إعلاميان هولنديان يقومان بتجربة لكشف تأثير الأحكام المسبقة بحق الإسلام

قام إعلاميان هولنديان بتجربة كشفت جانبا من تأثير الأحكام المسبقة على العقول في مجتمعهم، عن طريق تقديم مقتطفات من الإنجيل على أنها من القرآن.

وعمد الإعلاميان في بداية تقريرهما إلى التنويه بالربط الجائر بين أحداث باريس الأخيرة والإسلام، وكيف أدى ذلك إلى موجة متجددة من العداء تجاه المسلمين.

وقال الإعلاميان إن الهجمة التي تعرض لها الدين الإسلامي جعلتهما يتساءلان أيضا: ماذا عن المسيحية "الدين الذي تأثرت به ثقافتنا بقوة"؟، وجاء الجواب عبر شراء نسخة من الإنجيل واستخراج بعض الفقرات منه.

ولم يكتف الإعلاميان بذلك بل عمدا إلى تغليف الإنجيل بغلاف عليه عبارة تشير إلى أنه "القرآن المقدس"، ووضعا علامات على بعض الفقرات، ثم نزلا إلى الشارع يقرآنها للمارة على أنها آيات من القرآن، وهما يراقبان ردات الفعل.

قرأ الإعلاميان فقرة جاء فيها: إذا رفضت أوامري وأبغضتها، سوف تأكل لحم ابنك ولحم ابنتك، وهنا بدت ردات الفعل المستهجنة على الوجوه، تماما كما بدت عند قراءة فقرة أخرى تنكر حق المرأة في التعلم.

وأبدت عجوز صدمتها من سماع عبارة: "يجب أن تقطع يدها، لاتسامحها"، التي تلاها الإعلاميان على أنها من القرآن.

وختم الإعلاميان بقراءة فقرة تفرض حد القتل بحق أي رجلين يمارسان الشذوذ.

وبعدها بدأ الإعلاميان باستيضاح آراء الناس حول ما سمعوا، فقال أحدهما إن هذا شيء يدعو للسخرية، وقالت أخرى بلهجة مستنكرة: كيف لشخص أن يؤمن بمثل هذه الأفكار؟!، بالنسبة لي لا أستطيع.

وعلقت ثالثة: قطع الأيادي.. هذه هي حقيقتهم، وزاد أحدهم: إذا نشأت على هذا الكتاب وهذه المعتقدات فسوف تؤثر على طريقة تفكيرك.

ثم انتقل الإعلاميان إلى مرحلة جديدة بسؤال الناس، عن مقارنة ما سمعوه من عبارات بما ورد في الإنجيل، فاتفق عدة أشخاص على أن الإنجيل إيجابي وهو أكثر رحمة وأقل عدوانية، حسب وصفهم، معتبرين أن القرآن "كتاب قديم" ينبغي "التخلص" منه، وعلى المسلمين الاندماج في الآخرين.

وقبل نهاية التقرير وضع الإعلاميان الحقيقة أمام أعين الناس، فأزالوا الغلاف، وأوضحوا أن ما كانوا يقرؤون منه هو نسخة من الإنجيل، فجاء ردود الفعل على الشكل التالي: اللعنة، هل تمزح!.. ما هذا تباً!.. أوه، لم أتوقع هذا على الإطلاق.. هذا لايصدق، هذا حقا مقرف.. هل أنت جاد؟!.. كل هذا كان حكما مسبقا، أحاول تجنب الأحكام المسبقة، لكن يبدو أنني فعلت ما كنت أحذره.. هناك بالطبع أشياء تخضع لتأثير الإعلام.