كل هذا الضجيج الإعلامي والشعبي حول أزمة الكهرباء المفاجئة ...والسيد ((وزيرها ))يلتزم الصمت المطبق ..وربما الاختباء !!!
هو ,في الأغلب لن يكلف نفسه عناء الخروج إلى الناس إلى عامة الناس ليشرح لهم أسباب هذه الأزمة ولماذا حدثت ؟وكيف؟ ومن هو المسؤول عن ذلك؟
وهو لن يعقد مؤتمر صحفيا يقول فيه للناس أنه وضع خطة عاجلة لمعالجة الخلل الحاصل في شبكة الكهرباء وأنه يبذل قصارى جهده لحل هذه الأزمة بشكل نهائي .
وهو لن يصدر بيانا يتحدث فيه إلى الناس عن حالة الكهرباء واضعاً إياهم في إطار الصورة الحقيقية للأزمة ,ويعتذر فيه عن التقصير الذي ارتكبته وزارته والذي سبب كل هذه المعاناة للمواطنين .
هو لن يفعل كل ذلك لأنه يعرف أن الشعب السوري شعب طيب وصبور وينسى بسرعة .
نحن طيبون يا سيادة الوزير ..لكن عندما تنقطع أرزاقنا بسبب انقطاع الكهرباء فإننا مضطرون أن نصبح قساة.
نحن صبورون يا سيادة الوزير ..لكن عندما يتواطأ ضدنا انقطاع الكهرباء مع حر الهجير فإن صبرنا يذوب ويتبخر .
نحن ننسى بسرعة يا سيادة الوزير ...لكن عندما يصفعنا مسؤول ما بكل هذا الاستهتار والتجاهل فإننا نذكره ولا ننساه أبدا ...
لقد أخطأت يا سيادة الوزير أكثر من خطأ ..وكل خطأ أفدح وأخطر من الذي سبقه ..
فقد أخطأت أولا عندما سمحت للأزمة أن تحدث بهذا الشكل المفاجئ .ولا أستبعد أن تكون قد تفاجأت بحدوثها كما تفاجئ بها أي مواطن عادي..وكان عليك ومن واجبك أن تكون على دراية تامة بواقع الكهرباء وأن تدللك المعطيات التي بين يديك على أن ثمة أزمة ستقع وأن تقوم من ثم بتنبيه المواطنيين و تحذيرهم كي لا يأخذون على حين غرة وتصبح حياتهم فوضى بسبب ذلك .
وقد أخطأت ثانية باختيارك السيء لطريقة إدارة الأزمة فلم تتبع نهج الشفافية والمصارحة مع المواطنيين ووسائل الأعلام ولجأت بدل ذلك إلى تضليلهم والتلاعب بهم .
وقد أخطأت ثالثا باستهتارك اللامحدود بمعاناة المواطنين فلم نلمس لديك إرادة حقيقية للتخفيف من هذه المعاناة سواء بقول الحقيقة لهم أو بالعمل الجاد للتقليل قدر الإمكان من تأثير انقطاع الكهرباء عليهم وعلى عملهم.
وقد أخطأت رابعا بقبولك أن تتنعم في مكتبك أو منزلك بنعمة الكهرباء بينما يشقى كافة المواطنين بسبب انقطاعها عنهم .
وقد أخطأت خامسا لأنك حتى الآن لم تقدم استقالتك وقد كان عليك أن تفعل ذلك منذ اليوم الأول للأزمة فماذا تنتظر ؟
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية