أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"زمان الوصل" تحاور الضابط الذي استهدف سيارة سليماني في ريف حلب بصاروخ "تاو"

الحمصي: ما زال الثوار قادرين على صد هجمات النظام ومرتزقته، وعلى شن هجمات معاكسة

قبل نحو 20 يوما استهدف الثوار في ريف حلب الحنوبي سيارة مصفحة كانت تقل ضباطا رفيعي المستوى، قيل حينها إن من بينهم قائد مليشيا فيلق القدس قاسم سليماني، ومن يومها لم تهدأ الأخبار التي يتم تناقلها عن سليماني، حيث ترى بعضها أن الجنرال المجرم خر صريعا من أثر استهدافه، بينما تقول أخرى إنه يعاني إصابة بليغة.

"زمان الوصل" حاورت الملازم أول المنشق "أبو المجد الحمصي" قائد كتيبة مضاد الدروع في جيش النصر، الذي استهدف بنفسه تلك السيارة بصاروخ "تاو"، وسألته عن ملابسات وظروف الاستهداف، وعن وضع جبهة ريف حلب الجنوبي، وأمور أخرى.. فإلى تفاصيل الحوار.

**هل لك أن تبين لنا ما الذي جعلك ترجح وجود قاسم سليماني في السيارة المستهدفة، وهل كان استهدافك لها عن سابق رصد وتخطيط؟
بعد انطلاق الهجمة الهمجية على ريف حلب الجنوبي مدعومة بالمليشيات الشيعية، من إيرانيين وعراقيين وأفغان بالذات، طلب منا ثوار الريف الجنوبي المؤازرة، فقمنا بتلبية النداء.

عند وصولي شخصيا إلى الجبهة، وبعد الرصد والمتابعة، تبين لي أن سليماني حضر قبل يوم واحد من استهدافه اجتماعا في مسجد بلدة الحاضر، وهذه البلدة لاتبعد سوى مسافة مسافة بسيطة عن تلة العيس التي استهدفت قربها سيارة الجيب المحملة بضباط إيرانيين.

طبعا كنت قبلها أراقب جبهة القتال في المنطقة بشكل متواصل ومركز، وقبل تدميري لسيارة الجيب بدقائق كنت قد استهدفت رشاشا مزدوجا من عيار 14.5 وبقربه سيارة ذخيرة ومجموعة عناصر للنظام، وذلك على مدخل "برنة" الغربي، وبلدة "برنة" تقع جنوب تلة العيس، شرقي طريق حلب-دمشق الدولية.

بعد استهدافي للرشاش وسيارة الذخيرة، لاحظنا وجود بلبلة وحركة مضطربة على جبهة العدو، وجاءت سيارة الجيب المميزة لتتفقد الوضع هناك، ومرت من المدخل الغربي لبلدة "برنة" الواقع تحت سيطرتي نارياً بواسطة صاروخ "تاو"، وعندما وصلت الجيب إلى المكان فوجئت بوجود دخان يتصاعد من آليتين تحترقان، فعادت إلى الخلف وسط ارتباك واضح على حركتها.

ومن خلال شكل السيارة وتميزها، ومن خلال الرصد والمتابعة الدائمة، وصلني خبر عبر القبضات بوجود ضباط إيرانيين على الجبهة، فسارعت إلى استهداف السيارة بصارخ "تاو"، وقد حققت فيها إصابة ممتازة، حيث ظهر لدي على منظار الصاروخ 4 شخصيات، 3 منهم قتلوا، والرابع الجالس قبالة السائق أصيب ونزل من السيارة وزحف على الأرض قبل أن يأتي عدة عناصر ويسحبوه بعيدا.

في مساء نفس يوم الاستهداف الواقع 14 تشرين الثاني/نوفمبر، وصلتنا معلومات من مشفى حلب تفيد أنه تم إسعاف 4 أشخاص 3 منهم قتلى، والرابع مصاب، وأن عملية الإسعاف رافقها تشديد أمني وتطويق للمشفى.

وأود الإشارة أن لحظة ارتطام الصاروخ بالسيارة اعطتني انطباعا بأنها سيارة بالغة التصفيح وثقيلة، فالصاروخ على قوته لم يؤد إلى انقلاب السيارة، ولكن الإصابة كانت محققة في الأشخاص الذين يستقلونها.

**ولكن الأنباء ما تزال متضاربة حول مصير سليماني، فبعضهم يقول إنه قتل وآخرون يرون أنه مصاب، ويختلفون في مدى إصابته بين بالغة وطفيفة، فمن واقع رصدك الميداني خلال وبعد إطلاق الصاروخ، ما الرواية المرجحة لديك؟

سبق أن قلت إن إصابة الأشخاص الذين كانوا في سيارة الجيب كانت محققة، وإذا ما قاطعتَ هذا الواقع مع أنباء المعارضة الإيرانية التي تحدثت عن إصابة بليغة تلقاها سليماني، فإن الكفة تميل لترجيح إصابته بشكل مؤثر.

من الطبيعي أن تنكر إيران والمليشييات الشيعية خبر إصابة سليماني، لأن هذا الشخص له رمزية كبيرة، وأي كلام عن إصابته وسط الحملة الشرسة على ريف حلب سيؤثر على معنويات المليشيات، وهكذا فإن إيران تحاول إنكار هذا الأمر أو إخفاءه وتأجيله لوقت آخر، ريثما تخف صدمة النبأ، أو يتم معالجة سليماني إن تمكنوا من ذلك.

وأنا أؤكد من جديد أن دقة الإصابة في استهداف سيارة الجيب كانت عالية، وفق ما يوضح المقطع الذي وثق العملية، وقد سددت الصاروخ في النقطة التي ترفع احتمال القضاء على كل من كان بداخل العربة.
وأخيرا، أؤكد أن الثوار استطاعوا خلال معارك ريف حلب الجنوبي قتلوا أكبر عدد من الضباط الإيرانيين مقارنة بغيرها من المعارك على الجبهات الأخرى، وما ذلك إلا لاعتمادنا استراتيجية التنصت ومراقبة تحركات السيارات الفخمة والمميزة، واستهدافها فورا بصواريخ مضادة للدروع.. وهكذا فإن من قتل هذه الحصيلة من ضباط إيران لن يكون صعبا عليه قتل سليماني إذا وقع في مرمى نيرانه.

**هل تعتقد أن هلاك سليماني -إن تأكد- سيكون له تأثير كبير على عموم المليشيات الشيعية في سوريا، أم إن إيران ستستطيع ملء الفراغ بضابط آخر مكانه؟
سليماني ليس قائد مجموعة أو سرية، بل قائد فيلق القدس المعروف بجرائمه ومجازره الرهيبة في سوريا والعراق، وقد تنقل بين عدة جبهات في سوريا، وآخرها جبهة ريف حلب الجنوبي، حيث وثقت الصور وجوده هناك.

وسليماني بما لديه من رمزية وتاريخ، لاشك أن مقتله أو غيابه عن ساحات المعارك سيترك تأثيرا بالغا على مرؤوسيه من ضباط وعناصر، وقد لاحظتُ شخصيا أن مجريات معركة ريف حلب الجنوبي تبدلت عقب استهداف السيارة التي كان فيها، وتحولت من هجوم إلى دفاع، واستطاع الثوار الإمساك بزمام المبادرة والتقدم إلى مواقع سبق أن سيطر عليها النظام ومليشياته.

** من واقع وجودك على جبهات ريف حلب الجنوبي، كيف تقيم واقع المعارك في هذه المنطقة التي تشهد وما زالت معارك عنيفة؟
الطابع الغالب على معارك ريف حلب الجنوبي هذه الأيام هو سمة الكر والفر، وهذا الأمر جاء بعد جهد جهيد وعمل شاق لامتصاص الصدمة الأوىلى لحملة النظام وأعوانه وصدها، وهي بالمناسبة هجمة شرسة وضخمة تقدر بآلاف العناصر، مع غطاء ناري كثيف ودعم جوي كبير، إلى درجة اجتماع 12 طائرة حربية في الأجواء بآن واحد.

وعلى العموم، كان حرص النظام واضحا على عدم الاقتحام بدباته ومدرعات في المنطقة، مخافة أن يتعرض لمجزرة تؤدي لتدميرها، وهو يعلم توفر الصواريخ المضادة للدروع، ومن هنا كانت حصيلة الدبابات المدمرة قليلة مقارنة بضخامة المعارك.

واعتمد النظام والمليشيات المعاونة له على خطة تقضي بزج أعداد كبيرة من المشاة، يتقدمون تحت غطاء ناري كثيف، بعضهم باستخدام دراجات صحراوية رباعية الدفع.

ومع كل هذا ما زال الثوار قادرين على صد هجمات النظام ومرتزقته، وعلى شن هجمات معاكسة ونصب كمائن قاتلة تستجر المرتزقة إليها، ومازالت جبهة ريف حلب الجنوبي مشتعلة، لكن ما شتت بعض الجهود والتركيز اشتعال جبهات الريف الشمالي مع داعش (تنظيم الدولة)، ومع ذلك مازلنا قادرين على إحباط خطط النظام، لاسيما فتح الطريق نحو بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين.

كما إن اشتعال معركة ريف اللاذقية كان له أثر على جبهة ريف حلب الجنوبي، لناحية توزيع العناصر والعتاد، ومع ذلك تغلبنا على الأمر عبر التنسيق، ووصلنا إلى صيغة لتوزيع العتاد على جبهات أرياف اللاذقية وحماة وحلب.

وأخيرا فإن الخسائر البشرية للنظام والمليشيات الشيعية على جبهات ريف حلب الجنوبي هي خسائر كبيرة، ونحن نحصي يوميا ما بين 10 و12 قتيلا من عناصر النظام ومليشياته، فضلا عن تدمير مركبات، وقتل وجرح ضباط إيرانيين بالذات.

** باعتقادك ما هي الشيفرة أو كلمة السر التي يمكن أن تجعل كفة الثوار راجحة بشكل كبير في مختلف الجبهات، لاسيما جبهة ريف حلب؟

أعتقد أن الشيفرة المعقدة ومستحيلة الحل تتعلق بمضادات الطيران، علما أن مضاد الدروع متوفر وله دور بارز في ميدان المعارك، أما بالنسبة لمضاد الطيران فهو قرار يتخذ على مستوى الدول ومنها دول عظمى تتصارع على الساحة السورية، ولكل دولة من هذه الدول أهدافها التي تريد أن تحققها عبر الساحة السورية، وعلى حساب السوريين ودمائهم.

طبعا نحن كشعب ثائر لدينا أصدقاء لم يقصروا في دعمهم لنا، وأخص منهم السعودية وتركيا وقطر، ولكن مضاد الطيران أصبح حاجة أكثر من ماسة بعد أن دخل الطيران الروسي على الخط في استهداف السوريين وتدمير مدنهم وقراهم؛ ليكمل ما عجز عنه طيران النظام.

طبعا الروس يزعمون أنهم يستهدفون بغاراتهم داعش، لكنهم حتى الآن لم يستهدفوا مقرات داعش التي يعرف الجميع أماكنها، واستعاضوا عن ذلك باستهداف مقرات الجيش الحر والأحياء والأسواق، مثلما حصل في أريحا مؤخرا، حيث قصف الروس سوق المدينة التي لاوجود لأي مظهر عسكري فيها، فخلفوا أكثر من 48 جثة متفحمة، وأكثر من 100 مصاب.

ونحن نلاحظ أن الروس يستهدفون البلدات والقرى المحررة في إدلب لمنع عودة الأهالي إليها، حتى يبقوا في المخيمات يعانون المخاطر، ومنها خطر البرد والسيول في أيام الشتاء، فليلة الأربعاء الماضي عاش النازحون في منطقة أطمة أوقاتاً عصيبة حيث جرفت الأمطار مئات الخيام.

وهكذا فإن المعاناة التي يقاسيها السوريون على مختلف الأصعدة، مرتبطة بشكل أو بآخر بانعدام مضاد الطيران، الذي يربط الغرب توفيره بقضايا أخرى، فقد سألني أحد السياسيين الغربيين عما نحتاجه وكيف يمكن لدولته أن تساعدنا، فقلت له نريد فقط مضاد طيران، فرد علي محولاً الموضوع إلى مطالبة السوريين بإيجاد "بديل" لبشار الأسد، متجاهلا أن الشعب هو من خرج على بشار وطالب بإسقاطه.

**كثيرا ما تذكر المقدم الراحل جميل رعدون وتثني عليه، حتى عندما استهدفت السيارة التي يفترض أنها تقل سليماني قلت إن العملية ثأر للمقدم جميل، فهل لك أن تحدثنا عن جانب من علاقتك به، وهل وصلت النحقيقات في اغتياله إلى نتيجة؟
أبدأ من النهاية، فما أستطيع أن أصرح به هو أن القيادة الجديدة لتجمع صقور الغاب تتابع التحقيق في واقعة اغتيال المقدم جميل، وكذلك المخابرات التركية، في سبيل التوصل إلى حقائق تكشف القاتل.

وأنا اعتقد جازما أن لا أحد له مصلحة ويد في اغتيال المقدم جميل أكثر من النظام، الذي استمات في سبيل تصفية رمز من رموز الثورة، انشق باكرا وهو ينتمي لبلدة (قلعة المضيق) تشهد ساحات المعارك لأبنائها ببأسهم وبسالتهم.

أما عن علاقتي بالمقدم الشهيد جميل رحمه الله، فلم تكن علاقة قائد بمرؤوسه، وإنما كانت علاقة مبنية على معرفة قريبة واحتكاك مباشر، جاءت من خلال خدمتي في الحواجز الموجودة في سهل الغاب، وتحديدا قرب "قلعة المضيق" مسقط رأس الشهيد.

كان المقدم جميل من أوائل الضباط المنشقين، وكان بيننا تواصل منذ أن كنت أخدم في إحدى تلك الحواجز، وكان حريصا على سلامتي ومنع وقوعي في الخطر، وقد بنيت معه علاقة تعاون متبادل، وعندما انشققت عن قوات النظام اخترت العمل في صفوف تجمع "صقور الغاب" التي يقودها المقدم جميل، وما زلت حتى اليوم.

اكتشفت من خلال تعاملي مع المقدم جميل أنه قائد متفان في عمله لخدمة الثورة، إلى درجة أنه كان منشغلا عن شؤون عائلته بل إنه أحيانا كان يغفل عن الطعام والشراب، في سبيل تفرغه شبه التام للثورة، كل ذلك جعل الرجل يبدو في عيني بمثابة قدوة تستحق الإعجاب.

عدا عن ذلك وجدت أن عائلة المقدم الكبيرة بمثابة أهل لي، وأنا الذي جئت من مدينة حمص المحاصرة وتركت أهلي فيها قرابة 3 أعوام لم أرهم فيها، وكان الشهيد جميل تقبله الله، يشعرني دائما بأن لي أهلاً آخرين يمكن أن يسدوا جزءا من الفراغ.

وقبل استشهاد المقدم جميل بنحو سنة، ساعدني في إخراج أهلي من الحصار، وسدد مبلغا ماليا في سبيل ذلك قدمه كمساعدة.

وأود التنويه بأن "جيش النصر" الذي أقاتل اليوم في صفوفه، هو وليد فكرة للشهيد المقدم، وتجمع "صقور الغاب" الذي أسسه هو فصيل رئيس في هذا الجيش، الذي جمع تحت لوائه تشكيلات عدة، توحيدا لصفوفها ضد النظام.

كل تلك المواقف زادت من الثقة بيينا وعمقتها، ومما متن العلاقة أيضا استلامي سلاح مضاد الدروع في التجمع، حيث كنت أول رماة "تاو" في ريف حماة، وكان الشهيد يراني "مبدعا" في عملي، وكان يدعو لي بطول العمر حتى أدمر أكبر قدر من الآليات التي تقتل شعبنا السوري.

وبالمجمل، فإني أقول إن الهيبة التي رأيتها في المقدم جميل لم أرها في قائد عسكري لا في الثورة، ولا حتى على أيام النظام.

إيثار عبدالحق-زمان الوصل
(196)    هل أعجبتك المقالة (197)

مجاهد

2015-12-06

يا زمان الوصل اخشى ان يصيب المجاهد أبو المجد الحمصي اية مكروه فتكونوا كمن قال من أعان على قتل مسلم ولو بشق كلمة جاء يوم القيامة مكتوبا على جبينه آيس من رحمة الله ألا تعلموا ان ايران الان هي دولة الحشاشين وان البغدادي مثل من أسّس هذه الطائفة وهو الحسن بن الصباح وكانت مهمته الاغتيالات باستخدام شباب جعلهم مدمنين على المخدرات ويمنيهم بالحور العين لذا آمل مستقبلا ان يتم اخفاء شخصية الثوار والاستعاضة عنهم بأسماء مستعارة وأسال الله سبحانه ان يحمي هذا البطل وجميع المجاهدين وان يهلك اعداء الله في كل مكان.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي