اكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مساء الاربعاء ان لسوريا دورا في حل الملف النووي الايراني بسبب علاقات "الثقة" خصوصا التي تجمع بين البلدين مجددا التأكيد على خطورة هذا الملف وقال ساركوزي في مؤتمر صحافي مشترك مع الاسد في ختام القمة الثنائية التي جمعتهما في دمشق "كررت له (الاسد) موقف فرنسا ان ايران يجب الا تحصل على السلاح النووي وان لها الحق كما لكل دول العالم بالحصول على الطاقة النووية السلمية لكن السلاح النووي هو تهديد للسلام في المنطقة والعالم". واشار الرئيس الفرنسي الى "ان الثقة بين سوريا وايران ليست سرا (...) ويمكن لسوريا في اطار احترام تحالفاتها التقليدية، المساهمة في السلام".
وقال "الوضع خطير ويجب القيام بكل المبادرات لاحلال السلام (...) كل منا على طريقته يجب ان يساهم".
من ناحيته ذكر الاسد بان موقف سوريا القديم قبل طرح موضوع الملف النووي الايراني على الساحة الدولية يتلخص ب "ضرورة اخلاء الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل". وقال "في زيارتي الاخيرة لايران تناقشنا في التفاصيل مع المسؤولين ولم اسمع اي موقف يختلف عن موقف سوريا الذي عرضته".
وشدد على "عدم الثقة" المتبادلة بين ايران والدول المعنية بملفها النووي. وقال "يهمنا في سوريا ان نلعب دورا لبناء الثقة والبرهنة ان هدف البرنامج النووي الايراني سلمي لا عسكري". واضاف "سنتابع الحوار مع ايران وفرنسا ونتمنى ان نصل الى نتيجة" مشددا على ان "حل الموضوع لا يكون الا بالحوار والطرق السلمية".
وقال "لا احد في العالم يستطيع ان يتحمل نتائج حل غير سلمي لانه سيكون كارثة". واعتبر الرئيس الفرنسي ان سوريا وفت بما وعدت بتنفيذه بشأن الملف اللبناني، في اشارة الى تسهيلها انتخاب رئيس للجمهورية وموافقتها على التبادل الدبلوماسي، مدرجا زيارته لدمشق في اطار التجاوب مع هاتين الخطوتين.
وكان ساركوزي ربط انفتاحه على دمشق بتسهيلها انتخاب ميشال سليمان رئيسا للبنان اثر فراغ في سدة رئاسة الجمهورية استمر ستة اشهر والقيت مسؤوليته على سوريا، الامر الذي تم في 25 ايار/مايو الماضي. كما اعلن لبنان وسوريا في قمة لرئيسيهما في 13 آب/اغسطس الماضي اقامة علاقات دبلوماسية غابت منذ نشوء البلدين.
واضاف "الاسد اعلن قرارات واحترمها، وفرنسا اخذت على نفسها التزامات وزيارتنا احد هذه الالتزامات (...) هكذا نبني العلاقة الجيدة، نتفهم بعضنا لا نساوم ونبني الثقة". واكد ساركوزي ان النقاشات "كانت صريحة جدا".
وقال "لم نترك موضوعا الا تطرقنا اليه من المحكمة الدولية (لمحاكمة الضالعين في اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الاسبق رفيق الحريري) وحقوق الانسان ومواضيع اخرى، سواء كنا متفقين عليها او مختلفين بشأنها" من دون ان يعطي تفاصيل اضافية.
وفي المجال الاقتصادي، اعلن الرئيسان توقيع "مذكرات تفاهم".
وقال ساركوزي "اشرت الى ان حصة الشركات الفرنسية في الاسواق السورية انخفضت فيما ازدادت حصص دول اوروبية اخرى".
واضاف "تكلمنا عن تمديد عقد شركة توتال (نفط) للسنوات العشر المقبلة وعن اشغال مهمة في مطار دمشق وعن مسألة المرافىء وعن قضية طائرات الايرباص والمقاطعة التي تتعرض لها سوريا بالنسبة الى قطع الغيار"، في اشارة الى العقوبات الاميركية بحق سوريا.
امير قطر غادر الى سوريا للمشاركة في القمة الرباعية غدا
من جهة ثانية توجه امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مساء الاربعاء الى سوريا للمشاركة في القمة الرباعية التي تعقد الخميس على هامش زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لدمشق. وذكرت وكالة الانباء القطرية ان وفدا رسميا يرافق امير قطر يتقدمه رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جبر آل ثاني.
ويشارك ايضا في القمة الرباعية التي يستضيفها الرئيس السوري بشار الاسد، رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان. وستتركز المحادثات في هذه القمة على ملف المفاوضات غير المباشرة التي تجري حاليا بين دمشق وتل ابيب عبر تركيا.
وكانت هذه المفاوضات استؤنفت في ايار/مايو الفائت بعد توقف ثمانية اعوام.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية