"هل أحضرتمونا لنموت هنا، كنتم دعونا نموت هناك"، صرخة مؤثرة أطلقتها الصحفية السورية الفلسطينية "سماح أبو بكر" عندما وجدت نفسها فجأة مهددة بالطرد من السكن الجماعي الذي تعيش فيه منذ أواخر العام 2014 والذي تتقاسم فيه العيش مع الكثير من الأسر من جنسيات مختلفة وغير منسجمة في الطباع والسلوك والعادات.
ورغم ذلك وجدت نفسها فجأة مهددة بالرمي في الشارع من قبل منظمة (كاد) التي تعهدت بتأمين مسكن لها منذ بداية اللجوء لكنها تخلت عنها، مما دعاها للاعتصام أمام "الأوفيرا" وهي الهيئة المسؤولة عن إعطاء اللاجئين حق اللجوء في فرنسا.
وقالت سماح الصحفية السابقة في "الإخبارية" السورية إنها تعرضت للاعتقال من مبنى تلفزيون النظام بسبب انحيازها للثورة، مؤكدة أنها سافرت بعد خروجها من المعتقل إلى لبنان.
وبعد أكثر من 6 أشهر في لبنان، تواصلت خلالها مع مركز "نسيم" و"المركز اللبناني الفرنسي لحقوق الإنسان" استطاعت "سماح" تأمين اللجوء إلى فرنسا بالتعاون مع "مؤسسة سمير قصير لحماية الحريات الصحفية".
وأكدت لـ"زمان الوصل" أنها أخبرت مسؤولي اللجوء قبل السفر بأنها وحيدة وليس لديها أي أقرباء في فرنسا، وأنها ترغب بتأمين السكن قبل السفر وبناء عليه تم إرسال الفيزا (d)، ولكن مع بداية وصولها إلى فرنسا بتاريخ 24 أيلول سبتمبر 2014 لم تجد مسكناً منفصلاً، فاضطرت لأن تعيش في سكن جماعي (فواييه) تابع لمنظمة "الكادا" المعنية بتدبير أمور اللجوء.
تقول "سماح":"كانت حصتي في هذا السكن غرفة ﻻ تتجاوز 8 أمتار تفتقر للإنترنت إلا عبر الهاتف، ويمنع على المقيم حسب ما أخبرتني المساعدة اﻻجتماعية تركيب اإنترنت".
وأضافت أن المطبخ في المسكن وكذلك دورات المياه مشتركة ككل المساكن الجماعية، علما أنه يضم لاجئين من إفريقيا ومن الصحراء الغربية ومن الجزائر ومن السودان وبلدان أخرى بالإضافة إلى طبيب سوري وزوجته وطفله".
وتصف سماح طبيعة الحياة داخل السكن الجماعي قائلة:"كنت أحاول التعايش مع وضع السكن السيئ نوعاً ما، كون اﻻقامة مؤقتة إلى حين اﻻنتقال للسكن، ولكنني فوجئت بأن موظفي الكادا يبلغوني شفهياً يوم الجمعة 9 أكتوبر بأنهم لم يجدوا لي سكناً، وأن علي المغادرة يوم 14 أكتوبر حسب آخر تمديد تم إرساله للـ(بريفكتيور)".
وتردف محدثتنا: "يوم الاثنين 12 اكتوبر تواصلوا معي هاتفياً ليخبروني بضرورة الحضور لمقابلة مديرة (الكادا) لتسليمي ملفي وإنهاء ارتباطي بالمنظمة وأكدوا لي عدم تأمين السكن".
ولفتت سماح إلى أن (الكادا) تعاملت معها بنوع من القمع والضغط النفسي، مشيرة إلى أنها حين اعترضت وأخبرتهم أن فرنسا أرسلت لها الفيزا أنكرت المساعدة اﻻجتماعية هذا الأمر وأدعت أن فرنسا لم تستجلب أحداً من اللاجئين إلى أراضيها لا بل قالت لي بالفم الملآن :"إن لم تعجبك فرنسا بإمكانك تغيير بلد اللجوء".
ورغم مرارة التجربة التي مرت بها لا تزال "سماح أبو بكر" تتوسل العذر للقائمين على تسهيل أمور اللجوء إلى فرنسا الذين "ربما لا يعلمون أن بعض المسؤولين اﻻجتماعيين ممن يتابعون أمور اللاجئين كثيراً ما يتعاملون مع اللاجئ بأسلوب فيه الكثير من اإجحاف والتقصير"، متناسين-كما تقول- "أن اللاجئ يحمل في ذاكرته آﻻم الحرب وقهر اللجوء، ناهيك عن مصاعب تعلم اللغة ومعرفة القوانين".
ومن المتوقع أن تجد قضية سماح بعض الانفراج والحلحلة وخصوصاً أن (الكادا) -كما تقول- عاودوا الاتصال معها وأخبروها بترتيب موعد بتاريخ 15 أكتوبر لمقابلة مع منظمة "فرانس تيغ دازيل" للبحث عن سكن".
وتابعت بأن "المشكلة لم تنتهِ ولكن تم تقديم الوعود بإيجاد سكن وأنا بانتظار حل للمشكلة".
والأهم من ذلك، كما تقول، أن "الكادا بدورها تراجعت عن إخراجي من الغرفة الحالية التي أقيم فيها وأخبروني أني سأبقى لديهم لعدة أيام لحين تأمين السكن".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية