كرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتقاده الحاد والعلني لسياسة واشنطن فيما يخص تعاطيها مع ملف "حزب الاتحاد الديمقراطي"، الذي تصر الولايات المتحدة على دعمه عسكريا وتعتبره "شريكا مهما في محاربة الإرهاب"، بينما تصنفه أنقرة "منظمة إرهابية".
وخلال كلمة ألقاها مؤخرا، وجه "أردوغان" سؤالا استنكاريا مفاده: "يا أمريكا.. كم مرة قلتُ لكم: هل أنتم معنا (تركيا) أم مع المنظمة الإرهابية حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب؟"
وتابع: "لقد قلنا لأمريكا الآن إن هذا الحزب منظمة إرهابية. إلا أن المسؤولين الأمريكيين يخرجون ويصرحون بأنهم لا يعتبرونه منظمة إرهابية"، في إشارة إلى تصريحات حديثة للناطق الرسمي باسم الخارجية الأمريكية قال فيها إن بلاده لا تعد "الاتحاد الديمقراطي" تنظيما إرهابيا.
ولفت "أردوغان" إلى أن تركيا ليست بحاجة لمن يعلمها ما هو "حزب الاتحاد الديمقراطي" ومليشيا "وحدات الحماية" التابعة له، قائلا: "نحن نعرفهم تمام المعرفة... المنطقة غدت بحرا من الدماء؛ لأنكم لم تسطيعوا (أيها الأمريكان) معرفتهم وقراءتهم. فكيف تكون هذه الشراكة إذن؟".
وفي سياق العلاقات التركية الأمريكية، قال المستشار السابق في وزارة الخارجية الأمريكية "ديفيد فيليبس" إن العلاقات بين البلدين تأخذ منحى أكثر غرابة مع مع مرور الوقت، مؤكدا أن أمريكا تعزز علاقاتها بحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) ووحدات حماية الشعب.
"فيليبس" الذي عمل مستشارا في الخارجية الأمريكية خلال عهود 3 رؤساء مختلفين، اعتبر أن واشنطن ليست مضطرة لأخذ إذن من تركيا كي تقاتل تنظيم الدولة،. وأن "وحدات الحماية" نالت ثقة قوات التحالف الدولي لأنها تحارب التنظيم وأثبتت أنها خير حليف في مكافحته، ولذلك فإن أمريكا تدعمها بالسلاح وتوفر لها الحماية الجوية، وستستمر بدعمها وحمايتها لوحدات الحماية الشعب ما دامت هذه الوحدات تكافح التنظيم.
وتتطابق رؤية "فيليبس" مع التصريحات التي أدلى بها الناطق الرسمي باسم الخارجية الأمريكية قبل أيام.
لكن أكثر ما يلفت في كلام "فيليبس" تهديده المبطن لتركيا، عندما قال إن واشنطن قد تنشئ قاعدة جوية في الأراضي التي تسيطر عليها "قوات الحماية" التابعة لـ"PYD"، في حال امتناع تركيا عن السماح لها باستخدام قاعدة "إنجيرليك".
وأتى كلام "فيليبس" متزامنا مع إعلان "قوات سوريا الديمقراطية" المؤتمرة بأمر "الاتحاد الديمقراطي" عن سيطرتها على "مطار منغ العسكري"، وهو من أهم القواعد الجوية في شمال سوريا.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية