يستقبل القادة الأوروبيون عصر اليوم الأحد في بروكسل رئيس الوزراء التركي "احمد داود اوغلو" في محاولة منهم لانتزاع تعهد من أنقرة بوقف تدفق المهاجرين مقابل حصولها على حوافز سياسية ومالية.
وخلال هذه القمة غير المسبوقة بين الدول الأوروبية الـ28 وتركيا يفترض أن يقر الاتحاد الأوروبي مبلغ الثلاثة مليارات يورو "3,2 مليار دولار" الذي سيمنحه لأنقرة لمساعدتها على إيواء السوريين.
ومن المفترض أن يتولى إدارة القمة رئيس المجلس الأوروبي "دونالد توسك" التي دعا إليها بضغط من المستشارة الألمانية "أنغيلا ميركل" الراغبة في تخفيف عبء اللاجئين عن بلادها.
ويتوقع أن تنتهي القمة مساء الأحد إلى حصول أنقرة على وعد من القادة الأوروبيين لتسريع المفاوضات الجارية لتسهيل عملية حصول المواطنين الأتراك على تأشيرات دخول إلى الاتحاد الأوروبي، و"إحياء" مفاوضات انضمام أنقرة إلى الاتحاد وهي في الوقت الراهن في حالة شلل.
ولكن مصدرا أوروبيا آخر أكد لوكالة "فرانس برس" أنه "من غير الوارد على الإطلاق التضحية" بالمبادئ الأوروبية "على مذبح المخاوف من الهجرة"، مشددا على أن تسهيل حصول الرعايا الأتراك على تأشيرات أوروبية سيتم فقط إذا تعهدت أنقرة بأن تستقبل مجددا مهاجرين تسللوا إلى الاتحاد انطلاقا من أراضيها.
أما في الجانب المالي فإن المساعدة الأوروبية لتركيا والبالغة قيمتها ثلاثة مليارات يورور أصبحت أمرا واقعا، ولكن السؤال يبقى "هل ستحصل عليها على مدى عام أو عامين؟ وهل ستحصل عليها دفعة واحدة أو على دفعات؟ القمة ستترك الغموض يكتنف هذه المسألة"، بحسب ما أوضح مصدر أوروبي آخر.
كذلك فإن القمة لن تحسم مسألة من أين ستأتي هذه الأموال، علما بأن المفوضية الأوروبية اقترحت أن تدفع هي 500 مليون يورو على أن تتولى الدول الأعضاء تأمين بقية المبلغ.
وفي هذا الصدد حذر مصدر دبلوماسي من أن الاوروبيين "ليسوا جميعا متفقين" بشأن هذه المسألة.
ولكن بالنسبة إلى تركيا التي تقول إنها أنفقت حتى اليوم سبعة مليارات يورو على إيواء اللاجئين فإن مساعدة الثلاثة مليارات يورو ليست سوى البداية. وقال مصدر في الحكومة التركية إن "المسألة ليست أن تقول لنا أوروبا هاكم المال وابقوا السوريين لديكم هذه المقاربة ليست صحيحة".
كذلك فإن الأوروبيين يترددون أيضا حيال مسألة الالتزام باستضافة قسم من اللاجئين السوريين الموجودين حاليا في تركيا.
وفي هذا قال مصدر أوروبي إن "المستشارة الألمانية متمسكة بإيراد مبدأ إعادة التوطين في البيان السياسي"، ولكن العديد من الدول الأوروبية تعارض ذلك انطلاقا من رفضها لخطة توزيع اللاجئين الذين وصلوا إلى اليونان وايطاليا على بقية دول الاتحاد.
وبالنسبة إلى "مارك بييريني" الباحث في معهد "كارنيغي" أوروبا فإن واحدا من التحديات الأساسية أمام القمة هو "حرية تحرك المهربين الذين ينشطون في وضح النهار" في بحر "إيجه" انطلاقا من السواحل التركية، مؤكدا أن "هذا مصدر دخل هائل يدر مليار دولار سنويا"، ويجب على تركيا أن تتصدى له.
وكالات
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية