودماء العرب والمسلمين؟

·         ولماذا هذا التهافت من قبل الخونة والعملاء والليبراليين الجدد المتصهينيين الجدد الذين يفرضون من أنفسهم على أنهم نخب, للتطوع  ليكونوا جوقة يؤدون دورهم المرسوم لهم في العداء للعروبة والإسلام وقضايا التحرر وكأنهم في سيرك؟

وهل ينسون أنهم باتوا أشبه بأحصنة تجر العبودية ومصالح الاستعمار والصهيونية والامبريالية العالمية, أو كتيبة مقدمة واستطلاع في جيوش الغزاة والمحتلين,لإعادة نظم الطغيان والديكتاتورية, وعصور الظلام  والاستعمار والاحتلال والوصاية والانتداب؟ وخاصة حين يبحرون في سفسطائيتهم, على أن سبب عجزنا العربي والإسلامي عادات في التراث, واستسلامنا لفكرة أننا منزهون عن العيب والخطأ. ومبالغتنا وتضخيمنا لكل ما يتصل بحياتنا وموروثاتنا وقيمنا. وخلطنا بين الدين والعادات والتقاليد, واندفاعنا لولائاتنا العائلية والعشائرية,وخوفنا من الخروج عن المألوف. ورفضنا المطلق لكل من يخالفنا أو يختلف عنا, وإعلاء المصلحة الفردية فوق مصلحة المجموعة.مما أدى إلى انتشار الفساد,وتبرير الرشوات.وقبولنا الطوعي للمكانة الدونية للمرأة. حتى بتنا بنظرهم شعوب تهوى الحروب والصراع والعراك والشجار والجدل البيزنطي . وهذه التهم الجزاف ليس الهدف منها التنمية والإصلاح ونشر الحرية وإنما هدفها: تبرير العدوان على قوى التحرر والعرب والمسلمين.وتبرير وجود القوة العسكرية الإسرائيلية,لأن إسرائيل موجودة في منطقة لا يتوفر فيها الآمان, وتبرير نظم الوصاية والاستعمار,وتبرير الصراعات والحروب بين مختلف الطوائف والمذاهب والقوميات. وتبرير حروب إدارة الرئيس جورج بوش المسماة ظلما وجورا الحرب على الإرهاب.

·         ولماذا تسير بعض وسائط الإعلام العربي والإسلامي على نفس خطى وسائط الإعلام الأمريكي التي لا تعرف الحياد والمنطق والتجرد والشفافية والموضوعية؟ حتى أن الشعبين الأمريكي والبريطاني باتا  يعرفان أن هذه الوسائط هدفها الخداع والكذب والتضليل. والترويج لأفكار واتجاهات لا تعبر عن الحقائق السياسية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية الراهنة.فتضليل العقول المتبع من قبلهم إنما هو بنظرهم أداة للقهر الاجتماعي, والسبيل الأمثل لبعض النخب الفاسدة والعميلة في السطو على السلطة, بما يكفل التحكم في دفة السياسة والاقتصاد والثقافة. وحرفهم عن مسارهم الصحيح إلى مسار يخدم مصالح الصهيونية والاستعمار والإمبريالية. والتسليم للإدارة الأمريكية بحق قيادة العالم,ولإسرائيل بحق امتلاك القوة والأرض التي تكفل لها الأمن.

من حق الأحرار والوطنيين والشرفاء انتقاد الإدارات الأمريكية, لأن نقدهم بناء وموضوعي  وتعبير عن محبتهم للشعوب الأمريكي وباقي الشعوب.ولأنهم بنقدهم إنما يريدون الخير للولايات المتحدة الأمريكية وشعبها. ومن واجب الرئيس جورج بوش ورموز إدارته ومحافظيه وصقوره الإنصات لهذا النقد, والإجابة عليه إن كان لديهم من جواب, وهذا متعذر حكما عليهم. أما حلفاء إدارة الرئيس جورج بوش, فيعتبرون متهمين معها بتضليل الشعب الأمريكي وتوريط بنيه بحروب قذرة وعدوانية, وشركاء لها ولإسرائيل في الجريمة والعدوان والإرهاب. وأنهم المسئولين عن العجز العربي. نتيجة خوفهم على مصالحهم.الذي دفعهم للخوف من الإدارة الأمريكية وممالئتها.وهم من سخروا الدين, وغرروا بجيل من الشباب, لمناصبة الأفكار التحررية العداء. ودفعه ليقاتل في أفغانستان دفاعا عن مصالح  الامبريالية. بذريعة الدفاع عن البوابة الرئيسية للعروبة والإسلام.وهم من اختصر اللغة بكلمتين: نعم ولا. نعم لمصالح أمريكا, ونعم للتطبيع ونعم للاستسلام والإذعان. ولا لمقاومتهم ,ولا لرغبات الشعوب وحفظ كرامتهم, وتوفير الحياة الطيبة لهم ولبنيهم وأسرهم وضمان مستقبل الأجيال. وهم السبب عن الحالة المتردية الحالية التي لا يرتاح لها احد.وهم من نشر الفساد, وهم من تولوا الإرهاب بالرعاية والعناية. وأن من يقدم الدعم لعملاء العراق ولبنان وفلسطين. ويناصب سوريا شعبا أو قيادة العداء, أو ينتقد رئيسها حفظه الله ورعاه. ويدعم تيار المستقبل وحلفائه,ويدعم سلطة محمود عباس المنقوصة,وشلة التآمر والخيانة والعمالة والفساد ضد حماس وفتح وباقي فصائل المقاومة. ويدعم ويساند العملاء الذين  يتلطون في بعض زوايا قيادة فتح كمحمد دحلان , أو إحدى زوايا منظمة التحرير الفلسطيني أو السلطة الفلسطينية لتعميق الخلاف, ويناصب فصائل المقاومة العداء في فلسطين ولبنان والعراق, ويقدم الدعم للخونة والعملاء, ورموز المعارضة العميلة. معتقدا بأنه بهذه الأفعال ينقذ نفسه ونظامه, أو يغطي أخطائه وخطاياه, أو يخفي فساده. ويسعى لإدخال العرب والمسلمين والوطنيين والأحرار في صراعات جانبية خدمة للإدارة الأمريكية. إنما مثله كمثل الظمآن الذي يرى السراب في الصحراء القاحلة فيحسبه ماء.

الأربعاء 1/8/2007م    

 

 

                      

   البريد الإلكتروني:   [email protected]

                        :  [email protected]

                                [email protected]:

 

دمشق
(150)    هل أعجبتك المقالة (170)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي