تعقيبا على زيارة الرئيس الإيراني "حسن روحاني" إلى إيطاليا، وقيام الأخيرة بتغطية التماثيل العارية إرضاء له، قلت لزميل لي وهو يحاروني: إن الغرب عموما -والقوى الاستعمارية منه خصوصا- هو خير من صنّع ولمّع الديكتاتوريين في منطقتنا، والأهم من كل ذلك أنه اخترع لكل نظام "بويا" خاصة به لتلميعه.
شرحت أكثر لزميلي: ألم يكن من السهل جدا على الطليان أن يلغوا زيارة المتحف المليء بالتماثيل العارية، وهي بالمناسبة جزء من تراثهم وثقافتهم التي يعتدون بها كثيرا ويرون التنصل منها عارا.. لماذا لم يتم إلغاء زيارة المتحف من جدول جولة "روحاني" لاسيما أن ذلك ممكن، بل ولن يؤثر إطلاقا على الزيارة، لأن المتحف ليس صرحا سياسيا ولا اقتصاديا، في زيارة اكتسبت طابعا سياسيا واقتصاديا واضحا.
ورددت وكأني استبق إجابة زميلي: طبعا الطليان لم يقدموا على هذه الخطوة، لأنهم بحاجة إلى توفير ملمع "بويا" من نوع خاص للرئيس الإيراني، الذي يحكم في نظام يستمد شرعيته من "دينيته" ويستند إلى "الطقوس" و"المظاهر" في الإمساك بزمام حوالي 80 مليون إيراني، وملايين أخرى من المقتنعين بـ"ولاية الفقيه" ودولته التي "لاتنطق عن الهوى".
وأضفت: لقد كان الشعب السوري وما يزال مشبعا بالنزعة القومية التي تصل حد الهوس أحيانا، ومن هنا كان الملمع الخاص بديكتاتورهم منصبا على مواقفه "القومية" و"مقاومته" للصهيونية، وكان الغرب لايوفر أي فرصة لإظهار "أبو سليمان" ومن بعده "أبو حافظ" كـ"أسود"، همهم الأول فلسطين وقلبهم يتحرق لتحرير الجولان وفك أسر اسكندرون وإعادة عربستان لعروبتها و"الجزر الثلاث" لخليجها العربي.. وظل الغرب مصرا على هذه "البويا" رغم أن الأسدين لم يحققا مما روجا له شيئا.
نعم ياصديقي إنها "البويا".. البويا التي تصنع في الغرب وتلمع بملمع خاص كل ديكتاتور يركب على ظهور بني الشرق، وستظل هذه "البويا" سلاح الغرب الأكثر استخداما في تصدير ديكتاتوريين جدد لمنطقتنا، كما هلك ديكتاتور أو سقط.
*عباس محمود - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية