اختارت هيئة (index on censorship) الفنان السوري "مصطفى يعقوب" كمرشح لجائزة حرية التعبير ليفاجأ بعد فترة بأن لجنة الجائزة استبدلت به فناناً آخر.
ونشر الفنان يعقوب على صفحته خبر الاعتذار مشيراً إلى أن لجنة الجائزة استبدلته بالفنان "أيهم أحمد"، وهو عازف موسيقي لأنه يعزف ضد تنظيم "الدولة" التي قامت بتحطيم "بيانو" له.
وعلّق يعقوب ساخراً: "ماني مستغرب هالشي أبدا، فكل ما يهم اليوم هو داعش وبس، لا أسد ولا نمر ولا دب".
وتابع في حديث لـ"زمان الوصل": "أنا واثق إذا حدا ألّف رواية ضد داعش رح تاخد جائزة نوبل للآداب".
وحول تفاصيل ما جرى قال الفنان "مصطفى يعقوب" لـ"زمان الوصل" تواصل معي المسؤول عن الترشيحات في الهيئة (ديفيد هاينمان) وأخبرني بأنهم يتشرفون بترشيحي لجائزة حرية التعبير وأنهم يريدون ايميلي وعنوان بأسرع ما يمكن لاستكمال البيانات والمعلومات، فأرسلت لهم إيميلي منتظراً أن يردوا، وبعد أن طال الوقت اعتقدت أن الأمر مزحة أو مقلب رغم أن إيميلهم كان رسمياً وصادراً عن الهيئة ذاتها.
ويردف محدثنا: "أرسلت لهم بعد ذلك رسالة استيضاح فرد علي "ديفيد هايمنمان"، بتاريخ 27 أكتوبر 2015 مبدياً أسفه ووعدني بالتواصل معي وتزويدي بتفاصيل، ما حدث غير أنه لم يرد منذ ذلك الوقت. وعلمت فيما بعد أنهم رشحوا فناناً موسيقياً من مخيم "اليرموك"، ثم تلقيت بعد ذلك رسالة من الهيئة المذكورة يعلنون أسفهم عن استبعادي من الترشيح لأن قائمة الترشيح اكتملت".

وبعيداً عن موضوع الترشيح للجائزة والموقف الذي تعرض له تحدث الفنان "مصطفى يعقوب" وهو فنان هاوٍ ومهندس اتصالات من مدينة دير الزور عن جوانب من تجربته الفنية التي كرّسها في السنوات الأخيرة للأحداث الدامية في سوريا.
يقول يعقوب: "مع بداية الأحداث الدامية في الثورة السورية كنا بحاجة للفن ولوسيلة نشرح من خلالها أنفسنا للعالم بلغة تخاطب قلوبهم ومشاعرهم".
ويضيف يعقوب: "آنذاك قررت أن أتولى هذه المهمة واخترت الفن الرقمي لملائمته الكبيرة لهذه المرحلة كسرعة إنتاج اللوحة ونشرها وانتشارها على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويتابع محدثنا: "بعد فترة من تجربتي لاقت لوحاتي انتشاراً وتفاعلاً كبيرين بين الناس مما زاد في رغبتي بأن أستمر ولا أتوقف".
وكشف الفنان يعقوب أن الأمن السوري بعد سنة وأربعة شهور من تجربته بدأ يبحث عنه: "أدركت في هذه اللحظة أن حياتي أصبحت في خطر، فإما أن أصمت أو أُقتل تحت التعذيب كما حدث لصديقنا البطل الرسام أكرم رسلان أوالخروح من سوريا فاخترت الخيار الأخير".
بعد خروجه من سوريا إلى لبنان بداية قدم الفنان يعقوب طلباً للسفارة الألمانية للحصول على فيزا لدراسة الماجستير في هندسة الاتصالات وبالفعل سافروتفرغ بشكل أكبر للثورة –كما يقول.
ويردف: "أدركت بعد فترة أنني أعشق الفن أكثر من الهندسة، فقررت السفر للولايات المتحدة الأمريكية لدراسته".
ولفت محدثنا إلى أنه بالفعل بدأ يحضّر لدراسة هذا المجال إلى جانب عمله بشكل جزئي كمحاسب في شركة تجهيزات للتكييف والتبريد ليمول نفسه مادياً بهدف الاستمرار باتجاه ما يطمح إليه.

وحول تطور تجربته الفنية وتأثير البيئة الجديدة عليه أكد الفنان يعقوب أن أعماله في ألمانيا ومن ثم في أمريكا تطورت فأصبحت أكثر نضجاً، ويفسر ذلك بأن "رؤية الأحداث وما يحصل في سوريا اختلفت وأصبحت أكثر وضوحاً من بعيد".
بالإضافة -كما يقول- لهامش الحرية الكبير الذي نتمتع به هنا ولم يكن موجوداً هناك، وأيضاً ازدياد مشاعر الحنين للوطن والحزن لما يحصل فيه من فظاعات ومجازر وتشريد، وكل هذا-بحسب رأيه "كان وقوداً ومحركاً للفنانين السوريين اللاجئين على المستوى العاطفي".
ولفت الفنان الشاب إلى أن "قيمة السوريين في المغترب وكيفية تفاعل الناس في الغرب مع القضية السورية. وفهم عقلية تفكير المتلقي الغربي من خلال التماس المباشر معه، كل ذلك أثّر–كما يرى- في رفع مستوى العمل الفني وارتقائه من المحلية للعالمية، ليكون فناً راقياً يحمل رسالتنا وقضيتنا السورية بلغة مفهومة للجميع".
وأنجز الفنان "مصطفى يعقوب" العديد من الأعمال الفنية المميزة ومنها تصميم شعار مجزرة الكيماوي الذي انتشر عالمياً، ولوحة كأس العالم ينفجر في سوريا، التي تواصلت منظمة اليونيسيف في ألمانيا معه من أجل طباعتها ونشرها في ساحات ألمانيا، ولكنهم –كما يشير- تراجعوا عن ذلك لأن ألمانيا ربحت كأس العالم ولم يرغبوا بوضع انفجار في الشوارع"، مفسراً الأمر بـ"الحظ السيء" كما حصل في قصة ترشيحه لجائزة التعبير.
ومن أعمال "يعقوب" المميزة "لوحة التغريبة السورية"، التي تواصلت معه بشأنها عدة جهات إعلامية أمريكية من أجل طباعتها ونشرها في واشنطن لدعم قضية اللاجئين السوريين.
ودُعي الفنان "يعقوب" لعرض أعماله في مؤتمر news x change أمام أغلب وسائل الميديا العالمية، كما شارك في العديد من معارض الفن حول العالم في كل من فرنسا و سويسرا واسبانيا وتركيا.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية