أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لن نكرر خطأ إخوان مصر.. المراقب العام لإخوان سوريا لـ"زمان الوصل": من يتهمنا بالتقلب غير ناضج سياسيا.. ونحن نحاور حتى من يكرهنا

المراقب العام لإخوان سوريا الدكتور محمد حكمت وليد - أرشيف

واجه المراقب العام لإخوان سوريا الدكتور محمد حكمت وليد، كل المنتقدين لأسلوب الإخوان السياسي، الذي طالما اتهمهم بالمراوغة والخداع والتنصل من الحلفاء بالقول "إن من يفكر بهذه الطريقة غير ناضج سياسيا، مستندا إلى المقولة البراغماتية "لا يوجد عداوات دائمة أو صداقات دائمة وإنما هناك مصالح دائمة".

وقال "وليد" في حوار مع "زمان الوصل" إن الجماعة تحاور كل الأطراف السورية الوطنية وتتعاون مع الكل، مقرا بأن هذا لا ينفي وجود فئات تكره الإخوان لأسباب كثيرة، و"نحن نحاورهم ونلتقي بهم، وكلما ازددنا قربا منهم خفت أو زالت كراهيتهم لنا".

ونفى بشكل قاطع أن يكون "فيلق الشام" تابعا للإخوان، لافتا إلى أن الجماعة تعمل على تقوية الصلات مع الفصائل بشكل عام، وعلى تواصل حواري مع "أحرار الشام" و"فيلق الشام" و"جيش الإسلام" وغيرهم.. فإلى التفاصيل:

*استراتيجية الإخوان في الداخل
- كيف هو الآن وجودكم في الداخل؟
• لقد تعزز وجود الجماعة في الداخل السوري، فبعدما كان العمل فرديا متفرقا في بعض المحافظات، أصبح العمل الآن أكثر مأسسة، ونعمل على أن يشمل جميع المحافظات التي يمكن أن نصل إليها، ولنا علاقات جيدة مع كافة الفصائل على الأرض ونتعاون مع أصحاب الفكر الوسطي المعتدل مثل معاهد الإمام النووي المنتشرة في الشمال السوري، وهي ليست معاهد إخوانية، ولكن فكرها الوسطي المعتدل يجعلها قريبة جدا من الإخوان.

*هؤلاء يكرهون الإخوان .. ولكننا نحاورهم
- كيف ترى الآن الحاضنة الإخوانية؟
• الإخوان فكر وتنظيم، وأعداد الإخوان المنظمين ليس كبيرا، أما حملة الفكر الإخواني فهم كثر ولله الحمد، ورغم كل حملات التشويه التي يمارسها الغرب والشرق، ورغم الانتشار المتسارع لفكر التطرف الذي يدفع الشباب له دفعا عن طريق اعتبار الثورة حركة إرهابية، فإن المؤمنين بالفكر الإسلامي المعتدل يتزايدون، وفكر الإخوان يلقى القبول والاستجابة.
هذا لا ينفي وجود فئات تكره الإخوان لأسباب كثيرة، ونحن نحاورهم ونلتقي بهم، وكلما ازددنا قربا منهم خفت أو زالت كراهيتهم لنا.

*حقيقة علاقتنا مع "الأحرار" و"الفيلق"
- ما هو دوركم في التوجيه الشرعي في الداخل بين الكتائب المقاتلة، خصوصا وأن معظم الفصائل لديها الآن ما يسمى بالشرعي؟
• نحن نحاول ومنذ فترة تقوية الصلات مع الفصائل بشكل عام، وعلى تواصل حواري مع أحرار الشام وفيلق الشام وجيش الإسلام وغيرهم، وهؤلاء لديهم مؤسسات شرعية ومؤسسات سياسية، لذا نعمل على التواصل معهم، ونأمل أن يكون لنا دور تنسيقي يفيد الجميع.

- لكن "فيلق الشام" هو بالأساس إخواني كما هو شائع؟
• فيلق الشام ليس فصيلا إخوانيا.

- لكني التقيت مع العديد من الأشخاص من "فيلق الشام" وهم يقولون إنهم إخوان، وهم مسؤولون عن التسليح والتذخير، وهناك أسماء؟
• لعل القصد هنا أنهم يحملون فكرا إسلاميا وسطيا يحملهم بعيدا عن الفكر المتطرف، ويجعلهم قريبين من الفكر الإخواني.

*هؤلاء لا يفقهون السياسة
- بصراحة لا أحد يثق بالإخوان، ويقال إنكم تتركون حليفكم في أقرب منعطف؟
• هذه المقولة تشير إلى عدم نضج في الفهم السياسي، فالتحالفات السياسية بطبيعتها متقلبة، وكما يقال لا توجد في السياسة صداقات دائمة أو عداوات دائمة، وإنما مصالح دائمة. وما يجمعنا مع أي تكتل سياسي أو شخصيات وطنية هو تحقيق المصلحة الوطنية، وهذه المصلحة تقدر بقدرها، وقد تتغير التحالفات بتغير المعطيات. ولا يعتبر ذلك عيبا بل من صميم العمل السياسي.

*هذا حكمنا لدى "النصرة" و"الدولة"
- هل لديكم صلات مع "النصرة" أو تنظيم "الدولة"؟
• تنتمي النصرة وكذلك تنظيم الدولة إلى فكر القاعدة، وهو مختلف عن الفكر الإخواني الذي يتميز بالوسطية والاعتدال، ونتمنى أن يبتعدوا عن تيار الإقصاء والتكفير، ويلتزموا بالفكر الوسطي الذي يحمل القابلية للحياة في المستقبل.

- تراقب بكل تأكيد الحراك الدولي حول سوريا، ما هو موقفكم من بقاء الأسد لمدة ستة أشهر؟
• موقفنا هو عدم القبول ببقاء الأسد في أي حال من الأحوال، سواء في المرحلة الانتقالية أو في مستقبل سوريا، الأسد مجرم يجب تقديمه للمحاكمة وليس رئيسا شرعيا، والنظام السوري لم يكن صادقا في التعامل مع الأزمة في أي مرحلة من المراحل، والنظام الدولي نظام مراوغ، يختلق الأعذار ويغير المواقف كل يوم، والذي يقبل ببقاء الأسد ستة أشهر سيضطر إلى قبوله لمدة ست سنوات.

- وماذا لو تمت التسوية ببقاء الأسد لمدة ستة أشهر؟
• هذه التسوية مرفوضة من قبل الإخوان، ومن غالبية الشعب السوري، وستكون على حساب دم الشعب السوري.

*الإسلاميون يقدمون الدم .. ويرفضهم العالم
- لكن هناك سؤال بات حقيقيا ومقلقا ما هو بديل الأسد؟
• هذا سؤال له علاقة بالإسلاموفوبيا، إذ إن البديل الإسلامي مرفوض دوليا حتى في أكثر أشكاله اعتدالا، رغم أن من قدم الدم وقاتل ودفع الثمن الأغلى هم الإسلاميون، وبعد ذلك يطالب المجتمع الدولي السوريين بقتال داعش إلى جانب النظام المجرم.. هذا ظلم بحق تضحيات الشعب السوري.

- ولكن لم تقل من هو البديل؟
• لن يعدم السوريون شخصية نظيفة ذات حس وطني عال، يتوافقون حولها شريطة أن لا تفرض على الناس من الخارج، أما الدخول في أسماء فلا قيمة له اليوم، ما لم تكن جزءا لا يتجزأ من خريطة طريق قابلة للتنفيذ حول مستقبل سوريا.

*لن نترشح للحكم
- هل ستترشحون للرئاسة فيما بعد إذا تم الاتفاق على المرحلة الانتقالية؟
• يجب أن لا تحرم أي جهة لم ترتكب جرائم ضد الشعب السوري من الترشح، وأنا أستبعد أن يقدم الإخوان مرشحا إخوانيا للرئاسة، وإن كان من حقهم ذلك.

- ولكن إخوان مصر قالوا الكلام نفسه؟
• الوقائع تشير إلى أنه يجب أن لا نكرر الخطأ نفسه.

عبدالله رجا - زمان الوصل
(206)    هل أعجبتك المقالة (218)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي