هناك يقف الصائمون بانتظار تلبية طلباتهم من أنواع الطرشي الموصلية،فالصائم (عينه جواعني)!!وأمام عدد من أشهر محال بيع الطرشي والزيتون يقف الصائمون لشراء :زيتون وعنبة وخيار مكبوس،وينتقل الصائم إلى محل بيع شربت الزبيب وهو أشهر نقيع مطلوب في شهر رمضان المبارك،وتكتمل قصة المسواق اليومي بشراء الزلابيا وليعود رب الأسرة محملا بـ(علاقات) المسواق بجانب مشتريات أخرى من فاكهة ومكسرات.
شهر رمضان الكريم يهل على العائلة الموصلية بطعم مميز في كل عام ولكن سنوات الاحتلال الأخيرة غيرت من هذه المعالم والطقوس والفعاليات.غلق عشرات الطرق وتغيير (مجرى) مرور المركبات،انفجارات متتابعة لمركبات ملغمة،قتل عشوائي ومقصود لموصليين،غلاء الأسعار،بطالة،غلق محال بسبب مناطقهم الساخنة،قلل من فرص الحياة اليومية الاعتيادية والتفرغ للمسواق الرمضاني اليومي ..
يقول عبد الكريم أحمد-مربي نحل- رمضان هذا العام يشهد ارتفاع واضح في الأسعار و وصعوبة الوصول إلى مركز المدينة للتبضع دفعنا للتسوق من المناطق السكنية وبالتالي فان الأسعار فيها مرتفعة.
سباق يومي بدأ مع الأولاد والبنات في قصة لن تنتهي إلا مع نهاية الشهر الفضيل،والأولاد يبدأون الصوم ومنهم من لايستطيع إكمال اليوم فتنصحه الأم أو الجدة بان يصوم نصف النهار و يربطه مع نصف النهار الثاني،وترافق يوميات رمضان كلمات وجمل يرددها الأولاد والبنات مع بعضهم منها(الصائم على البناغة والمفطغ يأكل...)..
مأدبة الإفطار الموصلية تتميز بالتنوع للأكلات الشهية،والتنوع في الأكلات يرافقه تنوع في الحلويات والعصائر،وتشير لميعة لطيف - ربة بيت- الى أنها يوميا تبدأ بالمسواق اليومي للخضار والفواكه وشراء اللحم الذي ارتفع سعره ووصل الى عشرة آلاف دينار للكيلو الواحد ،وتكمل بالقول: مائدة الإفطار فيها تنوع من أكلات وفي مقدمة الأكلات:الكباب و الكبة الموصلية والدولمة ونقدم أيضا الزلابيا كواحدة من الحلويات المهمة على مائدة الإفطار والطرشي كذلك نقوم بإعداد العصائر في البيت ونشتري أيضا من السوق ..وبالتالي فان مائدة الإفطار عند آذان المغرب يمكن أن نقول أنها تشبه لوحة فنية زاهية ..
في نفس الوقت فان الموظفات يبحثن عن ساعة اقل في الدوام الرسمي ليعدن الى البيت ويبدأن بسرعة بإعداد مائدة الإفطار،وتقول ام مروان وهي موظفة في جامعة الموصل :صعوبة العودة بسرعة الى البيت بسرعة بسبب السيطرات والحواجز في الطرق يربك إعداد الفطور اليومي وبجانب توظيب البيت،ونأمل ان نعود مبكرا الى البيت لاعداد الفطور ..
وأبو أمين - صاحب محل مواد غذائية - له قصة في كل عام مع شهر رمضان ويؤكد أن التجار تحاول رفع الأسعار قبل بداية الشهر الفضيل وهو يفضل التسوق بكميات كبيرة قبل شهر رمضان ليطرح بضاعته للزبائن بأسعار مناسبة،حيث يقبل المواطن للتبضع لمواد غذائية أكثر من الأيام الاعتيادية..
وفي الشهر الفضيل لاينفك الموصليون من أداء شعائر هذا الشهر الفضيل،ويقول محمود حسن - معلم متقاعد - أن مع صلاة العشاء يتجه الموصليون مع أولادهم الى الجامع لأداء صلاة العشاء ومن بعدها صلاة التراويح،وما أن ينتهوا منها يعودون إلى بيوتهم بسبب الوضع الأمني في الموصل رغم ان الحكومة المحلية أعلنت أنها رفعت حظر التجوال حتى منتصف الليل ولكن بحذر يخرج الموصليون ليلا ويقومون بزيارات قصيرة وقريبة لأصدقائهم او جيرانهم في مناطق قريبة...
الألعاب الرمضانية الشعبية انحسرت مع الوضع الأمني المتدهور في كل عام،وليلا كانت العاب كثيرة تقام بين الشباب والرجال من لعبة (المحيبس) وصولا الى لعبة (الفر) والتي ترافقها حلويات من (زلابيا وبقلاوة) والمشروب الرسمي :الشاي.
ليالي الموصل الرمضانية تغير الحال فيها،وتشد البرامج الرمضانية التلفازية من على القنوات الفضائية المشاهد الموصلي وهو يتنقل ليلا بين هذه القنوات من قناة الشرقية و(سوالف) أبو حقي الى الأحداث الجديدة في باب الحارة ثم عودة الى الشرقية ومتابعة المسلسلات العراقية ..
أيام رمضانية تمضي وحسنات الصوم يجمعها الصائمون ،ومأدبة إفطار شهية ويبقى الصائم بانتظار الاستعداد لأيام عيد الفطر المبارك ليبدأ من جديد بالتبضع والتسوق للعيد.
وباب الحارة متابعة تلفازية يومية - الزلابية والطرشي وشربت الزبيب تتصدر المائدة الموصلية الرمضانية
الموصل: علي محمود:
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية