بأسماء حقيقة أو مستعارة لن يتغير شيء فسأبقى أكتب وأعلق في المواقع السورية إن سمح لها الاستمرار بالعمل وبغير السورية لأنني لا أكتب إلا ما نهلت به من حب هذا الوطن ومنابعه العربية والحضارية.
قبل أي شيء يحق للسيد الوزير أن يصدر أي قرار خوله القانون بإصداره إذا وجد بأن هناك خروج عن القانون في عمل أي موقع من المواقع السورية الالكترونية. وأنا قلباً وقالباً مع مصداقية نشر الخبر واحترام الآخرين وعدم المساس والتهجم والتجني على أي شخص مهما كان موقعه. وأن يكون التعليق موضوعياً وحول الموضوع المنشور وأن لا يمس هيبة وسيادة الدولة و أو يخرق الدستور. ولكني تفاجئت بهذا التعميم وبالشكل الذي تمت صياغته وبهذه الفترة بالذات.. وخاصة بأن التعليقات في المواقع السورية لا تنشر مباشرة بل تخضع من قبل الموقع لرقابة ما.. وبغض النظر عن ما سيحمله هذا القرار من نتائج وتبعات على المواقع السورية. فالشعب السوري لا يستحق مثل هذا النوع من التعاميم. فهو شعب حي وواع وحضاري ومدرك لكل ما يحيط به من مؤامرات تستهدف كيانه ووحدته ومصيره..
وهنا لا يسعني إلا أن استشهد بأقوال سيد الوطن ورأيه بهذا الشعب حيث قال: "وتجسيدا لهذه الوحدة الوطنية العملاقة العصية على الاختراق..والتي كانت وستظل سندنا الحقيقي في كل ما قمنا به أو أنجزناه.. كما حملت رسائل عديدة واضحة للجميع.. مفادها أن هذا الشعب لا يزال يحتضن مشروع الأمة الواحدة.. مشروع نهضتها واستقلالها.. ولا يزال الداعم الفعلي لكل من يحمل هذا الفكر ويجسد هذا المشروع.. وهو يرفض لأجل ذلك فكر التفريط والاستسلام.. وإذا كان من نجاح في ذلك..فإنما يعود الفضل فيه إليكم.. إلى شعب حي أصيل استوعب جوهر العلاقة بين المواطنة والمسؤولية. بالإضافة إلى المواقف السياسية السليمة التي تستلهم هذه القيم وتحقق أكبر قدر من الإجماع الشعبي. ولكي تكون المواقف كذلك.. لابد من أن تنطلق من الشعب.. من أفكاره وطموحاته.. من مبادئه وعقائده.. ولابد أن تعبر عن مشاغله ومصالحه.. وهذا يستند إلى القراءة الصحيحة لهذا الشعب لان النجاح في قراءته.. أي في قراءة الشعب.. هو نجاح في رؤية الواقع وهو الطريق للنجاح في المهام الوطنية لأي مسؤول يكلف في أي مهمة وطنية على الساحة الوطنية. وقد أثبت شعبنا عند المحطات التاريخية التي مررنا بها.. امتلاكه إحساسا صادقا ورؤية نافذة تجاه ما واجهناه من استحقاقات.. مكنه من تمييز الجوهري من الطارئ.. والأصيل من الزائف. لذلك لم تكن مصادفة أن يعيش هذا البلد الصامد سليما معافى وسط هذا المحيط الزاخر بالاضطراب. لم يكن مصادفة أن يتمتع بأرقى درجات الانسجام والاستقرار في قلب هذه الأمواج العاتية من الصراعات الدولية التي تكاد تغرق المنطقة في حال من الفوضى العارمة.. ويخوض معاركه بشرف وإباء في سبيل نهضة الأمة واستقلالها مهما كلفه ذلك من ثمن". انتهى الاقتباس.
فالشعب السوري في الداخل والغربة هو ذلك المعدن الأصيل ومن لديه هذا القائد وهذا الشعب لا يقف عند مثل هذه الأمور.. والشعب السوري كما قال سيد الوطن يميز الأصيل والجوهري عن المزور والطارئ. فبأسمائنا الحقيقية أو المستعارة كرموز مجازية للتعبير عن رأي معين تجاه الوطن أو مسألة داخلية لا يتغير شيء لدى المواطن السوري الذي أعلن بالإجماع تأيده لنهج د. بشار الأسد ومسيرته في الإصلاح والتحديث والتطوير والتفافه حول قيادته.. فمن ماذا نخاف؟. ويا جبل ما هزك ريح.. وإذا كان هناك حالة شذوذ ما أو خروج عن الخط والقانون يمكن معالجتها بآليات معينة وأكثر بساطة من أسلوب التلويح بالعصا والتهديد والعقوبات ففي كل دول العالم هناك نوع من المراقبة للمواقع الالكترونية والمراسلات عبر الشبكة العنكبوتية وهذا طبيعي ضمن هذا الإطار الافتراضي المفتوح وغير المنضبط. ولكن نتمنى أن لا نصور للعالم أجمع بان السوري غير أهل للحوار والتعليق .. وهذا غير صحيح، ونحن لسنا كذلك ولن نكون، أو أن نصور للآخرين بأن الحكومة تحد من حرية التعبير للمواطنين أو تحد من انتشار الانترنيت وهذا يشوه الصورة الحقيقة للحكومة ولعلاقة الشعب بالحكومة.
والخاسر من هذا التعميم هو المواقع السورية والمواطن السوري الملتزم والذي وجد هامش حرية في هذه المواقع بعيداً عن المواقع المغرضة والمعادية لنهج البلد وخطه وتوجهاته.. لأن متصفح الانترنيت سيجد أمامه عدد كبير من المواقع التي لا يضبطها ضابط ولا رقيب أو ممتعض وعددها بالآلاف بينما عدد المواقع السورية لا يتجاوز عدد أصابع اليدين. ثم ما ينشر على المواقع السورية وهذا رأي شخصي بحت لم يتجاوز سقف الوطن بل على العكس خلق روح حوارية بين القراء نبذت المسيء والمغرض والمتجني ، إلا إذا أصبح النشر والتعليق خاضعين لمسألة التقنين ليس إلا مثل الكهرباء والماء... وهنا سنضع السؤال وهذا التعميم في سياق واحد وهو حرص المعنيين على عدم إضاعة وهدر وقت المواطن وطاقاته.. فلماذا الكتابة أو التعليق بالأساس على قضايا وهموم حياتية يومية وما في اليد حيلة.. وهنا سأشرح ما معنى قصدي ما في باليد حيلة أي أنني لا أستطيع أن أفعل شيء - وهذا حال كل من يرسل مساهمة أو تعليق - إذا لم يقم الموقع بنشرها كما هو الحال مع طقس ودرجات الحرارة هذه الأيام ولا نقدها أو كشف المستور عنها أو حتى إبداء رأي إيجابي والتأفف لتبريد ما ينفثه الجسد من حرارة بعيداً عن رفاهية الحضارة من تكييف وتبريد والاستمتاع بحمام بارد ساخن، وكل هذا الشرح حتى لا يفهم من هذا القصد شيء أخر يستدعي الملاحقة القانونية أو المساءلة حسب التعميم الأخير للسيد وزير الاتصالات حول النشر والتعليقات في المواقع الالكترونية السورية التي حكم عليها كصحافة الكترونية بأن تكون صماء جافة ملقنة والعمل بمقولة باي.. باي.. يا متصفحين هذه مواقع السورية، إما أن تنشر بطاقة تعريف العائلة من الجد السابع أو لمن يرغب ويريد أن يكتب ويعلق عليه فقط إرسال اسمه الصريح وهناك من يكتب له التعليقات أو المقالات حتى لا يقع بالخطأ أو المساءلة القانونية لا سمح الله وعلى مبدأ أمشي جنب الحيط وقول يا رب السترة. وهذا شيء غير معقول ولا يعطي إلا صورة مشوهة عن سورية..
علماً أن الطقس وهذه الحالة مناخية إضافة للخدمات الجيدة التي يلقاها المواطن من المؤسسات الخدمية بما فيها خدمة الانترنيت البطيئة والقديمة تجعله يدخل في كومة سبات طويل من شدة الصدمات التي تلاحقه من تصريحات وتعميمات لا يرى منها إلا سر إلى الوراء، ولن يستفيق منها إلا بعد قرون ليرى الآخرين في عالم وعصر وهو في عالم وعصر أخر وهو المطلوب على ما يبدو حسب رؤية البعض الذي يسير عكس توجهات وطموحات سيد الوطن والشعب...
في الحقيقة لم أعد أفهم وأستوعب... هل يعقل ذلك ... ننشر بمواقع غير سورية ونعلق بمواقع غير سورية بملء حريتنا وبأسمائنا الحقيقية والمستعارة ودفاعاً عن بلدنا وصمودنا وتحدينا في وجه هذه الهجمة الشرسة ضده وبالطريقة التي نشاء وتنشر كتاباتنا وتعليقاتنا بدون السؤال عن بطاقات تعريفنا... وهناك من يحاول الحد أو منعنا من ممارسة هذا الحق في مواقعنا ... عجبي .. وعذراً وأرجوا أن أكون مخطئاً أو يكون الخطأ يكسوني من سافل قدمي وحتى قرعة رأسي ورأس أجدادي وأجداد أجدادي وكل من له علاقة باسمي وفي حال العكس أرجوا عفوكم وصفحكم وتسامحكم وأن يكون صدركم واسع ورحب فانا في النهاية مواطن عربي سوري قح أعبد هذا الوطن وأخدمه وأقدم له الروح والجسد وكل ما أمتلك... لا أفهم من هذا التعميم وغيره من القرارات المماثلة إلا امتعاض البعض ممن طالت أقلام الكتاب والقراء نقداً عمل مؤسساتهم وتصريحاتهم ووعودهم التي لا تتماشى مع الدور المنوط بهم... والظاهر أنهم لا يتقبلون أي نوع من النقد ولا يريدون سماع أي صوت مهما كان طول موجته ونوعها ومهما كانت نبرته وشدة اهتزازاتها، وهم في قمقمهم العاجي... وإذا كان ذلك هو هدف هذا التعميم فالأمر بسيط ... لأن اهتمام المواطنين والكتاب والقراء السوريين منصب بقضايا أكبر من ذلك فلا ضير.. ولحل المشكلة ببساطة يتم منع كل التعليقات عن الأخبار التي تؤرق راحة هذا البعض!!!... ما دامت هذه الآراء والتعليقات لا تغير شيء في واقع الحال.
بأسماء حقيقة أو مستعارة لن يتغير شيء في معدن هذا الشعب الأصيل الذي لفظ كل حالة غربية عن جسده وسيبقى صوته عالياً ونبرته حرة ووطنية مدافعة عن ثوابته القومية والوطنية. وهو ملتزم بقضاياه ولا يتجاوز خطوط هو نفسه يعرف بأنها مؤثرة على حياته ومصيره ووحدته، ويحترم القانون والدستور.
فالكتابة هي ثقافة تعبر عن حضارة الشعب ونبضه وحسه، وهي نوع من أنواع التعبير عن مكنوناته التي يجب على الجميع احترامها وصونها وتعميمها لنشر العلم والأدب والفائدة والأخلاق والتربية وتحصين الوطن والمجتمع، وكل من يخرج عن هذا الإطار هو منبوذ ومرفوض... وخاصة لمن يظن أن الكتابة في الانترنيت ستكفل الحرية لنشر كل الآراء وفرض الأفكار على جميع المتلقين دون أن يكون لها تبعاتها معتقدين أن التستر خلف الأسماء المستعارة يمنح لهم حرية نشر آراءهم الخاطئة والمغرضة أو الأخبار غير الموثقة والبعيدة عن المصداقية ومن السهولة بمكان التهجم والتسلط على من يخالفهم ويرفض أفكارهم وأساليبهم وتشويه سمعتهم. وهذا ما نرفضه جميعاً بتعميم وبدون تعميم. وهذا الأسلوب من الكتابة غير الراقي والحضاري هو الذي يجب التصدي الحازم له، وإيجاد آلية للحد من هذه الكتابات والتعليقات تضمن حرية التعبير للمواطنين واحترام الآخرين، وعلى الأقلام الشريفة فضح هذا الأسلوب وتعريته. وتبقى الكتابة أولاً وأخيراً تعبير عن تربية وخلق وعلم كل كاتب سواء في الانترنيت أو في أية وسيلة أخرى..
دمشق، في 30/07/2007
* اسم الكاتب موجود بالاضافة للبريد الألكتروني " كما طلب السيد الوزير " زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية