محمود الزهار: فتح تمنع "إسرائيل" من رفع الحصار عن غزة ومصر الرسمية غير الإعلام

فجر القيادي في "حركة حماس" الدكتور محمود الزهار مفاجأة من العيار الثقيل، باتهامه "حركة فتح" بفرض الحصار على قطاع عزة وليس "إسرائيل"، مشيرا إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي غير موافقة على هذا الحصار إلا أن "فتح" هي من يقنع الإسرائيليين بذلك.

وقال الزهار في حوار مع "زمان الوصل" إن تصريحات كل القيادات الإسرائيلية السياسية والأمنية وكذلك المراقبين والمحللين العسكرين، تنادي برفع الحصار عن القطاع حتى لا تدخل "إسرائيل" مرة أخرى في عدم تثبيت وقف إطلاق النار.

وحول موضوع الهدنة الدائمة، قال إن هناك شروطا لتحقيق الهدنة الدائمة ومن هذه الشروط وقف إطلاق النار مقابل رفع الحصار، وما لم يتم هذا الأمر لن يكون هناك هدنة دائمة ولا مؤقتة.

وتطرق الزهار إلى موضوع المصالحة الفلسطينية مع السلطة الفلسطينية، معترفا أن هناك تناقضا عميقا بين أهداف حماس وفتح، متسائلا: كيف يمكن أن تلتقي حماس مع فصيل فلسطيني يعترف بوجود "إسرائيل"، في الوقت الذي تعتقد حماس أن الاحتلال حالة مؤقتة مثله مثل أي احتلال في العالم... فإلى التفاصيل:

*الموقف العربي ليس بجديد، كما هو عليه فما حصل أنه في الماضي كانوا لا يقدمون شيئا ويتحدثون ويصرحون، لكن الآن لم يعودوا يتحدثون ولا يقدمون شيئا.

*العالم هو المسؤول عن الحالة الفلسطينية، وهذه الحالة مقصورة، فهو مرتاح الآن من المسألة الفلسطينية، أما بالنسبة للمصالحة فلها طرفان متباعدان في التفكير ومن هذا التباعد؛ أن موقف حركة حماس لا تعترف بإسرائيل أما فتح فعلى العكس ترى فلسطين عند حدود 1967، حماس ترى المقاومة الطريق الوحيد لتحرير فلسطين.. وأيضا حماس لا تعترف بما يسمى التنسيق الأمني، بينما فتح ترى أن التعاون الأمني مع إسرائيل مقدس بينما نراه تجسسا.. ونحن نرى أن المقاومة هي الحل الوحيد للشعب الفلسطيني.. فتح تعتبر الوطن غزة والضفة أما نحن فنعتبر الوطن كل فلسطين.

*هل كان تحرير الهند من الاحتلال البريطاني يوتوبيا، وهل مقاومة الشعب الصيني لتحرير بلادهم من الاحتلال الياباني "يوتوبيا"؟ المقاومة عبر التاريخ كانت خيار الشعوب للاستقلال.. لم يكن أحد يتصور صمود غزة أمام كل هذه القوة الإسرائيلية.. هل من اليوتوبيا سقوط نظرية الأمن الإسرائيلي.. كل هذه اليوتوبيا التي تتحدث عنها لم تعد يوتوبيا في موازين الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.. نحن نقسم أن تحرير فلسطين ممكن مهما طال الزمن.. والغرب يريد أن يحول قناعاتنا إلى يوتوبيا.. ومن هنا يأتي الهجوم على الأقصى.

*في حرب الـ51 الأخيرة على غزة سقطت نظرية الأمن لدى الاحتلال، وفشل الاحتلال في جولة من جولات الصراع، والاعتداء على الأقصى يأتي في إعطاء الصراع بعدا دينيا في ظل شيطنة الإسلام من أجل ربح هذا الصراع.

*مصر عاملتنا كإخوان مسلمين، وحاولوا أن يبرروا هذا الهجوم بأن حماس في سيناء، وهذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، حتى السلطات المصرية الرسمية قالت لنا إن اتهامات وجودنا في سيناء غير صحيح وليسوا مسؤولين عنها.. لكن ما يحدث أن كل ما تتهم به حماس هو عن طريق الإعلام.. وهذا الإعلام بالتأكيد موجه، لكن دائما السلطات المصرية تؤكد لنا أنها غير مسؤولة عما يقال في الإعلام. وبالرغم من ذلك نحن نحاول أن نبقي على العلاقة مع مصر دون صراع، لأن مصر بوابتنا ولا نريد أن نشحن الأجواء مع مصر.

*موقفنا في سوريا واحد ولم يتغير، وأنا كنت شاهد على الكثير من النقاشات حول موقف حماس في سوريا، وكنا دائما نقول "لا نريد أن نكون جزءا من أي صراعات داخلية في العالم العربي".. ولا نريد أن نعيد تجربة منظمة التحرير حين دخلت في صراعات مع الأردن وتم طردها في العام 1967، وكذلك الأمر دخلت في صراعات في لبنان وتم طردها أيضا، ونحن لا نريد تكرار هذا السيناريو.. والنقطة الثانية، وللأسف كان هناك تفسير سيئ لخروج القيادات من سوريا وتم تفسير خروجهم إلى قطر بشكل مسيء على أن حماس جزء من لعبة المحاور.

*أولا يجب أن نميز بين مصطلحين، الأول تثبيت وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه فصائليا في مصر بعد معركة العصف المأكول، وتثبيت وقف إطلاق النار كان ثمنه رفع الحصار عن غزة، أما وأن الحصار مفروض والذي تفرضه فتح فلا وجود لوقف إطلاق النار. وفي موضوع الهدنة الدائمة لم نتحدث مع أحد حولها، كما أن الهدنة الدائمة لها شروط يجب أن يلتزم بها الجانب الإسرائيلي.. وجاء توني بلير واقترح أن نزور لندن ونجري مباحثات من أجل هدنة لمدة ستة أشهر، ونحن لا نحتاج إلى مثل هذه الهدنة فهي موجودة بدون الإعلان عنها، لذلك نحن غير مستعدين أن نلزم أنفسنا بهدنة ندرك أن إسرائيل لن تلتزم بها على الإطلاق.. ونحن لا نريد أن نكون مثل فتح التي كانت تلتزم بشروط دولية وتقوم إسرائيل بانتهاكها.

نعم حركة فتح هي من تفرض الحصار على قطاع عزة وليس إسرائيل، فإسرائيل غير موافقة على هذا الحصار ليس حبا في غزة وإنما بطلب من فتح، ونحن نعلم أن كل القيادات الإسرائيلية السياسية والأمنية وكذلك المراقبين والمحللين العسكرين، تنادي برفع الحصار عن القطاع حتى لا تدخل إسرائيل مرة أخرى في عدم تثبيت وقف إطلاق النار.