هاتفني حسن نصر الله.. عدنان عبدالرزاق*

رقم خاص، ترى لمن؟، لم أره منذ هجرت "سيرياتيل وأريبا" ولم يهاتفني ذو شأن ومنصب.

ألو من؟

مكتب السيد

أي سيد منهم يا سيد؟

السيد حسن يريد أن يكلمك، ونتمنى السرية وعدم تسجيل المكالمة.

ثوان وإذ بأبي هادي، بصوته ولثغته يكلمني، وبعد الترحيب والمجاملة وقطع الطريق عليّ لأي عتاب وعداوة، طلب أن أكتب له كلمة بمناسبة أربعينية الإمام الحسين رضي الله عنه "تأخرت بالظهور لأسباب كثيرة، منها عدم ثقتي بمن يكتب لي الكلمة..فهلا ساعدتني، ومرر فيها بنعومة، ما تريد عن الثورة وسوريا وبشار الأسد".

لا أخفيكم، راقت الفكرة لي، فأن يقول نصر الله ما أريد، فهذا انقلاب وصفعة للمغيبين في آن.

كتاجر يبازر بدأت بالمناورة، حول ماذا تريد أن تتمحور الكلمة؟ 

أجاب، "أولاً حول مناسبة أربعين الإمام الحسين عليه السلام".

قلت، أيعقل وبعد 1400 سنة، تحتفل بيوم أربعين سبط الرسول عليه السلام، وجل من تخاطبهم لا يعلمون متى توفى الله الرسول الذين تزعمون حبكم للحسين لأنه سبطه، وأيضاً، ما الفائدة من إحياء فكر المظلومية وتكريس الدموية والفرقة، بواقع صار الشرق، بمذاهبة، برميل وقود على نار هادئة.

بشيء من عصبية الدبلوماسي وحرص صاحب الحاجة أجابني، لكنه طقس يقوم به المسلمون وليس الشيعة فقط، منذ جابر بن عبد الله الأنصاري، فكيف أحيد عنه وقد ترددت وتأخرت أربعة أيام.

وأردف.. نوّه للمناسبة مروراً، دون التطرق إلى موكب السبايا وحكاية مفترق الطرق، كي لا نعيد ما نذكره كل عام ولئلا نكرس الفرقة ونزكي الأحقاد.

لو وافقت مجازاً، ماهي النقطة الأخرى بالكلمة؟

أجاب تعيين رئيس الدولة اللبنانية، وتطرق إلى موافقتنا وإن لم نعلنها حرصاً على لبنان وشعبه..يعني رشرش شوية وطنية وشعارات.

ولكن تم إقصاء الجنرال والحديث عن توافق رئيس تيارالمردة وسعد الحريري، فإن وافقتكم فهذا يعني أنكم توافقون على رئاسة الحكومة للحريري وتتوافقون مع موقف السعودية.

يا أخي لماذا أكلمك إذاً؟ قال وأردف كمبازر مضطر، "جد لها تخريجة"، على اعتبار فرنجية صديق بشار وأننا بحلف مقاوم واحد، وكما قلت، ليكن الحديث عن لبنان وخروجه من أزماته وديونه والفراغ وأننا نتنازل كرمى للشعب.

وحاول ألا تتطرق لكل ما يؤكد فشلنا وانجرارنا لمشروع غير عربي وخاسر، ونكشاتك بلاها فلا صفقة النصرة وتبادل الأسرى ولا إبعادنا عن الساحة السورية ولا عدد القتلى..ولا حتى ما نعانيه من قلة دعم مالي من الجمهورية الإسلامية.

هذه سهلة، وما النقطة الثالثة؟

أجاب: تحدث لربع ساعة عن اليمن وقتل السعودية الوهابية للشعب ووقوف الجمهورية الإسلامية إلى جانب الحق ودعم اليمنيين بالطعام والدواء.

وكم دقيقة عن ثورة البحرين التي قمعتها دول الخليج، وضرورة أن يكون الشعب صاحب القرار وكفاه ملوكاً وتوريثا.

ولكن يا ابن الحلال، لم يبقَ الحوثيون ما يبرر تنبي موقفهم، كما ثمة تناقض في وقوف إيران مع الحوثيين هناك ووقوفهم ضد السوريين هنا، فهنا وريث بدولة جمهورية قتل شعبه حتى بالكيماوي، فهذا يعني، عدم المؤاخذة، أن الموقف مرده روحي عقائدي.

عدت لوضع العصي بعجلة الخطاب، قلت لك، لذا أستنجد بك.

لنمررها، قلت، وغيرها، إلام تريد الإشارة.

قال: ربع ساعة لما يجري بسوريا، من وقوف روسيا لجانب الشعب ضد المؤامرة الكونية وضد التطرف والراديكالية، وإن أكثر من ربع ساعة لا ضير، اكتب لي نقاط ارتكاز وأنا أرتجل.

ولكن روسيا لا تقصف المتطرفين وليست ضد المؤامرة الأمريكية والامبريالية، بل تنفذ ما دفعت إليه ويخدم بالنهاية أهداف إسرائيل.

وأضفت بصوت عال رداً على ادعاءات نصر الله أن الصوت ضعيف ولا يكاد يسمع ما أقول: روسيا نسقت مع إسرائيل وأقامت حلفاً وغرف عمليات وتنسيقات، بل وضربت إسرائيل أسلحة بطريقها إليكم، ولم تتحرك منظومات "إس" الروسية، فكيف سنجد تخريجة، سواء لدعم إسرائيل بقاء الأسد أو ضربها لمواقعه أو تحالفها مع روسيا، وتعلم أن إسرائيل شيطان أصغر.

لم أعد أسمعك، بصوت خافت قالها وكأنه يريد الهروب.

فقلت بصوت مرتفع ربما سمعه دون هاتف، روسيا يا مولانا أجهضت مشروع الجمهورية الإسلامية وذهب قتلاكم وقتلى إيران دونما ثمن، يعني باللهجة البيروتية "كبت على أردافكم ماء باردا" وتسعى لاحتلال سوريا بمفردها وربما تترك الوريث كأداة لأجل، وسيأتيكم صديق الوريث رئيساً، فتقعون بين فكي كماشة ويزول مشروع الممانعة وربما تزولون معه.

هل نقلب الطاولة على روسيا وإيران ونقول إنكم صحوتم من تغرير فارسي ووعود روسية وستقفون لجانب حق السوريين بثورتهم وكرامتهم وتعتذرون وتطلبون السماح؟....وقبل أن أكمل بتهكمي شعرت أني أكلم نفسي وليس من أحد على الطرف الآخر..!