في بادرة تدل على انحطاط الشعور الإنساني إلى مستويات متدنية، أقدم معلم بولندي على طرح مسألة على تلاميذه، مفادها حساب كم لاجئا سوريا ينبغي رميهم في البحر من قارب بمواصفات معينة حتى يبقى القارب طافيا ولا يتعرض للغرق!
"المسألة-الواجب" التي طالب المعلم " غيرزيغورز نويك" تلاميذه بحلها، كانت ستمر مرور الكرام، لولا أم أحد التلاميذ التي أملى عليها شعورها رفض هذه الإهانة، فقررت تعرية "المعلم"، ونشرت صورة الواجب الذي لقنه لولدها على دفتره.
وجاء نص المسألة كالتالي: "أربعة لاجئين من سوريا يرغبون بالتوجه إلى اليونان على متن زورق خشبي تبلغ أبعاده متراً في مترين بسماكة 20 سنتمترا، ويحتمل 800 كيلوغرام للمتر المربع الواحد.. أحسب عدد اللاجئين الذين يجب رميهم من على القارب -حتى يبقى طافيا- علما أن وزن كل واحد منهم 60 كيلوغراما".
وعلقت الوالدة على الصورة التي نشرتها قائلة: "لا يمكنني العثور على كلمات تصف ما أشعر به تجاه هذا".
وبعد انتشار صورة "الواجب" العنصري على مواقع التواصل، ثارت موجة من الانتقادات ضد المعلم والمدرسة التي يعمل به؛ ما دفع " نويك" للادعاء بأنه قدم هذه النموذج ليثير انتباه طلابه، مفسرا "الطلاب يبدون غير مهتمين عندما أشرح كيف تطفو قطعة من الخشب على سطح المياه..أخبرتهم بأنها كانت مزحة عندما كنت أشرح لهم خلال كتابتهم للملاحظات".
ولكن ما اعتبره "نويك" مزحة وصفه الكثيرون بأنه عنصرية وانعدام للإنسانية، وتعامل منحط مع مآسي الغرق التي يتعرض لها اللاجئون السوريون عند ركوبهم قوارب الموت هربا من أهوال الحرب في بلادهم.
من جهتهم قال مسؤولون في المدرسة التي يعمل بها "نويك" إنه اعتذر عن تصرفه، وإن المدرسة ستفصله من عمله في حال كرر مثل هذه التصرفات.
وتعد "بولندا" من أكثر الدول الأوربية تعصبا تجاه اللاجئين وكرهاً لهم، بل إنها ربطت استقبال أعداد قليلة من اللاجئين السوريين بشرط "مسيحيتهم"، حيث صرحت "إيفا كوباتش"، رئيسة الوزراء، رفضها استقبال عائلات مسلمة بكون المسلمين "يشكلون خطورة على أمن بولندا.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية