عضو الهيئة السياسية فؤاد عليكو لـ"زمان الوصل": مستقبل سوريا فيدرالي وروسيا وإيران أعداء وليس وسطاء

قال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف "فؤاد عليكو" إن مستقبل سوريا سيكون فيدراليا اتحاديا ولن تعود الدولة المركزية لأنها تمثل عودة إلى الوراء، معتبرا أن خيار الفيدرالية ينسجم مع طبيعة الحياة السياسية السورية بعد سقوط الأسد.
وقال "عليكو" عضو المجلس الوطني الكردي، في حوار مع "زمان الوصل"، إنه بعد كل ما جرى من تمزق للمجتمع السوري، من يضمن تعايش السنة والعلويين، لافتا إلى أن وجود كيان لكل مكون اجتماعي لا يعني أبدا الانفصال، الذي نرفضه تماما.
ولمح إلى أن فكرة بقاء الأسد لمدة ستة أشهر قبل بدء هيئة الحكم الانتقالية واردة، إلا أنه بمجرد البدء بالمرحلة الانتقالية وانتقال واسع للصلاحيات لن يكون للأسد أي دور .. فإلى التفاصيل:
- ماذا تتوقعون من "فيينا"؟
بالنسبة للائتلاف هو الآن على موقفه لم يتغير حول كيفية حل الأزمة، مازلنا ننظر إلى الروس على أنهم أعداء ولا شيء يخولهم ليكونوا وسيطا نزيها، وإيران أيضا شريكة في سفك الدم السوري وبالتالي وجودها في "فيينا" غير مرغوب فيه. وفي حال تمت التسوية على يد الأطراف الدولية فإن الائتلاف سيدرس هذه التسوية.. ولكن حتى الآن ما من معطيات تدفعنا لاتخاذ موقف فالأمر قيد التداول والنقاش على المستوى الدولي.
- ما هو حجم المرونة المتاحة للائتلاف حول بقاء الأسد؟
للوصول إلى هيئة الحكم الانتقالية من الطبيعي ستكون هناك ستة أشهر قبل البدء في هيئة الحكم الانتقالي، وفي هذه الأشهر الستة من الممكن أن نقبل بوجود بشار الأسد..ولكن حين يتم الإعلان عن هيئة حكم انتقالي بكافة الصلاحيات سيكون ذلك بدون بشار الأسد ولن نقبل بوجوده يوما واحدا.
*مشروعان بعد التسوية
- ولكن هل لديكم النفوذ والتأثير على القرار العسكري للفصائل؟
حقيقة لن يكون هناك نفوذ كافٍ على الأرض، وهذا أمر طبيعي، نحن نتوقع انقساما في الفصائل العسكرية، القسم الأول يقبل بالتسوية ويمضي معنا في إطار سوريا الديمقراطية المدنية، والقسم الآخر سيكون له مشروع آخر، لكن ما نعول عليه هو دعم الدول الإقليمية في السيطرة على الوضع الأمني، باعتبار هذه الدول هي الراعية للتسوية السياسية، سواء دول الخليج أو الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.
- تنظيما "الدولة" و"النصرة" هما الأكثر عرقلة للمشروع السوري المستقبلي، هل في أجندتكم قتال هذه التنظيمات مستقبلا؟
حتى الآن ومنذ العام 2013 نحن في موقع الدفاع بالنسبة لتنظيم "الدولة"، المعروف أن هذا التنظيم يتمدد على أرض الجيش الحر وليس على أرض النظام باستثناء تدمر، وهي أيضا عملية سيطرة مشكوك فيها، المشكلة أن أولوية "الدولة" هي القضاء على الجيش الحر وليس مواجهة النظام، ولكن أولوية الجيش الحر حتى الآن محاربة النظام وهذه الأولوية قائمة مادامت قواعد الصراع باقية ولم تتغير.
*هذه هي مشكلتنا مع (pyd)
- حتى الأكراد منقسمون في الداخل بين المجلس الوطني وبين حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، متى تنتهي الانقسامات والصراعات وماذا قدمتم لاحتوائها؟
الحقيقة كل نقاشاتنا مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD) كانت تتركز حول نقطة جوهرية، وهي أن يترك الأخير التحالف مع نظام الأسد وإيران ويتوجه نحو الثورة السورية، وكل الاتفاقيات التي تم توقيعها مع "الاتحاد الديمقراطي الكردي" كانت حول هذا الأمر، ونصت اتفاقية "هوليير" و"دهوك" على هذا الأمر، لكن سرعان ما يتملص حزب الاتحاد الديمقراطي من هذه الاتفاقية بمجرد دخول الأراضي السورية.
*هكذا سيكون مستقبل سوريا السياسي
- السوريون لديهم حساسية عالية من كلمة "فيدرالية" وأنتم دائما ما تتحدثون عن هذا الأمر.. لدرجة أن معظم السوريين يصنفونكم بـ"الانفصاليين".. فكيف توضح فكرة "الفيدرالية"؟
بداية لا بد أن نتفق على أمر مهم جدا، وهو أننا ننطلق من كوننا سوريين أولا، وهناك الكثير من المحللين والخبراء يقولون إن سوريا لم تعد كما كانت ولا حتى العراق، والنظام الفيدرالي تماما "هو المسافة بين الدولة المركزية والتقسيم" وهو لا يعني بأي شكل من الأشكال التقسيم.. فعندما نطرح النظام الفيدرالي فإن ذلك ليس للأكراد وإنما لكل المكونات.. لم يعد هناك إمكانية لعودة الدولة المركزية.. لنتحدث بكل صراحة ووضوح، هل يقبل العلويون بحكم السنة وهل هناك ثقة بعد كل ما جرى بين الطرفين.. لذلك لا بد من تطمين العلويين في الساحل بكيان خاص ضمن قوانين داخلية ضمن الدولة الاتحادية وهذا النموذج مطبق في أفضل الدول العالمية في الصين وروسيا وغيرها.. لماذا يذهب الذهن العربي إلى فكرة التقسيم فورا.. النظام الفيدرالي أكثر ضمان لوحدة الدولة.. هذه هي فكرتنا للفيدرالية.. وللأسف هناك من يشوش على مبدأ الفيدرالية ويتهمون الأكراد ظلما بأنهم يخفون الانفصال وراء الفيدرالية وهذا غير صحيح على الإطلاق.
- هل تم الاتفاق مع الائتلاف على هذه الصيغة التي تتحدث عنها؟
لا .. هذه الصيغة بقيت معلقة بيننا وبين الائتلاف، ومن جانبه طور الائتلاف المبدأ إلى اللامركزية الإدارية وهو نظام أشبه بتوسيع الإدارة المحلية.. ونحن سجلنا تحفظنا على هذا التطوير.. وطلبنا إما أن تكون دولة لا مركزية "اتحادية".. أو لا مركزية سياسية.. والنقاش مازال مفتوحا.. دون البت.
*سنبقى نطالب بالفيدرالية
- وماذا في حال تمسك الائتلاف بموقفه؟
سوف نلتزم بالاتفاق ونشارك في سوريا المستقبلية وسنبقى نطالب بسوريا الفيدرالية.
- هل هذا الطرح ينسجم مع تركيا؟
تركيا بالطبع لا تقبل، لأنها تقول إنه ما من ضمانات أن يبقى الأمر في سياق الفيدرالية ولا يتحول إلى انفصال.. ولكن أعتقد أن طبيعة الحركة السورية السياسية والعرقية واختلاف المكونات ستضغط باتجاه الفيدرالية.
*(Pyd) دفع للاقتتال الكردي فمنعنا ذلك
- بالفعل ما هي الضمانات ألا يتحول الأمر إلى انفصال؟
لم نصل إلى مرحلة الضمانات، الخلاف مازال على المبدأ، ولكن الوثيقة الموقعة بين الائتلاف والمجلس الوطني الكردي على أن سوريا واحدة أرضا وشعبا يمكن أن تكون مستندا وضمانا في المستقبل.
- ألا تخشون من حرب أهلية كردية في ظل تناقض المصالح والتوجهات مع (PYD)؟
لا أعتقد ذلك، نحن من تجنبنا إراقة الدم بين الأكراد على الرغم من أن (PYD) دفع باتجاه الاقتتال الكردي، ولو قررنا عودة قوات البيشمركة السورية المتواجدة في أربيل إلى مناطقنا لحصل هذا الاقتتال.. ولكن خيارنا أن يبقوا بعيدا.. نحن نريد هذه القوات لمنع الصراع وليس سببا للصراع.
عبدالله رجا - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية