قاطع وزير الخارجية السورية وليد المعلم يوم أمس اجتماع وزراء الخارجية العرب ، وذلك بعد مشادة مع رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف سلام فياض، الذي رفض أي صيغة تساوي بين «فتح» و«حماس» في الأزمة الداخلية.
كما قامت دمشق بسحب مندوبها مندوبها لدى الجامعة العربية يوسف أحمد
فيما بقية الوزراء الخارجية العرب اليوم تأييدهم لعقد مؤتمر سلام حول الشرق الأوسط تشارك فيه كافة الأطراف المعنية. بدعوة من الولايات المتحدة الأمريكية
وبرّرت دمشق معارضتها للدعوة الأميركية بأنها تأتي في ظل انقسام فلسطيني لا يحظى بالاهتمام العربي.
وكان الرئيس الأميركي جورج بوش دعا مؤخرا إلى عقد مؤتمر دولي بمشاركة السلطة الفلسطينية وإسرائيل وعدد من الدول العربية بهدف إحياء مسلسل السلام بالشرق الأوسط.
وفسّرت مصادر عربية لـ«الأخبار» مقاطعة المعلم وانسحاب أحمد بأنهما «أعنف تعبير عن الغضب السوري» على «تجاهل وضع سوريا في المفاوضات التي يتم الإعداد لها بين العرب وإسرائيل واستشعار من سوريا بأنها ستكون وحيدة في اجتماع يعيد طبخ القضايا العربية على نار جديدة».
وكان أحمد قد انسحب فور إنهاء كلمته أمام المجلس الوزاري، والتي احتج فيها على الموقف العربي من الضغوط العنيفة على بلاده في المرحلة الاخيرة متسائلاً «أين دور العرب؟». واستهجن، في الكلمة نفسها، «الطريقة التي تتم بها مناقشة الموضوع الفلسطيني»، مشيراً إلى أن «الترويج لمشروعات سلام جديدة هو نوع من أوهام جديدة وسوريا لا ترى فائدة من أي محاولة لإقناع اسرائيل بقبول ما اعتادت رفضه طوال تاريخها».
وأعلن أحمد تحفّظ بلاده على مشروع الرئيس الاميركي، مشيراً إلى أن «إسرائيل تريد القفز على المصالح والحقوق العربية قبل أن تمنح العرب أي شيء». ورأى أن التئام مثل هذا المؤتمر قبل إتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية من شأنه «تصفية القضية الفلسطينية».
وروت مصادر دبلوماسية أن المندوب السوري شعر بأنه لم يكن هناك من يؤيده، رغم أنه كان يتزعّم الغاضبين من كلام سلام فياض، الذي أكد خلال الاجتماع في القاهرة أمس أن «فلسطين قضية فلسطينية أولاً، وعلى العرب أن يلتزموا بالرأي الفلسطيني»، رافضاً أي «صياغات للخروج بقرار معتدل يتضمن الإشارة إلى كل من حماس وفتح باعتبارهما فصيلين متكافئين».
ورغم التحفّظ السوري على الدعوة الأميركية، خرج بيان وزراء الخارجية العرب مرحّباً بعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط «في حضور الأطراف المعنية بعملية السلام كافة وفقاً للمرجعيات المتفق عليها بهدف إطلاق المفاوضات المباشرة على جميع المسارات والبناء على ما تم إنجازه في هذا الشأن».
وأشار الوزراء، في بيانهم، إلى ضرورة «الحرص على المقاربة الشاملة لعملية السلام». وشددوا على ضرورة وضع «إطار زمني محدد لإنهاء تلك المفاوضات دليلاً على جدية العمل نحو تحقيق السلام».
وتعليقاً على الموقف السوري، قال موسى، في مؤتمر صحافي، إن القرار الصادر عن الوزراء العرب «يرحّب بالجوانب الايجابية التي تضمنها خطاب الرئيس بوش وتم تحديد هذه الجوانب التي يؤيدها المجلس، وما دمنا نحدد العناصر الايجابية التي نتفق عليها» فهذا يعني أن الترحيب مقصور عليها.
فشل وزراء الخارجية العرب أمس في الخروج بموقف موحّد من الدعوة الأميركية إلى مؤتمر دولي للسلام، التي كانت السبب المباشر في مقاطعة وزير الخارجية السوري وليد المعلم للاجتماع.
المعلم يقاطع الاجتماع ودمشق تسحب مندوبها في الجامعة العربية
زمان الوصل - وكالات
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية