ركز منتخب الكرة التابع للنظام على حصد مكاسب سياسية لصالح بشار الأسد بقدر وربما أكثر من اهتمامه بحصد الفوز في مباراته التي جرت في سنغافورة مع منتخبها الوطني مؤخرا.
وكان اهتمام إداريي ومدرب المنتخب "فجر إبراهيم" بالترويج لبشار الأسد، عبر ارتداء قمصان تحمل صورة له، والتبختر بها أمام مصوري الوكالات بهدف استعراضها.
وأكمل "فجر إبراهيم" المهمة الموكلة إليه، فاستفاض في الدفاع عن بشار وتبجيله بإنجليزية "مكسرة" وفق وصف تقارير إعلامية، حتى وصل الأمر به إلى نعت بشار بأنه "أفضل قائد في العالم"، مضيفا: "إنه رئيسنا ونحن فخورون به.. إنه يحارب الإرهابيين ليس في سوريا فقط، بل في العالم، وهو يحارب لأجلكم وعنكم".
ورغم أن "إبراهيم" حول المؤتمر الرياضي الذي عقد قبيل انطلاق المباراة إلى مؤتمر للتصريحات السياسية الشبيهة بمنشورات الإدارة السياسية، فإنه عاد واحتج قائلا: "هذا مؤتمر رياضي، وليس مؤتمرا سياسيا"، عندما سئل عن رأيه في هجمات باريس، قبل أن يقول إنه لا يهتم لفرنسا ولا لأي مكان آخر في العالم، بل هو يهتم بسوريا فقط، "لأن كل العالم يحاربنا، وسوف نحارب كل العالم بالكرة".
وفضلا عما حملته تصريحات إبراهيم من تناقض فاقع (رئيسنا يحارب لأجل العالم.. كل العالم يحاربنا، سنحارب كل العالم)، فقد كشفت مباراة فريق النظام مع سنغافورة عن حقيقة هذا الفريق وتوجهاته، عندما التزم بالوقوف "دقيقة صمت" حدادا على أرواح ضحايا هجمات باريس، بينما رفض من قبل أن يقف هذه "الدقيقة" حدادا على أرواح آلاف المهاجرين السوريين الذي قضوا غرقا في البحر هربا من بطش نظامه.
واللافت أن المباراة التي رفض فيها منتخب النظام الوقوف حدادا على أرواح السوريين كانت له مع سنغافورة أيضا، قبل أشهر، وتحديدا مطلع أيلول/سبتمبر 2015.
وفي أيلول الفائت، أظهرت أوساط رياضية تعاطفا مع مآسي اللاجئين السوريين، التي فجرتها صورة جثة الطفل الغريق "إيلان الكردي"، وانبرت منتخبات عدة للوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح من قضوا غرقا.
ومن بين تلك المنتخبات التي عبرت عن تضامنها، منتخبات "إيطاليا" و"البرتغال" و"مالطا".
وقد حاول مدير العلاقات العامة والإعلام في اتحاد الكرة التابع للنظام "نديم الجابي" حينها تبرير تقاعس منتخب النظام عن الوقوف دقيقة صمت احتراما لضحايا قوارب الموت من اللاجئين، معتبرا أن "الوقوف دقيقة صمت وارتداء ربطات سوداء على سواعد اللاعبين، أمر ليس بالسهولة التي يتصورها البعض".
وسعى "الجابي" إلى تبرئة ساحة منتخب النظام واتحاد الكرة فيه، ملقيا بمسؤولية إعلان "الحداد" و"دقيقة الصمت" على الاتحادين الدولي والآسيوي، مختتما بالقول: "الأمر ليس في عهدتنا".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية