قال مصدر مسؤول في الإدارة الأمريكية، إن "الرئيسين الأمريكي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين اختلفا أثناء اجتماعهما الثنائي في نيويورك، حول دور رئيس النظام السوري في إيجاد حل للحرب في سوريا".
وأوضح المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، في حديثه لوكالات الأنباء اليوم الثلاثاء "بالنسبة للقضية السورية، فقد اختلف الجانبان بشكل أساسي على الدور الذي سيلعبه بشار الأسد في حل الصراع الداخلي هناك"، مشيرا أن "الروس يرون الأسد حصنا ضد المتطرفين، فيما يراه الأمريكيون استمرارا لتأجيج نيران الصراع الطائفي".
وأكد المسؤول أنه يعتقد أن "الروس فهموا بكل تأكيد أهمية التوصل إلى حل سياسي في سوريا وأن تكون هناك عملية تسعى للوصول إلى حل سياسي"، إلا أنه ذكر أن الاختلاف بين رؤيتي الزعيمين هو "حول ما ستتمخض عنه تلك العملية، لا سيما وأنها (عملية التحول السياسي) تتعلق (ببقاء) الأسد".
وترفض الولايات المتحدة أي حل سياسي يتضمن بقاء الأسد في العملية السياسية السورية ولكنها لا تريد الإطاحة به عن طريق العمل العسكري، رافضة التدخل عسكريا في عملية التغيير، فيما تعتبر روسيا أن بقاء الأسد على رأس البلاد أفضل ضمان لعدم صعود المتطرفين إلى سدة الحكم.
ولفت المسؤول الأمريكي أن بلاده لا ترى في "الحشد العسكري الروسي في سوريا، تقويضا لنتائج إيجابية بالضرورة، ولكن نظرة الإدارة (الأمريكية) للروس ستعتمد على تصرفاتهم من الآن فصاعدا".
وعقّب "إذا استخدم الروس جيشهم لمحاربة داعش حصريا، فهذا جيد، أما إذا استخدموا قوتهم لتعزيز معركة الأسد ضد شعبه، فهو موقف سلبي"، دون أن يبين أبعاد ذلك الموقف أو تبعاته.
المصدر نفسه وصف اجتماع أوباما وبوتين بـ"المثمر"، لافتا إلى أن الرئيسين أعربا خلال لقائهما عن "رغبة مشتركة في التوصل إلى طريق نتمكن من خلال من معالجة الوضع في سوريا".
وشدّد على أنه أصبح لدى بلاده "فكرة واضحة عن أهدافهم (الروس)"، وأن هذه الأهداف تتلخص في "مقاتلة داعش، ودعم الحكومة (السورية)".
وأشار المسؤول إلى أن "الزعيمين اتفقا على أهمية أن يقوم الجيشان بالتواصل لكي لا تحدث صدامات في الجو (بين الطائرات)، وتجنب الصدام العسكري بينهما في المنطقة (عن طريق الخطأ)".
هذا واعتبر المسؤول خبر تشكيل الروس حلفا لتبادل المعلومات الاستخبارية بين وسوريا وإيران وروسيا أنه مسألة "مبالغ" في أهميتها، لكون هذا التعاون موجود منذ البداية.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما اجتمع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، لمدة ساعة ونصف الساعة، في مدينة نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الإثنين.
وشهدت اجتماعات الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الاثنين، فشلا في التغلب على الخلافات بين قادة دول العالم حول الأزمة في سوريا.
ففي الوقت الذي يتفق فيه هؤلاء القادة على ضرورة التوصل لحل سلمي للأزمة، فإن وجهات نظرهم تختلف حول مصير رئيس النظام بشار الأسد.
وفشلت الجمعية العامة في تحقيق آمال التوصل لحل دبلوماسي للأزمة المستمرة منذ أكثر من 4 سنوات، والتي خلفت حتى الآن سقوط أكثر من 250 ألف قتيل، بحسب إحصاءات حقوقية، ولم تحقق توقعات توصل قادة العالم المجتمعين في الأمم المتحدة، لاتفاق حول طريق وسط لحل الأزمة.
وكالات
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية