أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

صفعة تركية متقنة.. د. عوض السليمان

الكاتب: تصرفت أنقرة تصرفاً سديداً بإسقاط الطائرة الروسية المعتدية - الأناضول

سعدنا بسقوط طائرة السوخوي الروسية، وأجزم أن كثيراً من السوريين والعرب والمسلمين، شعر بالفخر لقيام تركيا بالدفاع عن كرامتها بالتصدي لذلك العدوان بشكل حاسم ومباشر.

منذ أكثر من مائة عام، ولا يجيد المسلمون والعرب إلا عبارات التنديد، حتى عندما كنا في المدارس الابتدائية ولا نفرّق بعدُ بين الاسم والفعل، كنا نتقن إتقاناً تاماً، أفعال استنكر وشجب وندد وأخواتها، كما كنا نعرف حق الرد الذي كان يحتفظ به الأسد الأب، وعموم العرب والمسلمين.

لكل هذا شعرنا شعوراً مختلفاً عندما قام أردوغان بإصدار أمر عسكري بنفسه بإسقاط الطائرة المعتدية على الأراضي التركية.

تابعت خلال يومين آلاف التعليقات المتعلقة بالحادثة، ووجدت أن معظمها يدور حول "حياك الله يا أردوغان نحن جميعاً معك".

لا أنكر سعادتي الشخصية بالعمل التركي راجياً أن يستمر حزب العدالة والتنمية بالحفاظ على سياسته الجديدة، في الدفاع عن أرضه ضد أي اعتداء من الأسد أو روسيا أو إيران، ولا شك أن أردوغان سيجد أشد التعاطف من الأمتين العربية والإسلامية.

لقد أفرحني الفعل التركي، لسببين، أولهما أنه لا يوجد بلد إسلامي واحد يستطيع أن يلفظ من قول، فضلاً عن أن يسقط طائرة قبل العودة إلى الكيان الصهيوني وأخذ موافقته والمرور بحجاب البيت الأبيض قبل سيده. والثاني أن أردوغان وللمرة الأولى لم يطلب اجتماع حلف الناتو وتفعيل المادتين الرابعة والخامسة من ميثاق الحلف بل ذهب لاتخاذ قرار سيادي وشجاع، ولم تصبر أنقرة لأكثر من عدة ثوان قبل تدمير طائرة العدو.

ولا شك أن هذا التصرف يختلف عن مواقف تركيا السابقة التي كانت تلجأ حين اعتداءات الأسد إلى طلب اجتماع من حلف الناتو كان ينتهي على الدوام "بخفي حنين".

لن يكون نشر صواريخ إس 400 خطراً على أنقرة، ولن تتأثر البلاد بتراجع العلاقات العسكرية والاقتصادية مع موسكو، إنما سيكون الخطر الأشد الذي سيواجه تركيا، هو اتفاق صهيوني روسي بدأت تظهر ملامحه، على إنشاء دولة كردية في شمال سورية تنغص عيش الأتراك وتستنزف قوتهم واقتصادهم.

قد تكون المسألة جدية، إذ لا مانع لدى الغرب عموماً من تقسيم سوريا وإنشاء دولة ضاغطة على تركيا، غير أن لدى حزب العدالة والتنمية طرائق متقنة للتخلص من هذه الدويلة قبل نشوئها.

على حكومة أردوغان أول الأمر أن تعمل بسرعة لإسقاط بشار الأسد، فهو نفسه يسعى لإنشاء مثل تلك الدولة طاعة لروسيا وحقداً على أردوغان والموقف التركي من الثورة السورية.

وعليها ثانياً أن تتحلى بدرجة من "البراغماتية" في مسألة الاستفادة من قتال تنظيم الدولة لحزب العمال الكردستاني بطريقة ما، وعليها أخيراً أن تنسحب من الحلف الدولي لمحاربة الإرهاب، هذا الحلف الذي يدعم حزب العمال لقتال تركيا لا لقتال تنظيم الدولة كما تدعي الولايات المتحدة.

إن آلاف الأطنان من الأسلحة الغربية التي تصل إلى حزب العمال كل يوم لن تستخدم بشكل واسع في قتال التنظيم، بل ستستخدم لتهجير السوريين من ديارهم ثم التفرغ لضرب تركيا وبصمت أوروبي مؤكد.

بكل حال، تصرفت أنقرة تصرفاً سديداً بإسقاط الطائرة الروسية المعتدية، ولا يجوز لمن رفع رأسه عالياً أن يخفضه بعد ذلك. وقد قالت العرب فإذا كنت المقدام فلا تجزع في الحرب من الرهج.

(169)    هل أعجبتك المقالة (167)

أبو إسحاق

2015-11-27

لعل السيد أردوغان لا يتراجع من موقعه السديد ، لأن المسلم لا يتراجع. هكذا تعلمنا من علمائنا..


محمد علي

2015-11-27

الخاسر الاكبر في تدهور العلاقة هو الدب الروسي ،،، الاقتصاد الروسي متهالك و يحتاج تركيا ،،، تركيا ممكن ان تعوض خسارتها من عقود لشركاتها في مناطق اخرى في العالم ،،، اما روسيا الدب فهذا الخيار غير ممكن ،،،،، اما بخصوص الاكراد فهم بعداد المليشيات المحتله كلايرانية و الشيعية و سيتم التعامل معهم بعد اسقاط النظام و داعش لان مكونهم مماثل ،،، بغض النظر عن الدعم لانهم مكون مغتصب و اعتدى على السوريون ،،، الدعم الغربي لن يطول لان سياسات الغرب تتغير ،،،، سنحارب الاكراد في مجتمعاتنا العربية و الاسلامية و نطردهم من حيث اتو الى ايران التي تمت بزرعهم مثلهم مثل العلويون من عشرات السنين..


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي