أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رمضــــــان في سوريا : " اللهم إني صــــــــــــــائم "


رمضان كريم ، هذا صحيح ، لكنه جاء هذه المرة على غير عادته ضيفا حارا  ثقيلا على كاهل المواطن السوري ، الذي ارتفعت درجة حرارته إلى معدلات قياسية بفعل حرارة الصيف أولا ثم لهيب الأسعار التي ارتفعت بشكل خيالي ثانيا ، وإلى سقف مازال مفتوحا حتى الآن ، فكل شيء ارتفع سعره في رمضان ، المواد الغذائية والألبسة و....الخ ، أما المواطن لا حول له ولاقوة ..... وكأنما حال لسان حاله يقول " اللهم إني صائم " ، فلا الشكاوى تجدي نفعا ولا الجدال مع التجار يحل المشكلة ، هو بين خيارين أحلاهما مر إما أن يشتري وإما أن يأكل خبزا وبطاطا ..

عدنان المحمود موظف يعمل ليلا نهارا ، وبالكاد يكفيه معاشه لمتطلبات أسرته من طعام ولباس ومستلزمات المدرسة والجامعة ، وفي حديثه مع (زمان الوصل) قال  : ارتفعت الأسعار إلى الضعف تقريبا ، كيلو الفروج يباع ب 145 ليرة سورية ( الدولار يعادل 46 ليرة سورية  )  والرز ب 100 ليرة سورية ،ولا يلتزم أحد بالأسعار التي حددتها وزارة الاقتصاد ومديرية التجارة الداخلية ، التجار جشعون وما من أحد يردعهم ، والرقابة تقول إنها ضبطت ووجهت وعاقبت و...الخ ، لكن عناصر الرقابة يأتون إلى السوق فإن وجدوا  أحد المخالفين رموا بضاعته على الأرض أو "أخذوا اللي فيه نصيب وذهبوا" ، وهكذا ..

وتشير أرقام المكتب المركزي للإحصاء إلى أن أسعار السلع والخدمات في الأسواق السورية ارتفعت إلى 32.39%  في حزيران الماضي ، في حين ارتفعت أسعار الأغذية إلى حوالي 46.65%  مقارنة بأسعار عام 2005 ،بمايعني أن أسعار الزيوت والدهون ارتفعت بمعدل   41% والفواكه بمعدل 80%  والخبز والحبوب 69%  ، الحلويات 43% ، الجبن والبيض 66% ، اللحوم 36% .

أما حسام فهو أب لسبعة أولاد قال بلهجة غلب عليها المرارة: ننظر إلى رمضان باعتباره شهر الخير والبركة، لكن يبدو أن البركة قد زالت مع فوضى الأسعار وغش التجار التي التهمت جيوبنا ولم تبق على قرش واحد ، الأغنياء لا يهمهم أما الفقراء فلهم الله .

وطالب حسام بتفعيل الرقابة ووضع آليات جدية لمعاقبة المخالفين ، وتفعيل دور الجمعيات الأهلية لحماية المستهلك ، وعدم جعل الرقابة مقتصرة على الجهات الحكومية ، مقترحا زيادة رواتب عناصر الرقابة لمنع الرشاوى والمحسوبيات حفاظا على شفافيتهم ونزاهتهم .

وأكمل حسام : ارتفاع الأسعار شمل جميع الأسواق بلا استثناء من سوق مخيم فلسطين إلى باب سريجة والدحاديل والشعلان ، وكل سلعة ارتفعت حوالي  25 - 50 % على الأقل ، وأغلب المواد تباع بسعر مخالف للسعر الذي حددته وزارة الاقتصاد مثلا كيلو البطاطا يباع ب 25 ل .س ، وصحن البيض ب 175 ل.س ، والفروج ب 325، أما الألبسة فحدث ولا حرج وكلما اقتربنا من العيد ارتفعت الأسعار بشكل جنوني.

كمال عوض معاون مدير التجارة الداخلية بدمشق أكد مرارا : أن المديرية تحاول تأمين مستلزمات المواطنين بأقل الأسعار ، قائلا : كثفنا عمليات المراقبة على السوق ، كما ضاعفنا حجم الدوريات على المراكز الأساسية ، وندعو جميع المواطنين إلى تقديم الشكاوي  في حال رأوا أي مخالفة والاتصال بنا على الأرقام المخصصة لذلك .

في حين قال عماد غليون عضو لجنة التخطيط والإنتاج في مجلس الشعب السوري لـ ( زمان الوصل ) :  يجب أن ننظر إلى الأزمة من جوانبها المختلفة ، فهي متعلقة بأمور إدارية وإجرائية ، فهناك عملية الاحتكار من قبل التجار ، رقابة السوق غير موجودة ، ولا تبذل الجهود الكافية لملاحقة مصدر الخلل ،فمثلا سعر القمح انخفض كثيرا ، فلماذا نجد أسعار المواد المتعلقة به مازالت مرتفعة؟
وأضاف غليون : نجد في الأردن كثيرا من المواد الرخيصة مقارنة مع سعرها في سوريا ، كالرز مثلا فهو يباع في الأردن بحوالي 60 ليرة سورية ، بينما يباع هنا ب 100 ليرة سورية ، وأعرف العديد من الأسر التي تشتري الرز من الأردن لرخصه .

وكانت وزارة الاقتصاد طلبت من المديريات والجهات التابعة لها ضرورة مراقبة الأسواق واتخاذ الإجراءات القانونية القاسية بحق المخالفين، وتوفير السلع الأساسية للمواطنين خلال رمضان وموسم المدارس  ، والحفاظ على استقرار الأسعار ، ودعت مديرية الجمارك إلى تشديد الرقابة على الحدود ومنع التهريب ، كما طلبت من مؤسس ة الخزن والتسوق عرض تشكيلة واسعة من الفواكه والخضار للحفاظ على توازن الأسعار في السوق الداخلية . في حين نوهت إلى ضرورة قيام اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة بتوجيه الفعاليات الاقتصادية للالتزام بالأسعار المحددة من قبلها.

كما وضعت مديرية حماية المستهلك في وقت سابق خطة قسمت شهر رمضان إلى ثلاثة مراحل حسب عادات الاستهلاك وهي: أول عشر ة أيام تخصص لمراقبة السوق وجميع أنواع السلع الغذائية من خضار ولحوم وفواكه، كذلك مراقبة المطاعم السياحية.

أما المرحلة التي تليها فتشمل الأيام العشرة الثانية من رمضان حيث يتم تكثيف الرقابة على الحلويات والمفرقعات و الألبسة إضافة إلى المواد السابقة .

وفي الأيام العشرة الأخيرة من رمضان تكثف الرقابة على جميع الأنواع السابقة إضافة إلى مستلزمات العيد وصهاريج المحروقات والباعة الجوالين ومحطات الغاز والوقود، مع تخصيص دوريات لمتابعة المراقبة بشكل فعال.

عمر عبد اللطيف - زمان الوصل
(136)    هل أعجبتك المقالة (203)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي