إعلامي سوري.. صحفيون مسيسون وطائفيون في "رويترز"

اتُهمت وكالة "رويترز" للأنباء منذ بداية الثورة السورية بانحيازها الكامل للنظام الذي يسفك الدم السوري ليل نهار، وبترويج روايات مزيفة لما يجري في سوريا، رغم ادعائها الحيادية والموضوعية -حسب ناشطين.

وفي هذا السياق نشر الكاتب الصحفي "أحمد كامل" على صفحته الشخصية في"فيسبوك" ما أسماها "كذبات رويتر الخمس" ومنها الخبر الذي نشرته والمتعلق بوجود قوات روسية كبيرة في سورية"، وكذلك خبرها عن "هجوم بري كاسح على حلب بمشاركة ألوف الإيرانيين"، وثالثة الأثافي في كذب "رويترز"، حسب كامل، خبرها بـ"قبول تركيا بقاء بشار الأسد في المرحلة الإنتقالية".

ومما يؤكد انتهاج سياسة الكذب في عمل "رويترز" -كما يقول كامل- نقلها عن رامي عبد الرحمن كمصدر موثوق ونقلها عن وكالة أنباء النظام (سانا)، والروسية (تاس) دون التشكيك فيما تقولان من أكاذيب، والسبب -كما قال- هو أن مكتبها في بيروت (الذي يغطي الشأن السوري) مسيطر عليه من قبل طائفيين لبنانيين من جماعة "عون وحزب".

ولم يخفِ الكاتب الصحفي "أحمد كامل" في حديث مع "زمان الوصل" أن "وكالة رويترز صرح إعلامي عالمي عملاق، قدمت للبشرية خدمات جليلة بجعل الخبر متاحاً للجميع بسرعة وبإطار سهل ودقيق".

و"هي واحدة من أكثر المؤسسات الإعلامية في العالم مهنية وموضوعية وإنصافاً"، حسب كامل، ولكنه أشار إلى أن "رويترز مثل كل المؤسسات العملاقة، فيها ثغرات يمكن أن ينفذ منها صحفيون مسيسون وذوو مواقف سياسية أو قومية أو طائفية تتغلب على واجباتهم الصحفية".

ونوّه محدثنا إلى أنه "من سوء حظ الشعب السوري أن النظام تسبب في جعل سوريا مكاناً من شبه المستحيل أن يعمل الصحفيون فيه بحرية، مما أضطر الكثير من المؤسسات الصحفية -ومن بينها رويترز- إلى إلحاق مهمة تغطية سورية بمكاتبها في بيروت".

وهذا ما فتح المجال لصحفيين لبنانيين بتسلم الملف السوري -كما يقول– مضيفاً أن"بعض هؤلاء الصحفيين لم يستطيعوا أن يسيطروا على عواطفهم، ولم يستطيعوا التخلص من مواقف بيئاتهم الطائفية والتي تأخذ موقفاً معادياً جداً من ثورة الحرية والكرامة السورية".

ولفت كامل إلى أن "بعض صحفيي "رويترز" المكلفين بالملف السوري لا يفوتون فرصة وإلا ويطعنون بمن طالبوا بالحرية في سوريا، ويساندون طاغية الشام بكل السبل المتاحة".

من هذه السبل -كما يوضح– "تسليط كل الاهتمام على ظاهرة الإرهاب واعتبارها الشر الأكبر، وإلصاقها بالثوار السوريين، والتهوين من جرائم النظام بما فيها جريمة استخدام أسلحة الدمار الشامل ضد المدنيين في الغوطة وقصف المدنيين بصواريخ بالستية وببراميل عشوائية"، معتمدة –كما يؤكد- على مصادر غير موثوقة، وغير ذلك من أساليب لا يجوز أن تغيب عن إدارة رويترز" .

وأشار بعض الناشطين أن استبعاد الصحفي "خالد عويس" من مكتب بيروت أثر على توجه الوكالة وتجنيها على الثورة السورية، وحول ذلك علّق الكاتب "أحمد كامل" قائلاً:"خالد عويس لم يكن منحازاً للثورة السورية أو الشعب السوري، ولكنه كان صحفياً مهنياً دقيقاً ونشيطاً، ولم يتم تعويضه حتى الآن بمن يملك هذه الصفات".

وأردف محدثنا: "نحن لا نطلب من رويترز إلا أن تغطي الشأن السوري عبر صحفيين مهنيين ودقيقين ونشيطين".

وحول إمكانية مقاطعة وكالة "رويترز" أو الامتناع عن تداول أخبارها في أوساط الثورة السورية بيّن أحمد كامل أنه "من غير المفيد مقاطعة وكالة "رويترز"، مشيراً إلى أن الأمر الأكثر جدوى هو التحدث مع إدارة الوكالة، وتقديم نماذج حقيقية ودقيقة تؤكد انحياز بعض صحفيي الوكالة لنظام الإبادة السوري، وعدائهم لشعب طالب بالحرية".

وأضاف:"إذا لم تستجب الوكالة، وأنا أشك في أن لا تستجيب، فيجب أن نرفع صوتنا في وسائل الإعلام وفي كل مناسبة لكشف هذا الخلل الخطير في عمل وكالة رويترز".

وعن تفسيره لاصطفاف "رويترز" مثل غيرها من وكالات الأنباء ووسائل الإعلام العالمية إلى جانب النظام ومحاولة تشويه الثورة بأي شكل، وهل اكتساء الثورة السورية بالطابع الإسلامي هو السبب قال كامل: "من غير الدقيق أن نقول إن وكالة رويترز منحازة إلى جانب النظام"، مضيفاً أن "هناك صحفيين في الوكالة يستغلون مواقعهم لدعم النظام وطعن الشعب السوري"، ولكن الغالبية العظمى من صحفيي "رويترز" -كما يؤكد- "ليسوا منحازين لا مع ولا ضد" وتابع محدثنا: "من سوء حظنا أن الشأن السوري وقع بين يدي المنحازين، وهم يعملون بخبث شديد لتمرير انحيازهم".

وأردف أن "هؤلاء يستغلون كل ما يمكن أن يفسر بصورة سلبية في الغرب والعالم، مثل أسلمة الثورة السورية، فيسلطون الضوء عليه بصورة مبالغة فيها، بسوء نية، وبقصد الإيذاء".

وأوضح كامل أن هؤلاء المنحازين غالباً ما يسلطون الضوء بصورة مبالغ فيها جداً على وحشية تنظيمات بعضها مخترق من قبل النظام وبعضها غير مخترق لكنه متطرف جداً".

وختم محدثنا: "إن تسليط الضوء على هذه الفظائع وتصويرها علي أنها هي الثورة، هو ظلم لملايين السوريين الذين تظاهروا وطالبوا بالحرية".