بيانات رسمية عن عاطف نجيب وأديب ميالة ووليد المعلم

مساعدة منها في التعرف إلى "البيانات الرسمية" لأهم شخصيات النظام التي تشاركه عملياته الإجرامية أو تغطي عليه سياسيا وماليا، تنشر "زمان الوصل" حصريا، ولأول مرة، دفعة من المعلومات من ضمن الأرشيف الأسدي المتضمن 1.7 مليون مذكرة.

وتأتي أهمية هذه المعلومات، من كونها مستندة إلى بيانات رسمية، تقطع الجدل حول بعض الأمور، ويمكن أن تساعد في ملأ فراغات في ملفات حقوقية وقضائية أقيمت أو ستقام ضد هؤلاء الأشخاص.. 

ورد باسم: "عاطف نجيب بن نجيب وفاطمة"، كما ورد باسم: "عاطف حاج نجيب ابن نجيب وفاطمة، مواليد جبلة 1960، خانة 69".

يعد "نجيب" من أهم ضباط النظام، بحكم صلة القرابة التي تربطه ببشار الأسد، كونه ابن خالته الوحيدة "فاطمة" (شقيقة أنيسة مخلوف).

وكان "نجيب" يتولى منصب رئيس فرع الأمن السياسي قبل الثورة السورية، وقد أسهم تجبره وتصرفاته الإجرامية في انطلاق شرارة الثورة من درعا، لاسيما بعدما عمد إلى اعتقال عدد من الأطفال وتعذيبهم، ولم يكتف بذلك بل حقّر أهاليهم وذويهم الذين جاؤوا للمطالبة بالإفراج عنهم.

ولا يُعرف مصير "نجيب" ولا أين يقيم حاليا ولا ماذا يشغل، وجل ما تسرب عنه أقوال نقلها بعض من حضروا ضمن "الوفود الشعبية" التي التقت بشار الأسد خلال الأشهر الأولى من الثورة، ومنها قوله إن عاطف نجيب "ليس مسجونا"، وإنه لايستطيع أن "يحاكمه" لعدم قيام أحد بـ"الادعاء" عليه، أي على عاطف نجيب.

ومن بين من ورد في الأرشيف الأسدي، شقيق عاطف، الضابط المتقاعد عمار نجيب، وهو من مواليد 1966، كما ورد اسم شقيقيتين لهما، هما نورما (1961 جبلة)، وريم (1968 جبلة).

ورد في الأرشيف الميلوني، باسم "أديب ميالة بن مفضي وجولييت، مواليد 1955".

يتولى "ميالة" منذ 2005 رئاسة أهم مؤسسة مالية ونقدية في النظام، وهي "مصرف سوريا المركزي"، الذي يتولى عددا من المسؤوليات الحيوية والحصرية، وعلى رأسها إصدار النقد والسندات، وهو يقوم –اختصارا- بحميع وظائف "مصرف الدولة وأمين صندوقها ووكيلها المالي داخل الأراضي السورية وخارجها في جميع العمليات المصرفية".

لعب "المصرف المركزي" تحت إمرة "ميالة" دورا لا يمكن إغفاله في دعم الحرب التي يشنها نظام بشار الأسد منذ 2011 على الشعب السوري، وتوفير المقومات النقدية اللازمة لاستمرار هذه الحرب.

ورغم أن "ميالة" مدرج على قائمة العقوبات الأوروبية، بوصفه أحد أعمدة النظام، ومساهما رئيسا في دعم قمعه، فإن حاكم مصرف سوريا المركزي زار فرنسا في نهايات 2014، مستفيدا من حملة الجنسية الفرنسية باسم "أندريه مايار"، وقد علقت باريس حينها على زيارته بالقول إنها لاتستطيع حرمان "ميالة" أو "مايار" من زيارة "بلده" فرنسا، ويبدو أن هذه الجنسية هي أحد أسباب تمسك بشار الأسد بـه.

ورد ذكره في الأرشيف الأسدي الذي يضم قرابة 1.7 مليون مذكرة، باسم "وليد معلم بن محي الدين وإسعاف، مواليد 1941 دمشق".

في 2006، نصب النظام "المعلم" وزيرا للخارجية في فترة حرجة أعقبت "عزلة" ناجمة عن تداعيات اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق "رفيق الحريري"، وقد قام "المعلم" منذ ذلك الحين بترويج رؤية النظام والدفاع عنه، بشكل جعل بشار الأسد يبقيه في منصب وزير الخارجية رغم كثرة الحكومات التي تم تشكيلها وحلها في سوريا.

شغل "المعلم" قبل 2006، عدة مناصب رفيعة، كان آخرها نائب وزير الخارجية (فاروق الشرع حينها)، لكنه أهم ماشغله كان منصب سفير النظام لدى الولايات المتحدة، بين 1990 و1999، في وقت شهد "مفاضاوت سلام" بين النظام و"إسرائيل" برعاية أمريكية.

عرف السوريون" وجها آخر من وجوه "المعلم" خلال الثورة السورية، بوصفه مدافعا شرسا عن سياسات النظام وأسلوبه في قمع الاحتجاجات؛ لدرجة الاستعانة بـ"أكاذيب" لايحسن أن تصدر عن ضابط صغير في المخابرات، فضلا عن صدورها من رأس الدبلوماسية، ومن أشهر مواقفه في هذا الشأن، قيامه أثناء إحدى المؤتمرات الصحفية في الأشهر الأولى للثورة، بعرض شريط زعم فيه أن يوثق وجود جماعات مسلحة تواجه النظام؛ ليتبين سريعا أن الشريط لاعلاقة له بسوريا، وأنه مصور في طرابلس أثناء إحدى المواجهات المتكررة بين جبل محسن ودرب التبانة.