أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

منظّم "سوريون ضد التحرش الجنسي": ليس هدفنا الاعتذار وإنما التضامن مع ضحايا "كولن"

لاقت حملة "سوريون ضد العنف" خلال 5 أيام من انطلاقها صدى وتفاعلاً كبيراً من الناس - ناشطون

رداً على الاعتداءات التي طالت عشرات الفتيات في مدينة "كولن" عشية رأس السنة نظّم عدد من الناشطين السوريين في ألمانيا مظاهرة بعنوان "سوريون ضد العنف" للتنديد بالحوادث المؤسفة التي جرت.

وحمل المتظاهرون السوريون أمام محطات القطارات الرئيسية التي شهدت حوادث التحرش لافتات كُتب عليها عبارات "سوريون ضد التمييز على أساس الجنس" أو "نحن نحترم القيم الألمانية".

فيما قام بعض الناشطين بتوزيع ورود على النساء والمارة في الساحة.


ويأتي هذا النشاط كجزء من حملة "سوريون ضد التحرش الجنسي" التي نظمها الناشط "صخر المحمد" وهو لاجىء جاء من مدينة حمص إلى ألمانيا منذ عام.

ويروي "المحمد" لـ"زمان الوصل" أن الحملة جاءت "بعد ازدياد الضغوط والحشد الإعلامي ضد السوريين في أعقاب أحداث كولن المشؤومة، ومحاولة إلصاق ما جرى فيها بالسوريين".

ويضيف: "كان من الواجب أن نتحرك ونرفض هذا الأمر لأننا نعرف يقيناً أن مثل هذه التصرفات غير الأخلاقية منافية لكل القيم والأخلاق التي اعتاد عليها السوريون". 

بدأت فكرة الحملة بعد أن نشر "صخر" منشوراً بالألمانية في مجموعة "شبكة كولن" على "فيسبوك" عرّف فيه بنفسه وأنه يسكن في "كولن"، واختار هذه المدينة لأن شعبها منفتح جداً على الآخرين وودود وطيب مع الجميع، مشيراً إلى أنه لم يخرج من منزله يوم رأس السنة.

ولقي هذا المنشور-كما يؤكد محدثنا- صدى إيجابياً بين الألمان ومن هنا- كما يشير– انبثقت في ذهنه فكرة حملة إلكترونية من شعاراتها "سوريون ضد الاعتداءات الجنسية" و"سوريون ضد التمييز الجنسي" لأن الألمان مثل غيرهم من الشعوب الأوروبية يعتبرون -كما يقول المحمد- أنه لو لم يكن هناك تمييز جنسي ضد المرأة ويُنظر إليها على أنها غير متساوية مع الرجل وأنها مجرد كائن للجنس لما كانت هدفاً للاعتداء". 

لاقت حملة "سوريون ضد العنف" خلال 5 أيام من انطلاقها صدى وتفاعلاً كبيراً من الناس، إذ شارك فيها حوالي 11 ألف شخص، وهذا الصدى شجع "صخر المحمد" على تنظيم مظاهرة بعد الترخيص لها وأقيمت بتاريخ 16/1 أمام المحطة الرئيسية في "كولن" وهو مكان حدوث الاعتداءات، وكانت الحرارة –كما يقول- دون الـ 4 مئوية.

وأردف صخر "تم في هذه المظاهرة توزيع 4000 منشور بأهداف الحملة و1000 وردة على النساء المشاركات فيها والمارات بالساحة، وخلت المظاهرة من وجود أي علم سياسي لأي جهة سياسيه فالهدف الأساسي كان هو التعبير عن إنسانيتنا بعيداً عن المصالح السياسية".

ولفت إلى أن "الحملة لم يكن الهدف منها الاعتذار عن ذنب لم نرتكبه ولأننا أصلاً لم نضع أنفسنا في موضع الاتهام، وإنما للتضامن ومواساة الضحايا وكنوع من التعويض عن التقصير الذي جرى في عدم حماية النساء اللواتي تعرضن لاعتداءات بحكم أن مجتمعنا يرفض هذا الأمر. 

وأشار "صخر المحمد" الى أن "الألمان كانوا مسرورين جداً من هذا النشاط الذي كان له دور إيجابي في تغيير نظرتهم تجاهنا، فالألمان ليس لديهم أي فكرة عن المجتمع السوري وعندما رأوا هذه الحملات وتجاوبوا معهم تغيرت نظرتهم نوعاً ما من التصور المسبق تجاه اللاجئين السوريين".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(200)    هل أعجبتك المقالة (193)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي