أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

كرامي : الأسد قريبا في السعودية

الأسد مرتاح.. ولولا سوريا لما حصلت المصالحة

اوضح الرئيس عمر كرامي ملابسات زيارته لمصر وإيران : «سألونا وشرحنا: في لبنان السعوديّة لها ناسها تؤثّر فيهم وسوريا كذلك. والطرفان مختلفان، وخلافهما ينعكس عندنا، وهذا حاصل».


ويبرّر قلقه بالقول إن «الأجواء الآن غير مهيأة لمصالحة عربيّة ـــ عربيّة.

كذلك فإن إسرائيل يهمها أن يبقى لبنان مفككاً، والمقاومة مستهدفة. وجميع المتضررين لن يرحمونا، والوضع الداخلي متأزم والإعلام متوتر وكل ذلك يقود إلى ما لا تُحمد عقباه».

يقول كرامي إن المصريين طرحوا المخاوف من حصول فتنة سنيّة ــ شيعيّة، وهي لا تعالج برأيهم «إلا بتوحيد الطائفة السنية لتكون عنصر الاعتدال.

قلنا لهم إن مفتاح الحلّ هو بالمصالحة السوريّة ــ السعوديّة، وأنا لا أعرف ماذا سيفعل المصريون، ولكنهم أبلغوني أنهم سيدعون جميع القادة السنّة، لكنني لم أرَ أنهم فعلوا ذلك حتى الآن».


ويضيف: «المصريون مقتنعون بأن توحيد السنّة لا يكون تحت عباءة سعد الحريري وحده. وهذا ما ظهر خلال المصالحة الطرابلسيّة.

وأنا لا اعرف إذا كان هناك تباين بينهم وبين السعودية، ولكن ما أعرفه هو أن السعوديّة لم تعد قادرة على أداء دور الحكم بين جميع الأطراف، لأنها أصبحت طرفاً، وما تطرحه مصر يؤهلها لتؤدي هذا الدور».


وينفي أن يكون قد نقل رسائل بين مصر وسوريا، أو بين مصر وإيران.

كما أشار انه سأل المصريين عمّا إذا نسقوا مع السعوديين في خطوتهم الانفتاحيّة هذه فكان «جوابهم مبهماً».

واضاف عندما ذهبنا إلى إيران ـــ يضيف كرامي ـــــ كان حديث المسؤولين هناك «في العموميات، ولا يوجد لديهم طرح أو مطالب، ويرون أن إسرائيل هي الخطر الأكبر، وأنا قلت إن هناك ما قلته في مصر من أن الأمور معقدة والوضع قابل للاشتعال».


كما نقل عن الإيرانيين تحضيرهم الكامل لمواجهة إسرائيل، رغم وجود اقتناع عندهم بأن «إسرائيل غير قادرة على ضرب إيران أو لبنان، لأنها لا تحتمل خسارة جديدة».


«السوريون مرتاحون». عبارة قالها كرامي : «لقد كسروا الطوق. وما يجري في المنطقة والعالم يبدو لمصلحتهم.

من الانتخابات الأميركيّة وصولاً إلى ما حدث في جورجيا، كذلك فإن وضع الأميركيين سيئ.

الأمور تجري لمصلحتهم ومصلحة الخط الوطني في لبنان». وينقل عن الرئيس بشار الأسد قوله إن السوريين «لم يدخلوا المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، إلّا بعدما حصلوا على الموافقة بأن الانسحاب من الجولان يعني العودة إلى حدود الرابع من حزيران 1967، والسوريون قدّموا ست نقاط يجري البحث فيها».


ومع أن كرامي لا يملك معطيات عن تطور في العلاقات السورية ـــ السعودية، إلا أنه يؤكد نبأ زيارة الرئيس السوري إلى السعوديّة «ولكن كما فهمت هي ليست زيارة رسمية أو لمقابلة الملك بل لأداء العمرة».


ويرى كرامي أن مستقبل العلاقات اللبنانيّة ـــ السورية جيد «وليسة كما يراها البعض فزاعةً، فهم ليسوا بوارد الدخول العسكري مجدداً إلى لبنان ومن بوابة الشمال، لأن دخولهم في المرة الماضية أتى بغطاء دولي وعربي وطلب لبناني. ما قاله لي الرئيس الأسد أنه يريد الاستقرار في لبنان وما خوفه من الفتنة إلا لكونها سوف تصيب سوريا إذا ما حصلت».


كما كشف كرامي وجود الكثير من طالبي المواعيد في سوريا من أصحاب «عرض العضلات» ضد السوريين، وقد لا يخطرون على البال، ومن لا يذهب منهم «يوفد من يحمل منه الرسائل».


ويعتقد كرامي أنه مثلما هناك اقتناعات في سوريا، هناك اقتناع في لبنان بأن العلاقة يجب أن تكون جيدة، وإلا لا لبنان ولا سوريا سيرتاحان.

لم يحمل كرامي معه عتباً على السوريين، فـ«الرئيس بشار ليس مسؤولاً عن كل ما كان قائماً في الحكم الذي سبقه، وهو ينتقده أكثر مما ننتقده نحن. وأنا شكرته على الموقف من مصالحة طرابلس، فلولاهم لما كانت المصالحة لتتم، ولولا الضوء الأخضر لما أتى علي عيد».

نفى الرئيس كرامي أن تكون هناك دعوة لزيارة السعوديّة. «لدينا علاقة مع السفير السعودي في بيروت. وهناك صداقة معهم، وقد تبرعوا لنا بمليون ونصف مليون دولار للجامعة ونحن نشكرهم، أما في السياسة، فلا علاقات إلّا مع السفير، وهي في الحقيقة لياقات أكثر منها سياسة، وإذا وُجِّهَت إلي الدعوة، فأنا جاهز لتلبيتها، لكنني لم ولن أطلب».

و انتقد  آليّة التنسيق القائمة بين أطراف المعارضة. ويراها ضعيفة، فالتنسيق كان في العناوين الرئيسيّة دون التفاصيل، رغم أن التفاصيل مهمة جداً. «وأنا بقيت على تنسيق دائم ومباشر مع السيد حسن نصر الله فقط، أمّا مع بقيّة أطراف المعارضة فعبر الموفدين».

يعد الرئيس عمر كرامي من أحد السياسيين القلائل الذين يتعاطون السياسة بشفافيّة. ترأس الوزارة مرتين خلال 15سنة، وفي المرتين طارده شبح رفيق الحريري.

في الأولى، عام 1992، ترأس حكومة من أجل «سحب سلاح الميليشيات وتثبيت الأمن» قبل أن تنهار «بمؤامرة الجميع يعرفها» ليفتح الباب أمام وصول الحريري إلى هذا الموقع.

والمرة الثانية كانت عام 2005، فجاء اغتيال الحريري، ليهتز البلد كله ويخرج كرامي من الحكم.
في الأعوام الماضية، تراجع عن المشهد الأمامي، لكنه لم يخرج من السياسة ومن الأحداث.

وخلال الأسابيع الأخيرة، برز لاعباً أساسياً. زار مصر وإيران وسوريا،بدعوة منهم .
 

زمان الوصل
(122)    هل أعجبتك المقالة (123)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي