أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

دير الزور.."البلعوم" هجرها معظم سكانها تحت نار وبارود "الدولة"

لم تسلم المرافق العامة التي كانت تخدم الناس في القرية من اعتداءات التنظيم

سُميت في الماضي "البلعوم" لأنها تقع في مدخل مدينة "الميادين" منتصف الطريق بين دير الزور والبوكمال، وتسمى اليوم بـ"حي الشهداء" نسبة إلى شهدائها الستة الذين سقطوا في حرب تشرين 1973، وهي إحدى قرى الشرق السوري التي دفعت فاتورة الحرب غالياً، ووقعت بين ناري قوات نظام الأسد من جهة وتنظيم "الدولة" من جهة أخرى، ويعيش من تبقى من أبنائها ظروفاً إنسانية صعبة بعد أن هجرها أكثرهم فأصبحت لقمة سائغة لتنظيم "الدولة".

ونقل ناشط اختار اسم "أبو حمزة المياديني" لـ"زمان الوصل" صورة مأساوية لما آلت إليه الأوضاع هناك، وخصوصاً بعد أن أصبحت تحت سيطرة التنظيم وهجر معظم سكانها من الشبان والرجال ولم يبق إلا كبار السن والعجزة خوفاً وهرباً من سطوة التنظيم الذي يحكمها اليوم بالنار والحديد. 


وأشار المياديني إلى أن "أغلب أهالي القرية من الفلاحين وفيها نسبة لا بأس بها من المثقفين، مهندسين وأطباء وضباطاً منشقين".

وأوضح محدثنا أن "الكثير من سكان القرية التي يبلغ تعدادها 3000 نسمة غادرها إما إلى إدلب أو إلى دمشق ومنهم من ذهب إلى تركيا (مدينة أورفا) وهم بحدود 500 شخص، ولجأ حوالي 100 شخص إلى السويد ومثلهم إلى ألمانيا و50 من أبناء القرية توزعوا في عموم أوروبا".

وأضاف محدثنا أن "تنظيم الدولة بعد سيطرته على المنطقة أصبح يحكمها بالنار والبارود ويمارس ضغوطاً كبيرة على أهالي البلعوم من مبدأ أن "من ليس معنا فهو ضدنا" وأعدم التنظيم-كما يؤكد- عدداً من أبناء القرية شنقاً في ساحتها العامة حيث أعدموا منذ أيام عُرف منهم الناشط الإعلامي "محمد العران" في لواء عمر المختار وهو من قرى الميادين. وأحمد أحمد الخلف المساعد المنشق في الأمن السياسي، وأكثر من عنصر من كتيبة المهام الخاصة".

*قلعة الرحبة مقر لهم
ولم تسلم المرافق العامة التي كانت تخدم الناس في القرية من اعتداءات التنظيم- ومنها –حسب محدثنا- مشفى الطب الحديث الذي كان يُعتبر من أنشط المشافي في شرق سوريا، فاستولى عليه عناصر التنظيم بعد سرقة أجهزته الحديثة، وأغلقوه بشكل نهائي في وجه المرضى والمصابين، وهو الآن بمثابة مقر خاص بهم.


أما قلعة (الميادين) التي تُسمى "رحبة مالك بن طوق"، فاستخدمها التنظيم -كما يؤكد المياديني– مقراً لهم ومنعوا الناس من الاقتراب منها وباشروا بعمليات التنقيب عن آثارها بعد أن فجروا قسماً منها".

ونوّه "أبو حمزة المياديني" إلى أن "عناصر تنظيم الدولة طردوا كل النازحين الموجودين في القرية من المدارس وبعض المنشآت، وصادروا أغلب بيوت عناصر الجيش الحرو ليسكنوا فيها عناصرهم".

وتابع "من لم يستطع الفرار من الجيش الحر علقوهم على مشانق في دوار القرية أمام باب المشفى"، كما فجروا منازل من خرج من القرية من الجيش الحر ومن بينها–كما يؤكد-منزل القيادي عمار الحسن "أبو العبد" أحد أفضل قادة كتائب الجيش الحر والذي ساهم بتحرير الريف الشرقي لدير الزور.

*"المسواك سبب في الاعتقال
ولجأ عناصر التنظيم إلى اعتقال أهالي القرية لأدنى سبب حتى ولو كان متعلقاً بعدم حيازة المسواك –كما يؤكد محدثنا– الذي يشير إلى أن هؤلاء العناصر يشتمون رائحة أفواه الأهالي فإذا وجدوا رائحة "دخان" اعتقلوهم على الفور ورحّلوهم إلى المطار ليحفروا الخنادق هناك". 

ويتعاون مهربو المنطقة مع تنظيم "الدولة" في التضييق على الناس واستغلالهم -وفق ما يؤكد أبو حمزة- الذي يشير إلى أن "أهالي المنطقة باتوا يبحثون عن مهرب من الدير إلى حلب وهي مسافة قريبة، ولكنها مملوءة بحواجز التنظيم".

ويستدرك أن "من يمر من هذه الحواجز يتم اعتقاله على الفور"، موضحاً أن "بعض هؤلاء المهربين وهم من أهالي الميادين يحصلون على ورقة من التنظيم للمرور الآمن ومن لم يحصل عليها تتم إعادته أو اعتقاله على الحاجز.

واللافت -كما ينوّه محدثنا– أن هؤلاء المهربين يستغلون فترات محددة لتهريب زبائنهم بالاتفاق مع عناصر في التنظيم ورغم أن المدة التي تقضيها الحافلة من دير الزور إلى حلب هي 3 ساعات تقريباً، إلا أن المهربين يتقاضون 20 ألف ليرة بالتنسيق مع الحواجز المنصوبة على الطريق.

وحول أوضاع من تبقى من الأهالي في قرية "البلعوم"، وكيف يتدبرون أمورهم المعيشية في ظل سيطرة تنظيم "الدولة"،لفت محدثنا إلى أن "أغلب أهل القرية اعتزلوا أي عمل أو تجارة بسبب تضييق التنظيم وفرض ما يسمى الزكاة أوالضرائب عليهم، لذلك -كما يقول-"يعمل أغلب الناس بالزراعة أو تربية المواشي فقط"، مشيراً إلى أن "بعض السكان لديهم أبناء في الخليج أو تركيا يساعدونهم في تدبير أمورهم المعيشية".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(153)    هل أعجبتك المقالة (131)

ilyass amaanan

2015-11-11

هذا المدّعي أبواْ حمزه يبدو أنه يكره الدولة الإسلامية نصرها الله كرها لايطاق والله الكثير الكثير في سوريا لايحبون الشريعة ، المدخّن أبو حمزه يحب السجائر ويكره شرع الله ،عجيب أمركم كيف تحكمون والله تستحقون كل مايفعل بكم ، أما هؤلاء المجاهذين من الدولة الإسلامية نصره الله فهم يتبعون الصحابة بإحسان .فاخرس ياأبو حمزه إِنّكَ كَذّابْ فحمزه بريئ منك.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي