كشفت الولايات المتحدة عن خطط لإرسال أول قوات أمريكية على الأرض إلى سوريا في القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، أمس وقالت إن عشرات من عناصر القوات الخاصة سيُرسلون كمستشارين لفصائل تقاتل التنظيم.
وأعلنت واشنطن نبأ القوة البرية الصغيرة قبيل دعوة 17 بلدا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لهدنة في عموم سوريا خلال محادثات بفيينا حضرتها إيران للمرة الأولى منذ بدأ الصراع في عام 2011 وهي الحليف الوثيق لبشار الأسد.
وقال المشاركون في اجتماع فيينا وبينهم الولايات المتحدة وروسيا إن "خلافات جوهرية لا تزال توجد بين المشاركين إلا أنهم توصلوا لتفاهم مشترك على.. تسريع كل الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب" وقالوا إن الوزراء سيعودون للاجتماع خلال أسبوعين.
وبالإضافة لمصير الأسد الذي قالت الوفود إنها لا تتوقع حدوث أي انفراجة فيه فإن نقاطا عالقة لا تزال قائمة منذ فترة طويلة تشمل معايير تحديد الفصائل المعارضة التي ستعتبر إرهابية ومن سيتم إشراكها في العملية السياسية.
وفي واشنطن قال مسؤولون أمريكيون إن القوة الخاصة صغيرة العدد ستعمل في سوريا مع فصائل "معارضة معتدلة" محلية للقتال ضد "الدولة الإسلامية"، وإنها يجب عدم اعتبارها مهمة قتالية.
وقال جوش إيرنست المتحدث باسم البيت الأبيض في واشنطن "الرئيس أوضح بجلاء أنه لن يكون هناك حل عسكري للمشاكل التي تعصف بالعراق وسوريا. هناك حل دبلوماسي."
وقال أيضا إن مهمة القوات الخاصة ستتمثل في "تدريب وإرشاد ومساعدة" الفصائل المحلية.
وأضاف موضحا أن عدد القوات سيكون أقل من 50 جنديا "أعتقد أننا لو كنا نهدف لتنفيذ عملية قتالية فلربما كنا سنرسل أكثر من 50 جنديا على الأرض."
ويمثل الإعلان تغييرا في سياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وتستهدف واشنطن تنظيم "الدولة الإسلامية" بغارات جوية منذ أكثر من عام منذ استولى التنظيم المتشدد على مساحات كبيرة من شرق سوريا وشمال العراق وأعلن قيام خلافة إسلامية لجميع المسلمين. لكن رغم إقرارها بتنفيذ غارات بقوات خاصة في سوريا في الماضي فإنها لم تنشر قوات هناك.
وفيما يخص سوريا يمثل هذا جزءا مما سماه مسؤولون أمريكيون استراتيجية مزدوجة تتمثل في زيادة الدعم للفصائل التي تصفها بأنها "معارضة معتدلة" وتقاتل الدولة الإسلامية مع العمل دبلوماسيا لإزاحة الأسد من السلطة.
قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في فيينا إن توقيت الإعلان الذي تزامن مع انعقاد الاجتماع في العاصمة النمساوية كان محض مصادفة وإن تحركات السلام ستتواصل.
وأضاف كيري "لا يمكن أن نسمح للخلافات بالوقوف في طريق الحل الدبلوماسي المحتمل."
وقلب قرار روسيا قبل شهر بالانضمام للصراع في سوريا بقصف خصوم الأسد موازين استراتيجية الولايات المتحدة وحلفائها رأسا على عقب. ويقول الأمريكيون وحلفاؤهم إن رحيل الأسد ضروري لأن وجوده يعقد جهود الحرب ضد الجهاديين.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في فيينا إن قرار الولايات المتحدة إرسال قوات خاصة إلى سوريا سيزيد من أهمية التعاون بين القوات المسلحة للبلدين.
وتقول روسيا التي بدأت قصف مواقع في سوريا قبل شهر إنها تستهدف فقط "الدولة الإسلامية". لكن الغالبية العظمى من غاراتها أصابت فصائل أخرى تعارض الأسد بينها من يدعمه الأمريكيون.
وفي أحدث تطور ميداني قالت مجموعة إنقاذ تعمل في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة إن أكثر من 57 شخصا قتلوا في هجوم صاروخي تباينت الروايات حول منفّذه بين الطيران الروسي أوالنظام على سوق في بلد بالقرب من دمشق. بالتزامن مع اجتماعات "فيينا" أمس.
وكالات
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية